المقدادية وكربلاء والبطش المليشياوي
مهند الرماحي
لو أجرينا استقراء في الدول التي وصل لها المد الصفوي لوجدنا إن الآثار السلبية واحدة والنتائج متشابهة ففي تعز في اليمن وفي ماضايا في سوريا وفي المقدادية في العراق فأن الفاعل هو واحد وأن اختلف المكان . وبالتأكيد فأن المطلع النبيه لا يعدو إيران في هذا الإرهاب المقيت الذي دمر العباد والبلاد في الدول العربية والإسلامية .
وما حدث مؤخراً في المقدادية في محافظة ديالى يتفطر له الجبين لأن الجبين يبس من كثر ما كان يندى حتى وصل لحالة التيبس ، فأي بشاعة وأي همجية وعنجهة لدى نفوس تلك المليشيات عندما تعتدي على الأبرياء وتقتل بدم بارد وتمثل بالأحياء والأموات وتفجر المساجد وتهدم البيوت وتحرق المحال وكأنها نار مجوسية تلتهم الأخضر واليابس كي ترضي أسيادها و يستمتعوا بالتنكيل بشعبنا العراقي المظلوم .
لم نكن ندرك حقيقة الحشد الطائفي بقدر ما كان يعلمه المرجع العراقي السيد الصرخي في بُعد لقراءة المستقبل وفعلا تحقق قوله (هو ليس حشداً شعبياً بل هو حشد سلطوي إيراني تحت اسم الطائفية والمذهبية المذمومة شرعاً وأخلاقاً ، انه حشد مكر وتغرير بالشباب العراقي وزجهم في حروب وقتال مع إخوانهم في العراق للقضاء على الجميع ولتأصيل الخلاف والشقاق والانقسام ولتأصيل وتجذير وتثبيت الطائفية الفاسدة لتحقيق حلم إمبراطوريات هالكة قضى عليها الاسلام)
فيا لهفي على أهلنا وأخوتنا سنة العراق راحوا ضحية المؤامرات ونتيجة الانتقامات ، ولكن العتب كل العتب على المجتمع الدولي الذي جعل إيران تسرح وتمرح على دماء الأبرياء وعلى خراب أوطاننا ولطالما طالبنا من المجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة أن تتدخل لإنقاذ شعب العراق من بطش إيران ومليشياتها وحشدها الطائفي ولطالما صرح المرجع الصرخي بذلك وخصوصا في مشروع الخلاص وطرح فكرة التقاتل بين داعش وايران في منطقة مفتوحة في ديالى هذه المحافظة القريبة من نار المجوس فقد دفعت الضريبة أكثر من غيرها من المحافظات ، وهنا نستذكر قول المرجع العراقي (في حال رفضت إيران الإنصياع للقرار فيجب على الأمم المتحدة والدول الداعمة لمشروع الخلاص أن تُجنِّب العراقيين الصراع فتؤمِّن مناطق آمنة محميّة دولياً يعيش فيها العراقيون تحت حماية ورعاية الأمم المتحدة ، ونترك جبهة قتال مفتوحة ومباشرة بين إيران والدولة الإسلامية (داعش) يتناطحان ويتقاتلان فيها ولتكن (مثلاً) محافظة ديالى وليستنزف أحدهما الآخر وننتظر نتائج القتال وفي حينها سيكون لنا قرار وفعل مع من يبقى منهما ، فنحن غير مستعدّين أن نجازف بحياة أبنائنا وأعزائنا بحثّهم على دخول حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل كل الخسارة والهلاك علينا فلا نرضى أن نكون حطباً لنيران صراعات قوى محتلّة غاصبة طامعة في خطف العراق واستعباد شعب العراق (
ونقول لأهلنا في المقدادية وغيرها من مناطق اكتوت بنار الحشد والمليشيات الطائفية ، نحن قبلكم حُرقنا وسُحلنا وهُدمت بيوتنا وقُتل أطفالنا وشبابنا وهُدمت جوامعنا ومكاتبنا لأننا رفضنا الاحتلال الإيراني ورفضنا التقسيم والطائفية فما جرى في كربلاء وسال الدم هناك قد اختلط بدمائكم واندمجت آهاتنا بمظلومياتكم فكانت النتيجة إننا وانتم سيان في جرح العراقي الدامي وندفع كل يوم ضريبة ولائنا للعراق ورفضنا للاحتلالات العسكرية والفكرية من أمريكا وإيران .
ولكن لا نيأس فالنصر آت وستنهار إيران أسرع من الموصل ووعد الحر الدين ، ولننتظر عندها سيلتفت لنا الله تعالى ويخلصنا من ملالي السوء ومرحى أن تكون ديالى منطلقا لتفتيت سلطة إيران الغاشمة الانتهازية بأسم الدين والمذهب