عبير حميد مناجد
كثيرا ماكنت اخالف رأي الأغلبية في أن عادل أمام فنان كوميدي من طراز خاص ومن مدرسة فنية متفردة, مثله مثل عمالقة ألفن ألكوميديأالساخر بسوداوية ((كشابلن) (والريحاني) و(عبد المنعم ابراهيم) و(حجي راضي) و( وثنائي طاش ماطاش مؤخرا), كنت دائما أراه فنانا عاديا نجح بالصدفة , ولايحمل اي شخصية فنية حقيقية كالأمثلة التي ذكرتها, وهذا ليس أنطباعا شخصيا محضا , بل من واقع الفن ألذي قدمه نهاية ألثمانينات ومطلع ألتسعينات, لأنه قبلها كان مرشحا بقوة لأن يكون كما يزعم وكما ظنه غالبية جمهوره العريض, في كل الوطن العربي لأنه قدم قضايا بالغة ألحساسية وتطرق لها بنظرة كوميدية ساحرة ألا أنه ولأنه قليل الأطلاع على ما حوله, وفقير الثقافة والأبداع الشخصي التلقائي , أستماله النظامين ( الساداتي ـ والمباركي) الفاسدين, وجعلا منه فنان ألسلطة والناطق [أسمها بلا منازع , وكل أفلامه ومسرحياته التي قدمها كانت تصب في خانة تأليه الحاكم , وحمد الفساد , وتربية الأجيال خانعة لقبوله والأنحناء له, وألغاء الفكر وتسفيه العلم والوطني , والمتدين, والمبدع, وأظهارهم بأكثر الصور أسفافا وأضحاكا وألنظام ألذي جنده .. لا هو, يعلم تماما خطورة الأسقاط والصورة النمطية التي ترافق شخصيات معينة لها تأثيرها وأحترامها في المجتمع المصري بوجه خاص والعربي والأسلامي بوجه عام , فالناس كانت ترى في أفلام ومسرحيات (أمام ) الضحكة والموقف والكلام الشعبي المحبب , وهو كان يجيدهما أيما أجادة وخاصة عينيه التين تتلونان وتمثلان معه وأحينا افضل .. بينما كنت أرى وراء هذه الشاشة السينمائية الجذابة, وخشبة المسرح العملاقة ,قضايا هامشية لاتهم المواطن العربي,
و شخصيات نسائية تقلل من شأن المرأة, وتجعل منها مجرد سلعة للمتعة والأغراء قابلة للبيع والشراء لمن يملك اكثر, وتهميشه لتضحيات المرأة العربية ونضالها على مر السنين سواء على صعيد شخصي لنيل حقوقها أو على صعيد عام , حيث تحملت الحروب وألهزائم وألنكسات وأنشأت أجيالا وفية لقضايا أمتها ودينها وموروثها الثقافي, ورسائله الفنية كلها , موجهة لصرف الأنظار ونزع القيم , وزعزعة القيم والثوابت, ألتي تربينا عليها وخاصة هجمة النظام المباركي ومن خلفه الأنظمة العربية كلها على الأسلام وجماعة الأخوان أو الأحزاب التي تأسست على مرجعيات دينية, فلم يكن تناوله له نقدا بناءا أو من منطلق الرأي والراي الآخر بهدف الأصلاح والتوجيه , بل أطلقوا له ألعنان وأعطي كل الصلاحيات, ليلعب ويزيف فيها فنيا , ويعرض فيها أيما تعريض معطيا عنها صورة سلبية جدا , للاجيال ألتي لم تتعرف عليها بعد, وطبعا بطريقة غير مباشرة وبرسائل فنية خفية, تحمل أجندات عالمية للأنقضاض عليهم والتخلص منهم ومن تأريخهم المشرف الطويل, تمهيدا لتلفيق التهم وزجهم بالسجون والمعتقلات الى أن يفارقوا فيها الحياة, ولست هنا بصدد ذكر عناوين لأفلام أو مسرحيات أو شخصيات معينة جسدها .. لأنني أرى