الكابوس
….
َدويٌَ …صوتُ إنفجارٍ هزَّ الشارعَ المزدحم بالسياراتِ والشاحناتِ والكثير من الناسِ الذين خرجوا للعملِ في هذا الصباح الصيفي الحار
إرتطامُ الشَّظايا والصُراخ أخرجني من غفلتي وانا بطريقي الى مكتبي في الناحية المقابلة للشارع … كُنتُ أنظرُ الى كل شيءٍ وهو يتناثر وينفجر، النا ر من حولي وأنا غير مصدق
لما يحدث، كأنتي في حلمٍ أو كابوسٍ سرعان ما سيكتملَ وأرجعُ بالزمنِ الى الوراء حيث تركت زوجتي وداد كانت حامل بشهرها الاخير ،اردت ان اقدم للمدير اجازة من العمل لكي آخذها للمستشفى القريب لتلد هناك كنت متحمسا لارى وليدي الذي طالما حلمنا به أنا ووداد…. اصوات
ِبعثرةُ السيارات ِوصوتُ صراخ الناس مرت أمامي كشريطٍ متسارعٍ ،وأنا اقفُ في منتصف الشارعِ لا أستطيعُ الحراكَ ولا الصراخَ
رأيت أمامي امرأة تحملُ طفلها مقطوع
اليدين فاقد الوعي
الدم يغطي وجهها وجسد طفلها وهي تصرخ بي
أرجوك إبني إبني ساعدني ..!!!
لم أكن استطيعُ أن أمدَّ يدي لمساعدتها
كرِهتُ نفسي وعجزها عن مساعدة الطفل أردت
أن أمسكَ الطفل وأركض ….أركض
لكن الدخانُ الأسودُ المنبعث من الانفجار اصبح يمشي كماردٍ يلفُّ الجميع
رأيتُ رجالاً مقطوعي الرؤوس
نساءاً على الارضِ يزحفن نحوي
لكنني كنت عاجز تماما
عن الحركة تماما
حاولت جهدي أن أخرج من حالتي هذة و أحرك جسدي مددت يدي لأسحب قدمي غرقت يدي بدفء سائلٍ حار يخرج من جسدي
نظرت الى جسدي رأيت دماءاً تسيل مني على الارض كونت بركة حولي تلمست بطني كانت هناك هوة كبيرة داخلها أحسست بخدر ورغبة بالنوم وبالتحليق بعيدا عن كل ما يحدث بعيدا بعيدا ….
بقلم
سلمى حربة