النبيذ..!!
تراقصَ وهجُ النبيذِ
ليس في الكأسِ
بلْ ، في ظلال الشموعْ..
مع الحزنِ
أراه ، يخيمُ
بينَ سحنةٍ كالشمسِ
تستبيحُ جنون السطوعْ..
كلما اهتز ضوءٌ
يشعُ النبيذُ على اطرافهِ
تشمُ رائحة الفجر عند السواحلِ
عندَ الشروعْ..
في قاربٍ نحو المدى السرمدي..
حينَ ينحدرُ الضوء راقصاً
بينَ الشفاه التي
يسيحُ منها الرضابُ
المعطر بالقوافي ،
وبينَ القمم العاليه..
أنتِ أيتها الفنن الداليه..
قِطافُكِ حان
في وقته يشرئب الزمان رهانه
فتدنو عناقيده الحانيه..
**
نهايات وهج النبيذ
تزاحمن سكرى
يلذن بدفئ الربى
وإشتعال الصبا
بين نارين
تكف الهواجس ان تقول وئاما..
أراها ، تلوذ العصافير بأعشاشها
وتخلد في هواها
قلوبٌ النياما..
على مهجع الإنتظار
كأن العوالم لم تعد تنتشي
من نبيذٍ علته مجامير
عالم يحتسيه ، حراما..
هي الروح ما تزال
على عهدها،
تصد السهاما..
وتعصف في كؤوس المداما..
وتهمس بين تلك الثنايا
سهاد الغراما..
إنه البوح كلما
عاشرته زهور الخزاما..
**
فما بين همس الدوالي
وما بين تلك الخوالي
يموج النبيذ على سمرة
يهيم الظلال بأرجائها
لتمسح عنها عويل الندمْ..
وترمي بأشيائها
في سحيق السأم..
هو الوهج يستبيح الظلام
ويترك تلك الخصيلات
تحتسي من شراب العدمْ ..!!
***
د. جودت العاني
25/آذار- 2022