تقديم:
كثيرة هي التساؤلات التي تطرح نفسها، حول العمل النقابي، والتعامل مع مختاف التساؤلات، التي تفرض نفسها، على واقع العمل النقابي، وما يتصرف منه، ارتأينا اختيار موضوع:
(العمل النقابي في عصر عولمة الفقر).
من أجل التعامل، والتفاعل، مع هكذا تساؤلات مطروحة، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى كل تلك المستويات، التي تساهم في الإجابة على التساؤلات، التي تطرحها هذه الجهة، أو تلك، وتفرض طرحها، وضعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما تفرض طرحها، وضعية الجماهير الشعبية الكادحة، ووضعية النقابة، وممارسات العديد من النقابيين، الذين استفردوا بالنقابة، وبالعمل النقابي، وجعلوا منه وسيلة لتحقيق تطلعاتهم الطبقية، مما جعل النقابة، لا تهتم بمعاناة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا بمعاناة الجماهير الشعبية الكادحة، التي تعاني من الظلم، والقهر، والاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، ثارة باسم الدين الإسلامي، وأخرى بقوة المال، الذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة، تقبل ببيع ضمائرها، في أي انتخابات تنظمها الدولة، التي تنتج كل أشكال الفساد الانتخابي، حتى يتم إخراج النتائج، كما تريدها الدولة القائمة، التي تعتبر، كعادتها، أن أي انتخابات تمر، لا تكون إلا حرة، ونزيهة.
والعمل النقابي، في عصر العولمة، يصير تعبيرا عن المأساة، التي تلاحق العمال، والعاملات، والأجراء، والأجيرات، والكادحين، والكادحات، والمعطلين، والمعطلات، والعاطلين، والعاطلات، والفلاحين الفقراء، والفلاحات الفقيرات، والفلاحين المعدمين، والفلاحات المعدمات، والتجار الصغار، والتاجرات الصغيرات، فلا زيادة في الأجور، ولا في التعويضات. وكل ما في الأمر، أن النقابة القائمة، تدعو إلى أكثر من مبادرة نضالية، حتى يتم رفع الحيف عن الكادحين، والكادحات، وعن التجار الصغار، والتاجرات الصغيرات، وعن الفلاحين الفقراء، والمعدمين، وعن الفلاحات الفقيرات، والمعدمات، ومن أجل أن يسود شيء من العدل الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، فكأن النقابة غير قائمة، وكأن العمل النقابي، غير قائم، في الأوساط الإنتاجية، والخدماتية، وكأن الحاجة إلى النقابة، ودورها، في حياة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لم تعد واردة، في عصر عولمة الفقر.
وإذا كانت الدولة المغربية، والباطرونا، قد أبدعتا في التقليص من أهمية العمل النقابي، ومن أهمية النقابة، فإن العمل النقابي، والنقابة، لم يبدعا فيما يخص الأشكال النضالية، للرد على ما تمارسه الدولة المغربية، وما تمارسه الباطرونا، تجاه النقابة، الأمر الذي يترتب عنه: ممارسة تخلف النقابة، وممارسة تخلف العمل النقابي. وهو ما يعني: أن العمل النقابي، وأن النقابة، موجودان، من أجل جعل الأطر النقابية، من المسؤوليات المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، وصولا إلى نحقيق التطلعات الطبقية، التي هي المبتدأ، وهي الخبر، بالنسبة إليهم، فلا تهمهم، لا معانات العمال، ولا معاناة باقي الأجراء، ولا معاناة سائر الكادحين.
وكان الأجدر بالنقابة، أي نقابة، أن تعقد تجمعات عامة، في كل الفروع، والأقاليم، والجهات، وعلى المستوى الوطني، من أجل الاستماع إلى ما يسعى إليه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بديلا لما تمارسه الدولة، بعيدا عن من تم اختيارهم، لمختلف المسؤوليات النقابية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، حتى تقوم النقابة بإعادة النظر، في إنتاجها للعمل النقابي، على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق اعتبار العمل النقابي، وسيلة لجعل النقابة، تنتج الخيرات المادية، والمعنوية، وتنتج الفكر، وتنتج الممارسة النضالية، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل أن يطمئن الكادحون، بصفة عامة، على وجود عمل نقابي سليم، ومنتج ومبدع.
وحتى نضع النقط على الحروف، ومن أجل أن نقف على حقيقة النقابة، وعلى حقيقة العمل النقابي، في موضوع:
(العمل النقابي في عصر عولمة الفقر).
