الناطق الإعلامي ودوره المفقود
رائد الهاشمي
رئيس تحرير مجلة نور الإقتصادية
يلعب الإعلام دوراً مهما في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية لأنه يمثل حلقة وصل بين المؤسسات والجمهور, وعلى أيه مؤسسة رصينة تريد النجاح في عملها عليها تفعيل دور الإعلام وإعطائه حيزاً كبيراً من إهتمامها واختيار الشخصيات الإعلامية الكفوءة والمخلصة لتلعب الدور الرئيس في إيصال نشاطاتها إلى الجمهور, والناطق الإعلامي هو من أهم الحلقات في العملية الإعلامية والذي يجب إختيارهُ بعناية ودقة من حيث الثقافة العالية والشخصية القوية واللباقة والكياسة والذكاء وغيرها من الصفات المهمة, إضافة إلى التأكد من ولائهِ الكامل للمؤسسة التي يعمل بها ويكون هذا الشخص مقرباً من أصحاب القرار وملماً بجميع تفاصيل العمل ويجب على الإدارات العليا حصر التصريحات الرئيسية والمهمة والتي تعكس السياسات العامة للمؤسسة بيد هذا الشخص تجنباً للتخبّط والإختلاف في التصريحات التي تؤثر على عمل المؤسسة ومكانتها ومصداقيتها.
لو أخذنا دور الناطق الإعلامي في الحياة السياسية في العراق نجدهُ لايرتقي للمبادئ الإعلامية السليمة ونجد دورهُ شبه مفقود ,فالسلطة التنفيذية التي تتمثل برئاسة مجلس الوزراء نجد أن هناك ناطقين إعلاميين الأول بإسم مكتب رئيس مجلس الوزراء والثاني بإسم الحكومة العراقية ولو تتبعنا دورهم نجدهُ ضعيفاً وتصريحاتهم قليلة ومقتضبة لاتعكس رأي الحكومة بشكل حقيقي, ولا يكمن الخلل فيهم كأشخاص وانما الخلل بعدم قيام الحكومة بتطبيق مبدأ المركزية في خطابها الإعلامي فنجد التصريحات تنطلق من أفواه جميع السياسيين والوزراء والكتل وبجميع القنوات الإعلامية المقروئة والمسموعة والمرئية والجميع يتحدث بسياسات الدولة العليا على هواه بما يخدم مصلحتهُ ومصلحة كتلتهُ (هذا يصرح وذاك ينفي تصريح الأول ) ما أحدث إرباكاً لدى المواطن وضياعاً للحقائق في معظم الأمور فالتصريحات تتضارب في أي قضية تطرح والسياسي الذي يظهر على الفضائيات أكثر من نجوم الطرب والتمثيل يتفنن بتحليلاته وآرائهِ بدون حساب ولارقيب.
المفروض على الحكومة أن تعالج هذا التخبّط بإجراءات حاسمة وذلك بتحديد خطابها الإعلامي بشكل مدروس ومنع أي سياسي او أي مسؤول أن يتحدث بلسان الحكومة في أي قضية مطروحة وتخويل ناطق إعلامي واحد يعبر عن رأي الحكومة الرسمي في جميع القضايا حتى يفهم المواطن مايحصل ويتخلص من صداع التحليلات اليومية للسياسين والمسؤولين ويتمكن من معرفة الحقيقة في أي قرار صادر من الحكومة او أي قضية سيساسية او إقتصادية او عسكرية او غيرها هذا الكلام ينطبق على مجلس النواب الذي يجب على رئاستهِ تحديد ناطق إعلامي واحد يعبر رسمياً عن رأيه في أي قضية مطروحة بشكل رسمي ومنع أعضائهُ ال(325) بالتحدث بأسم المجلس بشكل رسمي في أي وسيلة من وسائل الإعلام ووضع الضوابط الصارمة لتطبيق ذلك.
ويجب تعميم هذا الأجراء على جميع وزارات ومؤسسات الدولة وخاصة الأمنية منها حفاظاً على الأمن العسكري لقطعاتنا الأمنية التي تخوض معركة شرسة مع الإرهاب الذي يستغل الجانب الإعلامي بشكل كبير في حربه.
هذهِ دعوة مخلصة لتطبيق مبدأ الناطق الإعلامي بشكل صحيح في جميع حلقات الدولة العراقية وتعويد المواطن على تلقي المعلومة الصحيحة من مصدر موثوق واحد وهو الناطق الإعلامي وعدم الثقة بأي معلومة أخرى من أي طرف آخر.
الناطق الإعلامي ودوره المفقود
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا