اليهود لم يكونوا يكذبون
هادي جلو مرعي
إن وعد الله حق.. هكذا يحب الناس أن يكتبوا على قبور موتاهم، فالموت حق لابد منه وهو نهاية طبيعية لوجودنا على هذه الأرض الموبوءة بالفساد والقهر والعذابات وحطام النفوس وبوائقها وأفاعيلها الشيطانية وتحالفاتها مع الشرور، لكننا قد ننتهي بطريقة مختلفة عن المألوف، وبطريقة لانريدها، أو بطريقة يفرض علينا الآخرون أن ننتهي بها ولانستطيع أن نعترض، أو نقرر، أو نمتنع عن الموت بتلك الطريقة، نقول، إن اليهود يكذبون حين يقولون زورا، إن هتلر أمر بوضع المواطنين اليهود في ألمانيا ودول أوربا في أفران الغاز وأحرقهم وهم أحياء وموتى أيضا،لكننا لانتساءل كثيرا، لماذا نقول ،إن اليهود يكذبون؟ بينما تشير البراهين من عالمنا العربي والإسلامي الى طرق بشعة للموت مورست من قبل حكام ضد شعوبهم والعاملين في سلطانهم، وحتى من وزرائهم وعبيدهم؟ أفلا يفعل هتلر باليهود مايفعله المسلمون بالمسلمين، وحين يأمر حاكم مسلم بوضع وزير له في فرن حتى يموت من فرط الحرارة لايكون ذلك نوعا من الإبادة، ولايعود دليلا لمجرد إننا لانريد أن نعترف بذلك، فهتلر كان شريرا للغاية وحاقدا، وكان يطمح الى إحتلال بلاد الشرق بأكملها بمافي ذلك مصر والعراق، وكان يعتبر اليهود وباءا لابد له من التخلص منه بالطرق المتاحة، بينما كان جنوده ومستشاروه يفكرون ويبتكرون طرق الموت تلك، وكان هتلر شريرا للغاية، لكنه لم يكن عدو العرب والمسلمين المباشر، بل كانت بريطانيا العظمى، وكان البريطانيون واليهود أعداء المسلمين والعرب وأعداءا لألمانيا الهتلرية، وكل مايدعونه كذب حتى لو إحترقت الأرض بهم، ولو طمروا بالكامل تحت التراب، ولو أحرقتهم أفران الغاز.
فعل القادة المسلمون بشعوبهم مالم يفعله حاكم بشعبه، وكذلك فعل الحكام الآخرين في أصقاع الأرض، فهاهم المسلمون من طائفة الروهينغا في بروندي الأفريقية يحرقون ويهجرون، وتغتصب نساؤهم بطرق وحشية، بينما شهدت رواندا فظائع بين قبيلتي التوتسي والهوتو وقتل الملايين لمجرد الحقد، وقتل الصرب آلاف المسلمين في البوسنة بطرق مريعة، وتعرض الأكراد في شمال العراق الى موت مرعب بالغازات السامة والأسلحة الكيماوية، ودفن الناس أحياءا في جنوب العراق وجففت البحيرات والأهوار والأنهار، وهاهم العراقيون يطوون صفحة مريعة من تاريخهم بعد حرب الطوائف التي بدأت رسميا في عام 2006 حيث القتل والتهجير والرعب والتدمير والهروب الى البعيد في محاولة للنجاة من الموت.
مايزال البعض يدافع عن تنظيم القاعدة رغم مافعله بالمسلمين وسواهم من فجائع وماقتل من الأبرياء حول العالم، وكذلك ماقام به تنظيم داعش الذي يطيح بالرؤوس والنفوس على هواه في القرى والمدن والمساجد وعلى شواطئ الأنهار والبحار، ومايزال العالم بأسره عاجزا عن إدانة حكومة إسرائيل التي تقصف غزة وتقتل الأطفال وتستوطن في كل مكان، ومازال الأرمن يبكون ضحاياهم ، ومايزال الأتراك يرفضون الإعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن رغم ملايين الأدلة، ومازال العرب والمسلمون يدافعون عن هتلر، ويكذبون مزاعم اليهود.