ومن أجل أن يطمئن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سنتناول الموضوع بناء على هذه الخطاطة، الني هي عبارة عن مجموعة من الأسئلة، التي تتيح لنا الفرصة، لتناول كل فقرة على حدة، بعد تذييل كل سؤال، بمجموعة من الأسئلة الفكرية، التي لها علاقة بالسؤال الأساس، حتى نستطيع تقليب كل سؤال، من مختلف الأوجه، دون التفريط في التناول العلمي، لما ندرجه، في إطار كل فقرة، حتى لا نخطئ الموضوع، ومن أجل إثراء الحديث عن النقابة، والعمل النقابي، وطنيا، وقوميا، وعلى المستوى العالمي، ما دام المنهج العلمي السليم، الذي نلتزم به، هو المرشد، إلى ما نقوله في حديثنا عن النقابة، والعمل النقابي.
والأسئلة الخطاطة، التي عملنا على وضعها كالتالي:
ما مفهوم النقابة؟
ما مفهوم العمل النقابي؟
ما هي مكونات العمل النقابي؟
ما طبيعة برنامج النقابة، والعمل النقابي؟
ما هي الأهداف التي تسعى النقابة إلى تحقيقها؟
ما هي العلاقة بين النقابة، والدولة؟
ما هي العلاقة بين النقابة، والحكومة؟
ما هي العلاقة بين النقابة، ومخنلف الإدارات الحكومية؟
كيف يجب أن تكون العلاقة بين النقابات المختلفة؟
كيف يجب أن تكون العلاقة فيما بين النقابة، والمنظمات الجماهيرية؟
كيف يجب أن تكون العلاقة فيما بين النقابة، والأحزاب السياسية؟
ما هي الطبيعة التي يجب أن تكون عايها النقابة؟
هل هي نقابة مستقلة؟
هل هي نقابة موجهة من قبل الدولة؟
هل هي نقابة تابعة لجهة معينة؟
هل هي نقابة حزبية؟
هل هي نقابة تقدمية؟
هل هي نقابة رجعية؟
هل هي نقابة مبدئية؟
هل هي نقابة لا مبدئية؟
هل هي نقابة بيروقراطية؟
ماذا يختار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
هل يختارون النقابة المستقلة؟
هل يختارون نقابة الدولة؟
هل يختارون النقابة التابعة لجهة معينة؟
هل يختارون النقابة الحزبية؟
هل يختارون النقابة التقدمية؟
هل يختارون النقابة الرجعية؟
هل يختارون النقابة المبدئية؟
هل يختارون النقابة اللا مبدئية؟
هل يختارون النقابة البيروقراطية؟
هل يختارون النقابة الديمقراطية؟
ما طبيعة البرامج النقابية؟
ما طبيعة البرامج العامة؟
ما طبيعة البرامج الفئوية؟
مل هي الغاية من وضع مخنلف البرامج؟
هل هي تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
هل هي خوض المعارك النضالية، الهادفة إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقيادة النقابة، وبقرار منها؟
هل هي التنسيق فيما بين النقابات، على أساس وجود برنامج مشترك؟
هل هو التنسيق فيما بين النقابات، وبين باقي المنظمات الجماهيرية، والأحزاب اليساسية، في إطار العمل على إنضاج شروط قيام الجبهة الوطنية، للنضال من أجل الديمقراطية؟
هل هي العمل على إيجاد جبهة وطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، انطلاقا من برنامج حد أدنى؟
هل هي الحرص على جماهيرية النضال النقابي؟
هل هي الحرص على الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي؟
هل هي الحرص على الاستفادة من الماضي النضالي، من أجل تقويم الحاضر النقابي، وبين الأمل في المستقبل النقابي؟
ما هو الفرق بين التنظيمات النقابية المشروعة، والتنظيمات الفئوية غير المشروعة؟
لماذا التنظيمات النقابية المشروعة؟
لماذا التنظيمات الفئوية غير المشروعة؟
ألا نعتبر أن اللحوء إلى عدم الانتظام في النقابات المشروعة، ناتج عن الركود النضالي، في مختلف الميادين النقابية، التي تعرفها الساحة؟
ألا نعتبر عدم انفتاح النقابة، اي نقابة، على مختلف الفئات، هو الذي وقف وراء إيجاد الفئوية؟
اليس انحراف النقابة، والقيادات النقابية، عن أهداف النقابة، هو المتسبب في إيجاد تنظيمات فئوية غير مشروعة، تقوم بدور النقابة؟
أليس تصنيف النقابات، إلى جانب الدولة، أو إلى جانب الحكومة، أو إلى نقابات تابعة لجهة معينة، أو إلى نقابات حزبية، هو الذي يجعل التنظيان الفئوية مشروعة؟
أليس عدم الربط بين النضل النقابي، والنضال السياسي، هو الذي يعطي الشرعية للنضال الفئوي، المنفصل عن النقابة؟
أليس وقوف بعض الأحزاب، وبعض التوجهات، وراء تفتيت النقابة، هو الذي قاد إلى قيام تنظيمات فئوية؟
