النداء الأخير ..
خالدة خليل
أرتقي الان اعلى قمة حزني،
وأشرع يديّ لإعصار الخيبات القادم من روحك
اصرخ وترد الأيام صدى صرختي برقا ً ورعداً، لتتفطر ارض تكويني الأول.
أجمع صلصال جنون ، وحزمة ضوء، وتربة أولى وأكدسها في أقصى زاوية من يأس الروح .
وقبل ان تتورط أصابعي بالوثوب اليك، كنت أمد ذكرياتي أفقا أرسم فيه حدود ما اسميتها انت خطايانا..
.. خطايانا التي لم تكن أكثر من عبث طفولي يحمل نقاء الدمع ولون الحب وبراءة المعنى .
أعيد الطرق على باب قلبك الموصد ،
اراك تعتلي تجاهلك ويعتليك غموضك
يقيناً لم يطهّرك الحب بعد.
كان اشتياقك إليَّ غصة ازفرها فتطفئ شمعة كلما حاولت إضاءتها من جديد ، ذابت على رفّ الكلام .
كان حبنا زنبقة تكفّلها المطر ، ولم تشأ الريح الا ذبولها .
ففيك انحدار نحو اليقظة المتعمدة ، وفيّ وثوب الى الحلم ابداً .
أخيراً إنهار ذاك الطوطم الذي انهكتني طقوس عبادته …
أخيراً رحلت قبائل الصمت ،وغابت رسائلك الصباحية المطعمة بنكهة قبلة باردة عبر الأثير لتلجم حنيني اليك ..
صعب غيابك ،بالرغم من هالة الشك التي احطتني بها ، ورمح الغدر الذي رميتني به .
آن الاوان لأعزي روحي بغياب ركني المملوء حباً وعشقاً وشوقاً وعبثاً في قلبك المليء بأطلال نساء عابرات ومغادرات وربما قادمات ..
ارفع يديّ العاريتين امام امواج غيابك العاتي، وابحر بلا أشرعة في مزاجك المتقلب
. أشعل شمعة وتطفئني اخرى ، لأترك نبضي يتجاوز عدّاد العمر ، وألقي بروحي تحت ظلال روحك الغادرة..
اتأبط رحيلك … أرتب رسائلي على وفق مراتب الحزن . وأشحن قصائدي بوهج لا أضمن استمراره …
كنت أريدك غيثاً بطول صحرائي ،
فكنت ندى لا يبلل حتى زهرة منسية على غصن انتظارات .
أردت لهديرك ان يختلط بموسيقى خافقي ، وإن كانت مصائد ادغالك تخيف غزالاتي
مصابيح حكاياتي يكاد ينفذ زيتها، وضاع سدى انتظار قبلة حلمت بها سترسم البياض
على تنهيدة سنواتي الضائعة في انتظار ما لا يأتي ابداً .
ضمني اليك ليهدأ خوفي . ضمني واقرأ تعويذة الغياب .ولا تهددني بقضبان انتظار مؤبد.
شدّ الى شجرة شاعرة مجنونة فيك ، حبل حكمتك .فأنت وحدك في قلبي ، جدائل ضوء تفرش امنياتي املاً ..
وها انا ذي أهيأ اليوم لصباحي باقة خسارات أقدمها عزاء لغيابك يا ايها البحر المحكوم بالمدّ والجزر، ومزاجات المواسم والاعاصير ..
أشد اليك سراطنا، لنعبر من فوقه تاركين وراءنا الأشجان، وعابرين الى ضفة ، تحفل بانتصاراتنا وبانتكاس أعلام البعد .