حسب الله يحيى
بات العراق الراهن ، يشهد في كل يوم ظاهرة سلبية جديدة ، من دون أن تجد لها حلولاً من الجهات المعنية ، ولا من منظمات المجتمع المدني التي تجد نفسها في مأزق ليس بوسعها الخروج منه .. بسبب ضيق الأفق المسؤول المرافق لوجودها .. وهو الامر الذي يعطل اداء هذه المنظمات ..
هذه الظاهرة الجديدة ، تتعلق برفض قبول الطالبات المتزوجات في عدد من المدارس المتوسطة والأعدادية !
ومصدر هذا الرفض يعود الى قرارات واجراءات فردية تتخذها بعض ادارات هذه المدارس ، والتي ترى ان الطالبة المتزوجة تترك تأثيراً سلبياً على زميلاتها العذارى .. وذلك من خلال الأحاديث المتبادلة بينهن والمتعلقة بشكل خاص في شؤون الحياة الزوجية .
ومثل هذه الاجراءات ، تدل دلالة واضحة على فقر وجهل هذه الادارات المدرسية بمهمات التربية والتعليم .. فبدلاً من توضيح الأمور وبسطها وشرح طبيعة العلاقات الزوجية بايولوجياً وسايكولوجياً ؛ يجري التعتيم عليها ، وقطع الصلة بهذا الشأن الذي يعد حالة جّد أساسية في المكونات البشرية جميعاً .. وغرائز مقترنة بالعقل والوجدان يمكن تنظيمها بعقود شرعية ومعلومات علمية ومعرفية وتربوية .
كما ان صمت وزارة التربية عن هكذا اجراءات تعسفية ، تحرم على وفقها طموح كل طالبة متزوجة تروم اكمال دراستها واكتساب معرفتها بشكل اصولي ؛ يعد صمتاً مرفوضاً ومستهجناً وينم عن قبول خفي غير معلن يرضى بمثل هكذا توجهات ظلامية ، لايراد منها سوى الابقاء على الجهل واعمامه في صفوف الطالبات المتزوجات اللواتي يحرمن من مواصلة تعليمهن .
كذلك .. لا يراد الا الابقاء على جهل طالبات المتوسطة والاعدادية بالثقافة التي تتعلق بأجسادهن وطبيعة كل عضو من اعضائهن ، وهو الامر الذي يسهل خداعهن والنيل من عفتهن.
واذا ظل هذا التوجه قائماً ، فأنه سيلحق جهلاً كلياً في صفوف المتزوجات من جهة وصفوف العذارى من جهة أخرى ..
المتزوجات .. سيتحولن الى ربات بيوت وحاضنات اطفال فحسب ، فيما تظل العذارى في حالة جهل تام بتكوينهن .. فأذا ما تزوجن ، فوجئن بما كن يجهلنه .. مما يعقد ويكون سبباً في فشل حياتهن الزوجية .
ان وزارة التربية ، ومنظمات المجتمع المدني ، والمنظمات النسوية ، وادارات المدارس .. لابدأن يقفوا على حقيقة القنوات الفضائية الحديثة وشبكات الاتصال المتعددة التي راحت تضخ المخفي والمكشوف على حد سواء ،ولا قدرة لأحد على صده ومنعه والحيلولة دونه .. فلماذا تمارس هذه الضغوط على الطالبات المتزوجات وحرمانهن من التعلم لمجرد انهن متزوجات واللواتي قد يلحق (عدوى) الاسرار الزوجية الى الطالبات العذارى .. اللواتي يحتجن الى معرفة هذه الاسرار ، لا إخفائها عنهن الى ما لا نهاية .
انهم يقطعون دابر المعرفة بالجهل .. والجهل سيف مسلط على كل معرفة .. فياللأسى ، ويالفداحة جهل الجهلاء .. كم هم ماضون في جهالتهم وأميتهم وظلاميتهم !؟