مالعمل من أجل نقابة مبدئية، ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية، تعمل على أن يصير العمل النقابي، وسيلة لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعرفون التحسين المستمر، للأوضاع المادية، والمعنوية؟
إننا، بحرصنا على محاولة الإجابة على هذه الأسئلة، لا بد أن نصل إلى خلاصات، تمكننا من امتلاك تصور وجيه عن النقابة، وعن العمل النقابي، الذي يهدف إلى جعل النقابة، في مستوى قيادة النضال النقابي، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتأتى للنقابة المناضلة، أن تؤسس مكانتها بين العمال، وبين الأجراء، وبين الكادحين، مهما كانت الفئة التي ينتموت إليها، من منطلق أنهم لا يجدون مكانتهم، وموقعهم، إلا في إطار النقابة المبدئية: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والمستقلة، والوحدوية، المخلصة في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أملا في تحقيق التحول اللازم، من أجل تحسين المجتمع الكادح: ماديا، ومعنويا، حتى يتأتى قيام التغيير، القائم على أساس تحرير الإنسان، والأرض، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها المختلفة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية.
والنقابة، عندما لا تكون مبدئية، مبادئية، وعندما لا تكون ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، ووحدوية، وعندما لا تنضج شروط قيام تنسيق نقابي معين، لمواجهة هذا التردي القائم، وعندما لا تنضج شروط قيام جبهة وطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، فإن النقابة، لا يمكن أن تكون إلا تحريفية، والنقابة التحريفية، لا تخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقدر ما تخدم مصالح الحكام، والطبقات المستغلة، كالإقطاعيين، والبورجوازيين، والريعيين، والمهربين، وتجار الممنوعات، الذين لا يعرفون شيئا اسمه: حقوق الإنسان، وحقوق العمال.
ولذلك، نرى ضرورة تسليح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالوعي النقابي، المنطلق من الوعي بأوضاع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبأوضاع الجماهير الشعبية الكادحة، وبما يجب عمله، من أجل تجاوز الأوضاع المتردية: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، سعيا إلى جعل المسؤولين، يستجيبون للمطالب المركزية، والقطاعية، بعد القيام بالنضالات المطلبية: الضاغطة، والموحدة للكادحين، على المستوى الوطني: مركزيا، وقطاعيا، وفئويا، حتى يتأتى انتزاع مكتسبات مركزية، وقطاعية، وفئوية، ومن أجل أن تتحرك جميع الجهات، من أجل فرض إرادتها، على المسؤولين، الذين يستجيبون للمطالب، التي تتقدم بها أي جهة، كيفما كانت محدودة.
فهل نصيب فيما نقدم عليه في معالجة موضوع:
(العمل النقابي في عصر عولمة الفقر)؟
وهل لازال للنقابة، والعمل النقابي، دور معين: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا؟
أم أن النقابة، والعمل النقابي، لم يعد لهما أي دور يذكر، لا اقتصاديا، ولا اجتماعيا، ولا ثقافيا، ولا سياسيا؟
أليس عدم الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، هو الذي يفقد النقابة، والعمل النقابي قيمتهما؟
أليس غياب الوعي النقابي الصحيح، هو الذي يكسب النقابة، والعمل النقابي، هذا التراجع إلى الوراء، مما يجعل من الصعب، استرجاع المكانة التي كانت تتمتع بها النقابة، والعمل النقابي، في عصرهما الذهبي؟
أليس ارتباط النقابة، بالدولة، وبالحكومة، وبمؤسسات الدولة، وبالتبعية لحزب معين، وباعتبار النقابة، والعمل النقابي، حزبيين: هو الذي أدى إلى تراجع النقابة، والعمل النقابي، إلى مستوى فقدان القيمة النقابية، على المستوى العام، وعلى المستوى المجتمعي؟
إن إعادة النظر في النقابة، وفي العمل النقابي، أصبح ضرورة ملحة، حتى تعود للنقابة، والعمل النقابي، ثقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل أن تصير الثقة في النقابة، وفي العمل النقابي، رائدة في الأداء، وفي انتزاع المكاسب، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد.