” الناجون “
” أحفاد الطوفان “
يلقي الشاعر على مخيلتنا في القصيدة طاقته الايحائية ويغذيها بنوازع البحث ويغرينا بالتطلع الى ما وراء وخلف بناءها الرمزي الذي ينم عن الروابط المستترة خلف الظواهر ومنابعها التي كونت انطباعاته المتراكمة حولها وألهمته بإشارات معينه لتشكل محورًا للقصيدة …
استعمالنا لآلية التأويل تتطلب وعيًا تاريخيًا للتعاطي مع النص حتى نتمكن من الضرب العميق في ارض المعاني وعمقها الدلالي …
فنحن نقف أمام عدة تجارب تتقاطع في تجربة واحدة بتناسقها وتسلسلها في علاقتها بالماضي والحاضر
فهي تشتغل على جميع التجارب الكونية، مما يصعب علينا استدراك مغزاها …
فهي عبارة عن مشاهد درامية تحيلنا الى لوحات فنية ذات ملمح تراجيدي تمثله الشاعر لكشف الحقيقة بكل خطورتها …
عندما يتوغل عميقًا في سفر الوجود …
إنه يصور مأساة ” الطوفان “
وما خلفه … وما بعد الأرض … وحال الذين ” نجوا ” …
فليس هناك نجاة من بطش الطوفان … فلقد قطعت أنياب الموج العاتي أرجلهم
ولم تسعفهم التوابيت وتطير بهم في الفلوات ولن يسمح لهم حتى بدخول جهنم لنيل العقاب … فهم بقايا وحطام من افلتوا من الطوفان …