الوهم
لو ملأت جوفي بخبز كلماتك الشهية …
سأصوم عن طعام الحياة ..
وأعيش على فتات الروح البائتة
وسأعزف مكنون قلبي بأطراف الليل ..
سمفونية هاجسية متناغمة الحنين
تنشد السراب ..
فتعود لي كأمواج الصدى
وعند الفجر ..
بمفترق الطرق سأغرس..
سنبلة متسامية بالشوق
لأمنح حبوبها عناقا يحترق
كنذور أنذرها أمام آلهة الأرض ..
في معبدي البعيد ..
حيث جمهرة
الطيور تتهامس فيما بينها
حديث الصبا ونقاء الحب ..
عند ضباب التلال البعيدة
هناك .. تمثالا صنعت
لترتفع رقاب العوالم …
فتنظرك من خلال
سحب الضباب التي تحتضن
التلال السرمدية
والريح ساكنة بثقلها الأعصر
لا تحمل صوتي ..
بل أصوات من نذروا قبلي
أمتزجت حروفهم..
وأبتهالاتهم
فكانت كالرعد الهادر البعيد
تهلك العروش العالية
وتبني رمادها بتأوهات الفتية
التي ترتفع من أرواحهم عند نذورهم
كعواصف البحار
فعدت أنا.. ورسمت وجهك
وجعلت نور الصباح وشاحا يلفه ..
ومن خيالك نسر جامح بقنن الجبال
يصرخ بفضاءات التلال
أنادي بعلوٍ ..
فأدعوا الخلائق لتتنظرك
بأنك نبي أرسلتك السماء ..
بركاته تملأ البراري الغابرة
واليموم الواسعة..
كتبت أسمك بدخان نذوري
فأرتفعت حروفك ..
كترنيمة قدسية ..
تلألأت مخارجها بأحجار
كهرمانية زمردية
سطرت كأساطير تحاكي عقود
الصروح البابلية ..
أطلقت جماح عاطفتي كينبوع بعلٍ
أغمضتُ عيني .. عن دنيتي
أرتديتُ ثوب الرهبنة
في محراب معبدك ..
وبتعمد واضحٌ
تجاهلت أنك وهم ..
فالأوهام تخلو من العيوب