رغم الثروات النفطية الهائلة في بعض الدول الشرقية و الافريقية فانها لا تتطور و تخرج من مرتبة العالم الثالث. غالبا ما تكون نسبة الفساد في هذه الدول عالية جدا لذا تحاول و تحاول مكافحة الفساد عبثا لتدور في حلقة فارغة او شريرة. هنا تأتي اهمية الادارة فحتى الدول الاشتراكية في مرحلة ما من مسيرتها انتبهت الى اهمية الادارة و ان عليها ان تتعلمها من الدول الراسمالية.
ليس هناك فساد اداري بل فساد لا اداري – لا تسمى الحكومة الامريكية اعتباطا بالادارة لاهميتها في تمشية امور البلد رغم ما ينتج عنها من بيروقراطية مزعجة او red tape كما تسميها الانجليزية. شخصيا لا اعتقد انه من الممكن مكافحة الفساد الا بنظام اداري متطور لان الانسان فاسد بطبيعته و لا تستطيع الدول تهذيب الانسان لا بتدريس الاخلاق ethics و لا بالدين فنسبة الفساد ترتفع في البلدان التي لا تفصل بين الدين و الادارة – هذا و ان الشعائر و الفرائض الاسلامية و العشائرية تقيد الانسان و تتطلب منه طاقة و تسرق منه الوقت و تهمش دور المرأة. تخلص من العراقيل الدينية و العشائرية لتبني مجتمعا يتساوى فيه الرجل و المرأة.
تتضمن الادارة الصحيحة كل ما تحتاجها الدول من انظمة ادارية مثل نظام خاص بالضرائب و المحاسبة و الحسابات المالية و المعاملات .. الخ و هناك علاقة وثيقة بين الادارة و الاقتصاد و بين الادارة و السياسة و بين الادارة و الاجتماع و عليه يجب تدريس الادارة في المدارس و الجامعات – تفتقر الدول الفاشلة الى نظام اداري متطور رغم انها تستطيع اقتباسه من الانظمة الراسمالية المتطورة و تطبيقه تدريجيا ليتعود المواطن عليه. طبعا لا تستطيع الادارة المتطورة القضاء على الفساد كليا و لكنها قادرة على تخفيض نسبته – تعلم الادارة قبل ان تحكم و تتصرف بثروات البلد سواء كانت طبيعية او بشرية