“” النخل يمشي “”
كانه يرتجل ما يملي عليه الموقف وهو يمشي مع حشود النخيل المنتفضة وهي ” تسير الى الافق “
لانها ; “قد ملت موضعها المعفر بالدخان ، هناك
” عند النهر ” حيث الارض لا تحبل ولا تلد غير ” الشعر والملاحم والموت والالهام والحضور والغياب المكرر والبلوى “
وكل ما يجعل النخل يمشي “
ويمضي ليرحل ويغادر ارض الرافدين وملتقى النهرين “
فيخلي المكان الذي عاش فية منذ ان خلق مع ابي البشر سيدنا آدم “
ان عمرها من عمر هذه الارض وناسها تاريخا وذاتا وسجايا ،،
لقد كانت تكابد نفس المكابدة ونفس البلوى ، بل ” بلوى فوق بلوى ” ولذلك نشأ بين النخل والشعر العراقي هذا التماثل وهذه القرابة والاصرة ، فاصبحت النخلة معادلًا لصورة الوطن والذات العراقية ، ورمزا للحب العظيم والألم العظيم ،،
فهي بثرائها وخصوبتها الدلالية والإيحاءية لا تنحصر في او تنحسر عند حدود إيحاء بعينه ، فتصير عنده مرة رمزا يتماهى بالوطن والعراق الذات ومعاناتها ، فالنخيل هو صنو الذات ورديف الوطن *
انه يقوم بفعل غنائي وعمل شعري له ايقاعه الذي يختلط فيه الصمت بالحركة متأملا أحكام الفكر مشبعًا بوجع التماهي بما يعرف ويتخيل عن هذا الموضع وفي هذا النطاق ،،
كانه يتعامل معه من منظور آخر غير مالوف أو كأنه يقرنه بمقولات الهوية والذات العراقية والخصوصية ،،