الليلُ يأتي بالطقوس نفسها
الصمت
مكانُكِ ليس خاليًا
وضعتُ على مِقبضِ البابِ المرتجفِ
سيجارة مستسلمةً للبردِ وأغنيةً من الزمنِ المغادر ….
ينسابُ بغفلةٍ منّي صوتُ أم كلثوم .. أقبلَ الليل ….
(فإذا قلبي يشتاقُ إلى عهدِ شجوني
وإذا دمعي ينهلُّ على رجعِ أنيني
يا هدى الحيران في ليل الضنى
أين أنت الآن بل أين أنا )؟؟
ومعها رددتُ أين انا أين أنا
أين ذاك النبضُ الثائرُ على الصمت ؟؟
في ناصيةِ الشارعِ
مقعدانِ مهجورانِ
فمَن يسكن نبضي ؟
وبلادُ اللهِ ما عادَتْ واسعةً
تضيقُ أمامي
كلّما ضاقَ صدري
وحينَ يتكِئ الجرحُ على حوافّه القاسية
ينهزمُ أفيون الصوت
كان هناك ..
يحلمُ أن يلامسَ اناملَها
وحينَ التقتِ الأيادي كتبتُ بلغةِ الحيرةِ
هل ثمّةَ لقاءٌ آخر
أم ستهزمنا فزّاعاتُ الطيورِ
فنشربُ ذاكرتَنا
ولا نكونُ كما نشاء!؟