النقد البناء طريق لبناء دولة الحق
اردلان حسن
منذ سنوات نلاحظ أن النقد اصبح متلازماً مع التنكيل او التهديد الواضح وحتى القتل في العراق ، فالكثير من الذين يحبون بلدهم ومدنهم ومناطقهم ويلاحظون الاخطاء التي تحدث بها ، لا يجرأون على نقد الظواهر او الشخصيات او الاحداث العامة والسياسية منها خاصة بسبب وجودهم في مدنهم تحت سلطة الذين يحكمون ، وايضاً لعدم وجود قانون يحمي الفرد وحقه الشخصي في التعبير عن الرأي ، بدون ان يتعرض له الذي يمتلك السلطة أي السلاح .
الذي لا يفهمه صاحب السلطة هذا ، هو ان النقد وخاصة اذا كان بناءاً ، فهو ليس مجرد نقداً لظاهرة او لشخصية ما ، بل لتقويم الخطأ إن وجد وهذا يحدث كثيراً في بلداننا ، بما أن المحيط القريب من القيادات في الغالب يهمهم مصالحهم الشخصية ورضى القائد او الحاكم الرمز بدلاً من نقده او توجيه النصيحة له ، فالكل يريد الحفاظ على وظيفته . لذلك فسماع او قراءة ما يكتبه المنتقد للخطأ وتشخيصه وتصحيحه والاستفادة من وجهة نظر مختلفة لشخص يرى الموضوع من زاوية اخرى ، يأتي بفائدة اكبر من الذي يطيع فقط وإن عرف ان ذلك خطأ .
في أيامنا هذه نلاحظ ان النقد اصبح مناطقياً ، أي بمعنى ان الكردي ينتقد السياسة في الوسط والجنوب او السياسي العربي بكل راحة والعكس صحيح ايضاً ، مع عدم انكار وجود بعض الاصوات الشجاعة التي لا تهتم لبطش السلطات في هذه المناطق ، يظهرون في كتاباتهم حقيقة ما يجري في مناطقهم وينتقدون الحاكم رغم كل التهديدات والمخاطر التي تواجههم .
السؤال هنا ، هل يستحق اعطاء النصيحة وتوعية الآخر وإن كان قائداً او مسؤولاً يتصور نفسه فوق الجميع ، القتل والتنكيل والتعذيب والتخويف ؟؟
الجواب قطعاً هو كلا ، بل ان الذي ينتقد وبشكل بناء ، يجب علينا شكره ومكآفأته وهذا ما تعمل به الشركات الكبرى ، كل انتقاد او نصيحة فيه الفائدة للشركة ، فهذا الموظف او العامل يُكَّرَم والحال نفسه في الدولة او المدينة ، عدم وجود المنتقدين واسكاتهم ، يساهم ايضاً في اضعاف المعارضة الحكومية بل انهاء وجودها .
المعارضة الحقيقية لا توجد في وطننا ، امامك خياران فقط ، الشراكة في الفساد والظلم والسكوت عنها أو النفي والسجن وصولاً للتصفية الجسدية ، والدول لا تبنى بهذا الشكل !!