المخفي والمعلن في مهزلة الانتخابات الايرانيه
صافي الياسري
المجزرة السياسية التي ارتكبها مجلس صيانة الدستور المعروف بانه يتبع خامنئي وزمرته برفض قبول ترشيح الالاف من عقارب النظام الاخرى تناقض ظاهريا ما يدعو له خامنئي من ضرورة الاقبال على صناديق الاقتراع لكنها في الحقيقة هي جوهر ما يريده ،فهو يدعو الناخبين للاقبال على صناديق الاقتراع حتى لا يقال انها انتخابات مزيفة وانها لا تمثل ارادة الشعب اما رفض المرشحين فامر يخدمه ويريده لانه يمنع خصومه من التمكن من مراكز يريدها لزمرته وبتاريخ 9 كانون الثاني تحدث بهذا الشان انما على طريقته الملتوية في اخفاء مرامه ونواياه .
فقد تحدث هذه المرة كدأبه عن الصراعات بين الزمر المتخاصمة وعن كساد الانتخابات ومد يد الاستجداء بقوله حتى اذا كان أحد لا يقبلني أنا أي شخص خامنئي فلابأس ( وهذا هو الدجل بعينه ) ولكن عليه أن يتوجه الى صناديق الاقتراع ليدلي بصوته!. جانب من حديث الولي الفقيه كان موجها الى الشباب. حيث قال « لماذا لم تستطع الثورة الدستورية أن تنجح و لم تدم رغم مطلب الشعب كان الحد الادنى وهو عبارة عن تحديد صلاحيات وسلطة الملك المطلقة ولكن الثورة الاسلامية انتصرت واستمرت رغم انها كانت تحمل الحد الاعلى من المطالب اي الاستقلال الشامل واسقاط النظام الملكي والاستبدادي. وهذا يحتاج الى تحليل صائب لهذه الحقيقة فعليكم أنتم الشباب أن تقوموا بالتحليل والأمر بالنسبة لي واضح وعلى الشباب أن يذهبوا ويتدارسوا ويستنتجوا ليروا ما العامل الذي لعب دورا هنا؟ لنفترض الثورة الفرنسية المعروفة بالثورة الفرنسية الكبرى وكانت ضد الملكية وفي أقل من 15 عاما بعد بدء الثورة ، جاءت امبراطورية نابلئون وكانت دكتاتورية مطلقة» (تلفزيون النظام القناة الأولى 9 كانون الثاني2016).
وهذا الكلام يغالط حقائق الوضع الايراني فالشعب الايراني يعاني من خناق اقتصادي وسياسي يتردى من سيء الى اسوأ طيلة عمر حكم الولي الفقيه الدكتاتوري الذي لا يختلف عن حكم نابليون
. وهويقول ان الثورة الدستورية لم تدم والثورة الفرنسية الكبرى انتهت بديكتاتورية بعد 15 عاما ولكن الثورة المضادة للملكية للشعب الايراني قد استمرت وهذا دجل تاريخي. بينما الثورة الايرانية وفي غياب طلائع الشعب الايراني الذين كانوا قابعين في السجن تم ابعادهم وسرقة الثورة في ايامها الاولى. وتعرضت النساء اللاتي كان لهن دور كبير في الثورة للقمع بعد اسبوعين بشعار «اما الحجاب واما القمع» ثم سرعان ما اختفت الحرية التي كانت المطلب الرئيسي للشعب وجاء الولي الفقيه ليحل محل الشاه للجلوس على عرش الملكية وأعلن «امبراطورية ولاية الفقيه المطلقة». وقال الأب طالقاني في حينه ان من دماء رواد الشعب الذين بدأوا الكفاح المسلح ضد الشاه قد سالت فيضانات وهي التي قد قلبت بساط الظلم الا أن السارق الكبير للثورة قد ركب موجة الدماء خاصة الشباب وأعاد خلال قرابة 4 عقود البلد الى الوراء أكثر من مئة عام والآن يقول على الشباب أن يحللوا التحولات. فيما كان للشباب خاصة في الجامعات كل شيء واضحا منذ اليوم الأول ولهذا السبب فان خميني وبدجله استطاع أن يتسلط على المجتمع لبرهة من الزمن الا أنه لم يستطع أن يفرض سلطته بدجله على الجامعات حتى اضطر في النهاية الى اصدار فتوى لغزو الجامعات تحت عنوان «الثورة الثقافية» وشهر سيفه على الجامعات وقتل جيلا من الطلاب ولكنه رغم ذلك لم ينجح في بسط سلطته الفكرية الرجعية العائدة الى قرون الظلام على الجامعة بحيث حتى اليوم خلفاؤه وورثته من أي زمرة كانوا يتباكون ويتآلمون من الجامعة والطلاب وأنها لم تصبح اسلامية بعد.
ان خطاب الشباب والشعب الايراني هو ان ما ساد ايران بعد سرقة الثورة المضادة للملكية في ايران يشكل أكبر محنة تاريخية حلت بهذا البلد.