أن كل ماقدمه أمام منذ مطلع التشعينات وحتى يومنا هذا , سينمائيا ومسرحيا كان يصب في خدمة هذه الأجندات بلا أستثناء , وكان زعيما فعلا في هذا المجال فقد جنى الملايين وفضل مصلحته الشخصية , على الصالح العام ناهيك عن المصلحة الفنية , ومهنية الصناعة نفسها . وقبل أن يكون أداة تنفذ ما يخطط غيره , سواءا كان يدرك ذلك, او لا يدركه لقلة وعيه السياسي, وأطلاعه على الواقع الذي كان يعيشه الشعب المصري أو العربي من ظلم وقهر, وتقييد في الحريات, وعدم السماح بالمناقشات الحرة اوطرح الافكار الجادة البناءة و المفيدة , والتعتيم على الفنانيين وألمبدعين الحقيقيين وألتشهير بهم في قضايا وهمية, أو غير ذات أهمية لصالح حفنة من مرتزقة النظام وفنانيه الذين رهنوا فنهم ورسالته السامية , من أجل حفنة من الملايين وأدوار( الدون جوان ) التي مازالوا يؤدونها و يعيشونها وقد تخطوا الستين, ومشاهد ألقبل الساخنة ألتي تكتب لهم خصيصا, كي يرتشفوها من جميلات وفاتنات السينما ألشابات أرضاءا لنزواتهم ونزقهم المتأخر,, وليس للضرورات الفنية كما يدعون…
لقد سقط عادل أمام سقطة كبيرة . حتى قبل ثورة ال25 من يناير المباركة الا أنه بعد الثورة أسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر عوراته بتأييده النظام ألفاسد وخروجه على الثورة والثوار.. كما سبق وندد بالمظلومين والمقهورين الفلسطينيين ولام حماس أبان( حرب تموز, والرصاص المصبوب ) ووقف مع المعتدين الصهاينة وحملها والشعب كل المسؤولية ( كما تم تلقينه) و ملايين البسطاء والمعجبيين به يصدقونه.
أنا مع محاكمة عادل أمام وكل الفنانيين الفاسدين المرتشين ,لأنهم قبلوا رشوة النظام لهم بالملايين على حساب الشعب المقهور ( الغلبان). وهم يعلمون تماما ماهو المطلوب منهم مقابل هذه الملايين, وهذا سبب خروجهم ألى الشوارع صارخين بأسم مبارك وزبانيته لأنهم يعلمون أنهم فناني نظام ,,وليس فناني الشعب وأمام زعيمهم وليس زعيم الشعب , ولو تصور أنه كذلك موهوما و(عاش الدور) عادل امام لو انتبهتم , لايجيد أن يقول جملة على بعضها في أي حوار تلفزيوني ولهذا هو يتهرب من اللقاءات المباشرة ويتحايل عليها بالتمثيل علينا فيها,, بابتسامته, وعينيه ونكاته ,ألتي يلقيها ليهرب من أي مازق يواجهه , و حين يكون في مقابلة تلفزيونية تشعر أنه يقرا من سيناريو سبق وكتب له . على ألفنانيين ألمصريين وألسوريين الذين تواطئوا مع الانظمة الحاكمة المستبدة التي أستباحت شعوبها وغذوها هم بالسراب وبالثورات الفنية الوهمية . وحين جد الجد هربوا وتركوها تواجه مصيرها بل وحرضوا عليها وأستهانوا بدماء الشباب ألطاهرة ألزكية ولووا الحقائق وزيفوها هولاء يجب أن يحاكموا مع الاأظمة ألعميلة ألفاسدة التي صنعتهم, وضخمتهم وزعمتهم , على الناس حتى يضلوها, وأن ينالوا جزاءهم العادل علهم يتطهرون مما صنعت أيديهم لأنهم آثروا المال ومصالحهم الشخصية ,على رسالة الفن وصالح الأنسانية العام .