الفوضى الخلاقة

الفوضى الخلاقة
أن هذا المصطلح ( الفوضى ) An-archie ويعني ألا سلطة هو مصطلح من الماسونية وعقائد الإلحاد وانتشر المصطلح مع غزو العراق وهو مبني على نظرية الانفجار الكوني وأن الكون كله خلق من الفوضى وهذه النظرية الفاسدة تم إطلاقها في مشروع يصب في العالم العربي لافتعال فوضى تحقق في النهاية نظام قطبي عالمي تكون السيادة فيه لإسرائيل وهي في أرضها الموعودة من الفرات الى النيل ..ثم ظهر بلا لبس ( المصطلح ) على لسان كوندليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا ألسابقة في أول أيام الحرب بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل في عام 2006 التي استمرت 33 يوم ولم تحقق فيها إسرائيل أي هدف من أهدافها الخمسة التي أعلنتها لوقف هذه الحرب .. وبعدها جرت الحرب الأخيرة مع حماس حين تم إيقاف الحرب بشروط حماس وهذا ما يحدث لأول مرة بالصراع العربي الإسرائيلي .. وشكلتا هاتين الحربين صحوة للعرب وإنذار لإسرائيل والتأكيد على ان ألبيت الإسرائيلي أوهى من بيت العنكبوت كما عبر السيد حسن نصر الله وشعرت الشعوب العربية برد الثأر لكرامتهم المغتصبة بالاحتلال حين خرجت الملايين من الشعوب العربية الى الشوارع تتظاهر تأيداً لهذا الخط (المقاومة) في عموم البلدان العربية بعد ان قلب المقاومين الطاولة على رؤوس من يريد أن يلعب بالمنطقة من الخارج والداخل .
ان أهم ما موجود في المنطقة بالنسبة للعالم المتقدم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية هو( إسرائيل والطاقة ) .. وزادت قيمة وأهمية المنطقة بشكل كبير بعد أن تم اكتشاف اكبر أبار نفطية وغازية في العالم يتم التكتيم عليها تمتد على سواحل مصر ودلتا النيل وإسرائيل وغزة ولبنان وسوريا التي كشفت التقارير للهيئة الأمريكية للمسح الجيولوجي ان المخزون من أعالي السواحل السورية إلى جنوب السواحل الفلسطينية وغزة ومن الغاز تقدر (122الف مليار) قدم مكعب من ألغاز الطبيعي ويعد الحوض الأغنى في العالم هذا عدا السواحل العربية وما فيها من غاز وأبار نفطية وتصل هذه الآبار في المياه العميقة لحدود المياه الإقليمية لجزيرة أليونان .. “للعلم بدأت إسرائيل استثمار الآبار الغازية التي أمام سواحلها” .. لذلك صار لزاما تفعيل الفوضى الخلاقة بعد ان تم احتلال العراق لنفس الهدف ( زرع الفوضى) لكن الشعب العراقي لا زال يصارع لدفع هذا الحرب بعد أن تم احتوائها بعد عام 2005 -2006 .. ثم عملت تلك القوة بكل الوسائل على إحداث ما يسمى بالربيع العربي بإسقاط الحكومات العربية وبمساعدة حلف الناتو الغرض تسليم هذه البلدان العربية لقيادات ضعيفة تتوزع بين أقطاب مكونات البلد القوية سلطة القرار ليتسنى لها سهولة إدخالهم في فتن داخلية مثل الصراع الديني والمذهبي والقومي وحتى العشائري وإذا استمرت هذا الصراعات لعشرات السنين فهو يصب قطعا لمصلحة أمريكا وإسرائيل ولأهدافهم بعيدة المدى بجعل المنطقة منكوبة وضعيفة ومحروقة ومتخلفة ..
وبعد ان تحرق المنطقة نفسها وأبنائها كما مرسوم لها بالصراع السني والشيعي والإسلامي المسيحي والكردي العربي كما حدث في السودان ويحدث ألان في سوريا ويُفعل في العراق ومصر ولبنان وليبا وتونس واليمن ومطلوب حدوثه في إيران العمق الحقيقي للمقاومة في المنطقة .. ستتمدد إسرائيل لحدودها المزعومة من الفرات الى النيل بكل سهولة ويسر وتحت الكثير من الذرائع ..” بادعائها وضع حدود أمنة من المتطرفين الاسلامين التي ستساعد على وصولهم الى حكم الدول العربية مثلاً ” .. المتطرفين الذين يراد لهم السيطرة على المنطقة لإحياء الصراع السني الشيعي وهو الوحيد الذي يصيب المنطقة بمقتل أن حدث ..
أن ألتهديد الوحيد والمعرقل لمشروع ” السيطرة على ابار النفط الهائلة في المنطقة وحماية إسرائيل وتمددها مستقبلا ” هم حماس وحزب الله وسوريا ومن خلفهم العراق وإيران الدول المتصلبة في التعامل مع إسرائيل وهي التي تقود الصراع مع إسرائيل نيابة عن العرب والمسلمين .. لذلك عملت أمريكا وإتباعها بالمال والإعلام الخليجي والسلاح والدعم الدبلوماسي الأوربي لإشعال فتيل الفتنة الطائفية في المنطقة لتدميرها .. والغريب ان رأس الحربة في ضرب الخط المقاوم للمشروع هي قطر صاحبة اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وصاحبة اغرب وزير خارجية بالعالم المدعو حمد بن جاسم حين قال : ان اغلب العرب أصبحوا نعاج !! وأضاف لا يجب إعطاء الفلسطينيين أملا أكثر من ما نستطيع عمله.. والغريب هو ودول المشايخ يدعون نشر الحرية في سوريا ! والمفقودة واقعا في بلدانهم وهو لا يمد الحكومة ألسورية وفلسطين لديمومة بقائها وصمودها في الصراع مع إسرائيل وأمريكا .. أمريكيا التي لا تخفي دعمها لإسرائيل عندما تقول دائما وعلى لسان رؤسائها إن أمن إسرائيل من أمنها .. صارت اليوم تدافع عن الشعب السوري وحريته وذلك بتغير قيادته الحالية .. وهذين مثاليين فقط عن من يتباكى عن فقدان الحرية بالمنطقة كذبا وخداعا ..
فالشعوب العربية المختلفة الأديان والمذاهب والقوميات التي تعايشت منذ عهد الرسول (ص) بمحبة مع بعضها على هذه الأرض يجب أن تعي الحقيقة وأن لا تكون” ساذجة ” تقاد للفوضى بيد مكوناتها لتذبح بعضها بعض بالحرب وبعدها يتم سرقة خيراتها وأراضيها لصالح إسرائيل ومن زرعها .. بأياد المشايخ العملاء وحكام لصوص ومرتشين وجواسيس ولمصلحة الدول الكبرى والكيان الإسرائيلي.
نصير السماوي