يوم أمس تابعت الفيلم الأمريكي گيرنيمو Geronimo والذي يتحدث عن مقاومة شعب (قبيلة) آباتش الهندية، من الهنود الحمر؛ السكان الأصليين لمنطقة آريزونا تحت قيادة قائدهم العظيم گيرنيمو.. طبعاً حكاية إبادة الهنود الحمر ليست بخافية على أحد حيث جمعنا نعلم؛ كيف أن الغزاة البيض الأوربيين أبادوا سكان أمريكا الأصليين، لكن ما يحز في النفس ومن خلال مشاهدتي للفيلم ليس فقط تلك الجرائم المروعة التي أرتكبوها وهي بكل تأكيد ستبقى وصمة عار لأولئك الغزاة الأوربيين المستوطنين والمحتلين لمناطق وأراضي الهنود، لكن وإلى جانب تلك الفظائع والجرائم فقد لفت انتباهي موضوع الكشافة وهم أولئك الهنود الذين كانوا يعملون كأدلاء لدى الغزاة الأوربيين ضد شعبهم، مما ذكرني ب”جحوشنا أو جحشك والجحوش” الكرد الذين خدموا وما زالوا الأنظمة الغاصبة لكردستان، مثلما فعل الكثيرين لدى النظام العراقي البائد وحالياً من يعمل لدى النظام التركي.
أما القضية أو النقطة الأخرى والتي لفتت انتباهي، كانت قضية الفرمان للحكومة الأمريكية حينذاك؛ ألا وهو أن كل من يقتل رجلاً من الآباتش سوف يقبض (200) بيزو وعن المرأة مائة، بينما عن الطفل خمسون بيزو، مما فتح شهية المرتزقة والمجرمين لأن يقتلوا ليس فقط الهنود المنتمين لقبيلة الآباتش، بل كل هندي أحمر بدعوى إنه من الآباتش، مما ذكرني بما يحصل في مناطقنا الكردية المحتلة تركياً وملاحقة كل كردي بدعوى إنه من العمال الكردستاني والآبوجيين. وللعلم فقط؛ هناك في الجيش الأمريكي طائرة مقاتلة باسم “إيه إتش-64 أباتشي (بالإنجليزية: AH-64 Apache) هي مروحية هجوم أمريكية من إنتاج شركة بوينغ، وتعد طائرة الهجوم الرئيسية للجيش الأمريكي”، ولربما تكون آخذة اسمها من تلك القبيلة الهندية الآباتش، فهل سيأتي يوم ويسمي الغزاة الطوران شي طائرة درون باسم الآبوجية مثلاً.. إنها التراجيديا السوداء في تاريخ الشعوب والأمم للأسف.
وبالأخير يقبض على كل الكشافة الأدلاء الذين ساعدوا المحتل الأوروبي في القضاء على مقاومة الهنود لاحتلالهم لأراضيهم وأرسلوهم مع من تبقى من المقاومين مع القائد گيرونيمو ليسجنوا في فلوريدا، بعيداً عن وطنهم.. وفي الطريق وضمن إحدى حافلات القطار التي تنقلهم وعوائلهم يعترف أحد أولئك الكشافة “الجحوش”؛ بأن تم خداعهم والكذب عليهم من قبل الغزاة المحتلين وبأنهم لم يصدقوا في أي وعد قطعوه على أنفسهم لان يحققوه، وهنا ينبري له أحد رجال المقاومة ليقول له؛ بأنه قد ساعد اولئك الغزاة ولذلك لسوف يكرهه إلى الأبد، لكن القائد گيرونيمو والذي كان يستمع للحديث، يرد بالقول التالي: “بقي القليل من جنسنا ولذلك يجب أن لا نكره بعضنا البعض” ويضيف “لا أحد يعلم لما الإله الوحيد يسمح للبيض بأن يأخذوا أرضنا..” وينهي حديثه بالقول: “الآن ربما أنتهى زمن شعبنا”. طبعاً ذاك كان زمن الهنود الحمر، لكن وبقناعتي فإن زمن الكرد لن يكون كذلك، بل ربما الآن بدأ زمن شعبنا!