يقال أن الجمال نصف الجاذبية، فالمظهر الخارجي هو أول ما يلفت الأنظار، لكنه بعض الأحيان نغير الرأي فيه لسبب أو لآخر.
الجمال عند المرأة لا يدوم ، يمكننا أن نصفه بأنه رحلة قصيرة المدة و أحيانا مؤقتة، لذلك النساء الذكيات لا تعتمدن عليه كرصيد وحيد لهن لأنه سيأتي اليوم الذي سيصبحن فيه بدون رصيد.
كلنا نتفق أن الجمال شيء نسبي، فلا نستطيع الإجماع على معايير ثابتة له، أو الزامه بقوانين معينة، لكن الأكيد أن جمال الصورة يكتمل بجمال الروح و الشخصية و العقل، فنصف جمال الإنسان لسانه و النصف الآخر عقله أما الوجه فليس أكثر من غلاف يبلى مع الزمن.
تكلموا عن شعر المرأة و قالوا أنه نصف جمالها، فهل هذه المقولة صالحة عبر الأزمان!!؟، و لما هذه القيمة العظيمة لشعر المرأة، الا تتوفر المرأة على معايير أهم من الشعر!!، ابتسامتها التي تنير و جهها و تعكس فرحة قلبها لا تستحق ان تكون نصف جمالها مثلا!؟.
ليس لشعر المرأة قيمة كبيرة، فنصف جمال المرأة التي فقدت شعرها في جلسة الكيماوي هو قوتها و صمودها أمام هذا المرض اللعين، نصف جمالها بل جمالها كله هو روحها و ايمانها الأكيد بالانتصار على هذا العدو الذي لا تمتلك الأسلحة الكافية لمواجهته سوى الرضا بقضاء الله وقدره و علاجها الذي ستتبعه.
جمال المرأة المصابة بالسرطان هو التفاؤل و التسامح الذي بداخلها الذي يجدد خلاياها التي تحترق بمادة الكيماوي القاتلة، جمالها أيضا يكمن في نظرتها للدنيا التي اختلفت و أصبحت تراها من زاوية جديدة زاوية الأمل و الحب، جمالها أيضا في تمسكها بالحياة ليس من أجلها فقط لكن من أجل من يحيطون بها أيضا.
جمال المرأة المصابة بالسرطان عندما يصبح شعارها لا للانهيار، لا للانهزام، لا للاكتئاب، هي الأحلى و الأجمل بعلامات الرضا و ابتسامتها الدائمة رغم الألم.
شعر المرأة المصابة بالسرطان لا يعني لها الكثير أمام حياتها، فجمالها الحقيقي و اناقتها يظهرون من خلال روحها و سلامها النفسي، و لكي تصل الى هذا السلام و القناعة ، علينا كمجتمع مساندتها و مآزرتها في كل مراحل مرضها بالوقوف بجانبها بكل الطرق، فالكلمة الجميلة و الطيبة مصدر طاقة و أمل بالنسبة لها، فهي تحتاج الى الحب و العطف لا للشفقة، هذا ما سيجعلها تستعيد ثقتها بنفسها من جديد، نذكرها بقوتها و عزيمتها و أنها قادرة على محاربة مرضها و الانتصار عليه فهو لا يتملك إلا المرأة الضعيفة، نذكرها بجمالها و اناقتها بالرغم من عوارض المرض، هذا ما سيجعلها تستعيد سعادتها و طمأنينتها و تتمسك بحياتها من أجل حياة الناس التي تحتاج الى وجودها بجانبهم.
المحاربات الورديات و نصف جمالهن..!
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا