” .. مرحباً … أعطني بيتزا من الحجم المتوسط رجاءاً .
ـ هل ستأكلها هنا ؟
كلا .. أريدها سَفَري .
ـ هل أقّطعها الى أربعة قطع أم ثمانية ؟
لستُ جائعاً كثيراً .. لا أعتقد أنني أستطيع أكل ثمانية قطع .. قّطعها الى أربعة فقط ! ” .
………….
منذ أكثر من سنتَين أعلنتْ وزارة كهرباء أقليم كردستان العراق ، بأنها بدأتْ العمل في تجهيز البيوت ب [ مقياس ذكي ] يُحّدِد 40 أمبير لكل بيت ، وتنقطع الكهرباء أوتوماتيكياً إذا تجاوزت 35 أمبير ! . وبين شهرٍ وآخَر ومن خلال الوزير بنفسه أوالمدراء العامين أوالناطقين بإسم الوزارة … إلخ ، كان الجميع يُهّلِل لهذا الإنجاز البديع الذي يُجبِر المواطنين على الإقتصاد في صرف الكهرباء بواسطة المقياس الذكي . والذي سيجعل الكهرباء ” الوطنية ” متوفرة 24 ساعة وسيؤدي ذلك طبعاً الى الإستغناء عن المولدات الأهلية بكل إزعاجاتها ويُخّفِف الضغط على المواطنين . وبالفعل تعّودنا منذ ذلك الوقت على تنظيم تشغيل الأجهزة الكهربائية بحيث تتلائم مع المقياس ” الذكي ” ، فمثلاً نُشّغل ” گيزر ” الحمام لوقتٍ محدود ، ثم نطفئه لتشغيل الغسالة مثلاً وهكذا .. لأنك إذا شّغلتها معاً ، فالمقياس الذكي بالمرصاد ! . لكن الكهرباء الحكومية لم تصبح 24 ساعة أبداً وبقيت المولدات الأهلية جاثمة على كواهلنا توّسِخ البيئة وتُفرِغ جيوبنا ! .
والأدهى من ذلك ، ان وزارة الكهرباء صّرَحتْ قبل يومَين ، ان تجهيز الكهرباء سيقل في هذه الفترة ويصبح 12 ساعة يومياً لأن [ المواطنين يصرفون الكثير من الكهرباء !! ] . بالله عليك ياوزارة الكهرباء … كيف نصرف كثيراً ونحنُ مُقيدون ب 35 أمبيراً فقط من خلال مقاييسكم الذكية ؟ ! .
…………..
في الطُرفةِ أعلاه … لا أدري هل ان مُشتري البيتزا كان يمزح مع البائع ، أم أن ” ذكاءه ” على قَد الحال . ولا أدري حقاً هل ان وزارة الكهرباء التي بّشَرَتْنا أنها [ ستحيل ملف الكهرباء الى القطاع الخاص بالكامل ] بدلاً من إلغاء المولدات الأهلية .. هل هي تمزح معنا أم أن ذكاءها على قَد الحال ؟! .
الكهرباء … وتقطيع البيتزا
اترك تعليقا