حاوره: صلاح بابان
أكد الأمين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور ان قوات البيشمركة ستكون قوة مساندة في عمليات تحرير قضاء الحويجة (جنوب غربي كركوك) للجيش العراقي والقوات المشتركة، مبيناً ان البيشمركة لن تدخل قضاء الحويجة وسيكون دورها فقط اسناد القوات الأخرى كما فعلت في الموصل.
وقال الفريق جبار ياور في لقاء خاص أجرته معه شبكة خلك الإعلامية: ان البيشمركة لن تدخل قضاء الحويجة وستبقى في مناطق معينة قريبة من القضاء لتأمين أمن محافظة كركوك. مشيراً الى ان الحكومة الإتحادية تلكأت في انطلاق عمليات تحرير قضاء الحويجة وأن البيشمركة وضعت خطط التحرير بحضور التحالف الدولي والحكومة العراقية، إلا أن قرار انطلاق عمليات تحرير الحويجة بيد الحكومة الإتحادية حصراً.
وأوضح، أن عمليات تحرير نينوى سبقت عمليات الحويجة لأن نينوى تعتبر مركز الخلافة بالنسبة لداعش ولها خطوط مد مع سوريا والمناطق الحدودية، مضيفاً أن الموصل والرقة منطقتين مهمتين لإرهابيي داعش وتحرير الموصل يعني كسر العمود الفقري لداعش في المنطقة برمتها.
بابان: العديد من عناصر البيشمركة استشهدوا على يد داعش في قضاء الحويجة وتم ذلك بمساعدة البعض من أهالي القضاء كما يظهر في مقاطع الفيديو المنشورة. أنتم كقوات بيشمركة كيف سيكون موقفكم عندما تدخلون المدينة لتحريرها…؟
ياور: نحن في عمليات تحرير الحويجة والعباسي والرياض والرشاد سنكون قوة مساندة للجيش العراقي ومن الممكن ان لا ندخل القضاء وانما نقدم الدعم للقوات المحررة، سنصل إلى منطقة محددة ولن ندخل المدينة كما فعلنا عندما انطلقت علميات تحرير نينوى.
وفيما يخص الذين قاموا بعمليات ارهابية ضد المواطنين وقوات البيشمركة خصوصاً كلها عمليات جرائم وأي شخص من أهالي القضاء تلطخت يداه بقتل البيشمركة والأبرياء يحاسب وفق القانون وسيعاقب على ذلك وفق القانون العراقي.
بابان: ما مصير أسرى البيشمركة لدى داعش، وهل لديكم أية معلومات حول امكانية الوصول إليهم أو احتمال بقائهم على قيد الحياة..؟.
ياور: لحد الآن ليست هناك أية معلومات دقيقة عنهم، وهناك 62 عنصراً من البيشمركة في أعداد المفقودين، ولا نملك معلومات عنهم سواء كانوا على قيد الحياة أو داخل العراق أو نقلوا إلى أماكن أخرى تحت سيطرة التنظيم مثل سوريا أو لا سامح الله يكونوا قد استشهدوا على يد التنظيم. وهناك مساعي حثيثة لمعرفة أماكن تواجدهم.
بابان: هل أجريت مفاوضات لتبادل الأسرى بين البيشمركة وتنظيم داعش..؟.
ياور: داعش تنظيم ارهابي وليس مؤهلاً من الناحية القانونية للقيام بأية مفاوضات معه وهو عبارة عن “جماعات ارهابية” لا تعترف بأي قوانين سمائية كانت أو انسانية، لذلك لا يعترف أبداً بموضوع تبادل الأسرى والمفاوضات، كيف يقوم داعش بذلك في وقت يقوم بذبح وحرق الأسرى ويرمونهم من أعالي البنايات ويفجرونهم داخل سيارات، لذا لا توجد أي مفاوضات مباشرة مع داعش حول هذا الموضوع ولن تكون هناك مفاوضات في المستقبل بين الطرفين ولن نتفاوض معه.
بابان: ما هو وضع البيشمركة من ناحية التجهيرات العسكرية وكذلك الأكل والشرب والتجهيزات الأخرى…؟
ياور: وضع البيشمركة جيد، وكل الأشياء موجودة من الأسلحة والأعتدة، يأتي ذلك في وقتٍ انعكس الوضع الإقتصادي سلباً على الجميع في الإقليم ومنها البيشمركة، إلا أن جميع الإحتياجات موجودة بحسب الإمكانيات.
بابان: البعض يصرح بأن الأسلحة التي تصل الإقليم من بعض الدول لا توزع بشكل عادل على قوات البيشمركة..؟
ياور: موضوع توزيع الأسلحة يتوقف على حجم القوات وتشكيلاتها وعلى كيفية استعمالها وكيفية وصولها إلى قوات البيشمركة ومن الممكن أن يحدث خطأ في عملية توزيع الأسلحة أثناء الحرب وهذا شيء طبيعي وليس عند البيشمركة فقط وانما في جميع المعارك التي تحدث في العالم وهذا واضح لدى الجميع، ونحن نسعى في وزارة البشمركة لحل هذه المشكلة وكانت هناك العديد من الشكاوى على طبيعة توزيع الأسلحة…
بابان: قبل فترة من الزمن، كشفت الحكومة الألمانية عن بيع أسلحة للبيشمركة. ما مدى صحة هذه المعلومات…؟.
