.( اللهم أهلك اليهود والنصارى والملحدين والروافض والعلمانيين آميين , اللهم أذل الشرك والمشركين ودمّر أعداءك أعداء الدين .. آمين , اللهم دمّر الكفر والكافرين ..اللهم بدّل سعادتهم شقاء ..إلخ ..آمين)
كان هذا الدعاء خاتمة خطبة صلاة الجمعة هذا اليوم سمعتها وانا في غرفتي المجاورة للمسجد .لكن الجديد فيه هو ضم العلمانيين من ابناء الوطن بطريقة خبيثة مع اليهود والمسيحيين الذي هم اعداءنا بحسب الخطاب الإسلامي السائد ,ولكم ان تتخيّلوا أكثر من 500 مُصلّي في المسجد يرى العلمانيين في البلد كاليهود والنصارى أعداء له, وهذا تحريض سافر على شريحة من ابناء الوطن يدعون للإصلاح والرقي والتحضّر والإنفتاح على الآخر ،ودائماً مايكون المشائخ وسدنة دين صلعم يقفون عائق أمام أي تقدم وتحضّر.
أدعية مشابهه كثيرة يرددها خطباء المساجد وبعضهم يكررها كل يوم جمعة، والمسلمون يرفعون ايديهم الى السماء آمين آمين آمين دون أدنى تفكير.في الحقيقة أقف عاجزاً عن فهم هؤلاء الأئمة والمشائخ ، وهم يدعون من فوق منابرهم على الكفّار بالموت والإبادة بسببٍ ومن غير سبب، فمنذ أن بدأت أفهم وأعي وأحضر الصلوات سيما الجمعة وانا اسمع هذه الأدعية منهم ،وكُنت أنزعج أشدّ الإنزعاج, واتساءل كيف أدعو على انسان أعتبره أخاً لي بالإنسانية بهذه الطريقة المرعبة والمتوحشة، وماذا سأستفيد ان جمّد الله الدماء في عروقهم او يتّم أطفالهم وأيّم نسائهم؟ هل سأضحك وينشرح صدري ويزداد إيماني واسبح الله كثيراً وأشكره لرؤية طفل كافر يتيم؟ ,هذا السؤال وغيرها من الإسئلة والصراع بين القبول والرفض والبحث والتحرّي حول أصول هذه الدعوات قد فتحَ باباً من التساؤلات لم يُغلق منذ بداية قراءتي المتجرّدة للدين قبل سنواتٍ من الآن ، حتى رفضتُ عقيدة الولاء والبراء والتي تُعتبر من صُلب القرآن و المُحرّضة على كراهية الآخر وبغضه والدعاء عليه بأبشع الأدعية لا لشيءٍ الا لانه ليس على دين الحق وحظّه العاثر لم يُكتب مؤمن في خرافة اللوح المحفوظ تلك الخرافة التي تعتبر مسرحية هزلية إلهية, هذه الأدعية التي لا يمكن ان تصدر من إنسان عاقل بكامل قواه العقلية ولا من إنسان لديه ذرّة من الإحساس والمشاعر! هل فقدنا عقولنا؟هل اصبحنا متوحشين إلى هذه الدرجة؟ .لو افترضنا ان الله استجاب لدعاء هؤلاء الأئمة وخُطباء المساجد ، واهلك اليهود والنصارى والكفرة الملحدين في العالم وابادهم عن بكرة ابيهم ، فماذا سيكون حالنا المادي والإجتماعي والاقتصادي والسياسي والصناعي والعلمي والرياضي والإنساني؟ اليست الإنجازات السياسية والاختراعات العلمية ، والنظريات الإقتصادية والإجتماعية ، والإكتشافات الطبية وحتى البطولات الرياضية كان ولا يزال روّادها اليهود والنصارى والملحدين ومن لادين لهم من الكفرة والمشركين. اليست هذه المساهمات الإنسانيّة هي التي حسّنت من حياتنا ومعيشتنا وتمدّننا، وساعدت في تطور الفكر البشري والانساني بوجهٍ عام؟
دعونا نفترض افتراضاً آخر .. ان نصحو من النوم بيومٍ مِن الأيّام، فنجد ان الله قد استجاب لدعائنا ، واهلك اليهود والنصارى والملحدين والكفرة والمشركين في العالم ، وابادهم بطوفانٍ أو بريحٍ صرصرٍ عاتية لا تبقي ولا تذر، فهل معيشتنا سوف تتحسن الى الأفضل؟
اترك لك عزيزي القاريء ان تتخيل ولولدقائق حياتنا بدون هؤلاء. انا شخصياً .. ارى حياتنا ستكون مرعبة جداً جداً.