ياور: شكلنا لجانٍ مشتركة ما بين البيشمركة والقوات القوات الألمانية الموجودة وحققنا في هذا الموضوع وتوصلنا الى حلول مناسبة لهذا الموضوع الإ أن الإعلام كبّر هذا الموضوع أكبر من حجمه الحقيقي، والحروب في العالم تحدث بين دول كبرى، والمشكلة التي حدثت في الإقليم لم تكن بحجم المشكلة التي طرحها الإعلام وشكلنا لجنة مشتركة مع الألمان وعالجنا الموضوع بسرعة.
بابان: ما هي معلوماتك عن نشاطات وقوة تنظيم داعش الإرهابي في المناطق التي يسيطر عليها، وهل مازال يمتلك القدرة على شن هجمات والسيطرة على مساحات واسعة كما كان يفعل في 2014..؟
ياور: الواقع يثبت أن داعش في حالة انهيار كامل ليس في العراق فقط وانما في سوريا أيضاً وهو يعيش حالة فقدان مقاتليه، ويمر بحالة نزاع شديد ونستيطع ان نلمس ذلك من خلال الواقع.
بابان: أنتم كوزارة بيشمركة في حكومة الإقليم ما هو موقفكم حول وجود قوات (حزب العمل الكردستاني) في شنكال، وهل هناك أية ضرورة لوجود هذه القوات..؟
ياور: هذا شأن سياسي ونحن لا نتدخل في المواضيع السياسية… !!!
بابان: برأيك ما الهدف من تأخير انطلاق عمليات تحرير الحويجة؟
ياور: الحكومة العراقية وحدها فقط مسؤولة عن تأخير انطلاق عمليات تحرير الحويجة. والقضاء ليس تابعاً لإدارة الإقليم ولا يقع ضمن المناطق المتنازع عليها، ونحن في وزارة البيشمركة وضعنا خطط تحرير الحويجة قبل انطلاق عمليات تحرير نينوى وعقدنا عدة اجتماعات مع الحكومة العراقية والتحالف الدولي في كركوك حول تحرير الحويجة إلا أن الحكومة العراقية غيرت المواعيد وانشغلت بتحرير الموصل، وكل القيادات العسكرية تؤكد ان عمليات تحرير الحويجة ستكون بعد تحرير الموصل بالكامل وكذلك قضاء تلعفر والمناطق الأخرى.
البيشمركة مستعدة في أية لحظة وفي أي يوم للمشاركة في عمليات تحرير الحويجة حال انطلاق العمليات.
بابان: هناك من يقول ان تحرير الحويجة لن ينجح بدون مشاركة واشراف الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، وبما انه مشغول الآن بتحرير الموصل فان الحويجة لن تتحرر حتى يفرغ العامري من واجبه هناك. ما تعليقكم؟
ياور: الموضوع لا يتعلق بقوة معينة أو شخصٍ معين، وانما الموضوع مرتبط بعمليات تحرير الموصل، والحكومة العراقية أعطت أهمية كبيرة لتحرير الموصل قبل الحويجة، واية قوة تضع خطة محكمة لتحرير الحويجة ستنجح العملية.
بابان: مخاوف بغداد من سيطرة الكرد على قضاء الحويجة بعد تحريره من داعش (كما حصل في سهل نينوى) هل هو السبب في تأخير انطلاق العمليات؟
ياور: أكدنا أكثر من مرة أن البيشمركة لن تدخل الحويجة، وستكون مساندة فقط للقوات العراقية في مناطق الرياض والعباسي والرشاد، وأغلب سكان هذه المناطق من العرب السنة والبيشمركة تشترك في هذه العمليات لأن تحرير الحويجة يعتبر مهم بالنسبة لنا لأنه نقطة مهمة بالنسبة لأمن كركوك. كما فعلنا في الموصل وشاركنا في المناطق القريبة من الإقليم لاسيما محافظتي أربيل ودهوك لتأمينهما. ونحن ساندنا القوات العراقية في هذه العمليات لأننا جزء من التحالف الدولي ونريد انتهاء وجود داعش في العراق لأن بقاء داعش في أي منطقة بالعراق يؤثر على امن الإقليم، ونحن اتفقنا مع الحكومة العراقية على خطة لا ندخل القضاء بموجبها وانما نساند القوات الإتحادية لتحرير هذه المناطق.
بابان: هل تتوقع أن يتم تحرير الحويجة في هذا العام وطرد داعش من جميع المناطق الأخرى؟
ياور: نعم ستتحرر جميع المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في العراق، وسيكون هذا العام انتهاء لوجود داعش، إلا أننا نتوقع بأن التنظيم سيقوم بتغير تكتيكه من القتال داخل المدن إلى خارجه من خلال مجموعات صغيرة.