من على قاعة الجواهري – الأتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين، الرابع والعشرين من نيسان ضيّفت- الجمعية العراقية لدعم الثقافة بشخص مديرها الأستاذ مفيد الجزائري –، الخبير والباحث الموسيقي حسام الدين الأنصاري، لألقاء محاضرة حول تاريخ الفرقة السمفونية الوطنية العراقية . شاركه في الجلسة مدير الفرقة الأستاذ عبد الرزاق العزاوي، من ثم ليوقّع المحتفى به نسخا من كتابه عن تاريخ الفرقة السمفونية الوطنية العراقية في خمسين عاما 1962-2012.
تمهيد
” الأوركسترا السيمفونية الوطنية في العراق, بدأت مشوارها الموسيقي أربعينيات القرن الماضي لكن تم الإعلان عن تأسيسها رسمياً عام 1959م وتعتبر اوركسترا السمفونية العراقية من أقدم السمفونيات في العالم العربي، تعرضت مكتبتها الموسيقية ومخازن آلاتها إلى عملية نهب عقب سقوط النظام السابق في عام 2003. كما تعرض عدد من أفرادها إلى عمليات خطف في حين أن البعض الآخر قتل نتيجة أعمال العنف التي عصفت بالعراق بعد احتلاله كما وجهت للبعض الآخر تهديدات بالقتل. فر 29 من اعضائها إلى خارج البلد. على الرغم من كل ذلك فالفرقة لا تزال تزاول عملها حتى بعد احتلال العراق . كانت الفرقة تابعة لوزارة التربية ثم انتقلت إلى وزارة الثقافة العراقية. يرأسها حاليا المايسترو محمد أمين عزت..”
– وكيبيديا-
قدّم مدير الفرقة الأستاذ عبد الرزاق العزاوي المحاضر الأستاذ حسام الدين الأنصاري باعتباره احد الباحثين الموسيقيين الرواد والمؤسسين للفرقة السمفونية الوطنية العراقية وكعازف على آلة الكمان، امضى عدة سنوات في الفرقة كما يعتبر احد المؤلفين الموسيقيين اذ قدم للفرقة السمفونية الوطنية العراقية اعمالا ومؤلفات عديدة.
اما عن اهمية المحاضرة فقد افاد المحاضر الى انها تتأتى من الرد على ما تعانيه الموسيقى من تدن وهبوط سيما التشويه الذي الحق بها اثر ما يمر به بلدنا اليوم من انحسار في جملة امور منها فن الموسيقى.
ما الأوركسترا ؟
الموسيقى الأوركسترالية عالم يختلف كلياعن معطيات الموسيقى الشرقية التي تعودت عليها الأذن الشرقية حيث تتطلب ايضاحا بغاية ايصال الرسالة الى الجمهور، ونتيجة الفرز الآن بين السيء والجيد صار للفرقة السمفونية جمهورها خاصة بين الشبيبة اضافة الى وسائل الأتصالات وتنامي الوعي فلا مناص من أن تتوجه النخبة المثقفة الى كل ما هو جيد .
الفرقة السمفونية عادة تقدم الفن الأوركسترالي المنظم والمبرمج وفق منهج وموضوع.على ان النغم او اللحن والعازف والمستمع مجمتمة تمثل الفرشة الرئيسية لصناعة الموسيقى. اما عناصر لغة الموسيقى فتتركز على اللحن والأيقاع والتوافق الصوتي والمتوفرة فقط في الموسيقى الكلاسيكية العالمية ( الغربية).
كما تعزف الفرقة السمفونية الوطنية العراقية، مقطوعات موسيقية عالمية وما السمفونيات الآ مقطوعات موسيقية تنتمي الى الحضارة الأوربية. لذلك تعد عملية المزج او التعاشق بينها والموسيقى الشرقية موضوعة خاطئة كما في الأدب فشعر شكسبير على عظمته له خصوصيته مثل ما لشعر الجواهري العظيم ميزنه ومكانته.
فالموسيقى التي تعزفها الأوركسترات الأوربية – الحديث للباحث الأنصاري –هي حضارة اوربية بالكامل مثلها مثل اي حضارة اخرى تتعلق بالهندسة والتكنولوجيا، فكلنا نستخدم التقنيات الحديثة التي هي من افرازات المجتمع الأوربي.
الموسيقى الغربية والموسيقى الشرقية
تعتمد الموسيقى الشرقية عموما على اللحن الواحد، كل العازفين على المسرح يعزفون نفس اللحن، لهذا تكون فقيرة في عمقها الفني خلافا لعملية المعاشقة بين مجموعة من الآلات الموسيقية في الموسيقى السمفونية حيث كل آلة تنجز دورا معينا يتعاشق وبقية الآلات أو المجاميع فتخرج بالتالي بمثل هذا الأداء الجماعي المشترك الأبداعي. من هنا يبقى سامع السمفونية في تفاعل مطرد لعدة محاولات من سماعه المقطوعة السمفونية حتى استيعابها .. بذا تحتاج الاذن الشرقية الى التعود على سماعها، وخير مثال في هذا الصدد ما عرض من اوبرا حلاق اشبيلية في مقدمة برنامج الرياضة في اسبوع لمقدمه الأستاذ مؤيد البدري حتى صار لكثرة تكرارها فهماً ممتعا لسامعيها لا يُمَل.
في الغالب عمر الأغنية الشرقية قصير في حين الى الآن ومستقبلا تعرض وستعرض موسيقى السمفونية العالمية ومنذ ظهورها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر دون ملل بسبب من عمقها الفني.
تعود نشأتها الى نخبة من الشباب من خريجي المدارس والمعاهد الموسيقية الدارسين في اوربا. بعد ان اخذت الحياة المدنية مداها بين الناس صار التشوق الى سماع المتقدم من الموسيقى. حتى بداية القرن العشرين كان في الحياة اليومية للعراقيين نوع من فراغ في الحياة الفنية لدى المجتمع.
وما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح
تناوب على المحاضرة الاستاذ عبد الرزاق العزاوي مدير الفرقة ليتحدث عن البدايات الأولى منوها الى ان المجتمع كان شبه بدائي، غالبية ريفية وحتى داخل المدينة كانت الجوانب الثقافية منحسرة او ضعيفة مقابل ما متوفر لدى العالم الغربي. اقتصرت اغاني الريف على مصاحبة اعمال الزراعة بعفوية والأغاني التراثية تدار في الأعراس والأحتفالات بالأعتماد على الأهزوجة والمربّع البغدادي وبعض الأغاني الشعبية المتداولة والمعروفة اما الآلات الموسيقية فتقتصر على الخشابيات والأدوات البسيطة دون دراسة او علم في الأمور الموسيقية.
بعد تأسيس الحكومة العراقية بدأت الأنشطة الموسيقية تتبلور بخاصة بعد افتتاح مبنى الأذاعة العراقية زمن الملك غازي عام 1936.حيث تعد تلك السنة مهمة لثلاثة اسباب ساعدت على انتشار وتطور الموسيقى والغناء، فاضافة الى الأذاعة اسس معهد الفنون الجميلة وبالمثل مديرية الموسيقى العسكرية. وكل ذلك يحتاج الى عناصر الديمومة فتستقطب الأذاعة عناصر الغناء من بقية المحتفظات لأستقدامهم الى العمل فيها مثل عبد الأمير الطويرجاوي والقبنجي ورشيد القندرجي وحسن خيوكه ومن الريف حضيري ابو عزيز وحسن داود وداخل حسن وناصر حكيم.
وللتاريخ شكلت اول فرقة سمفونية في العراق في الخمسينيات من القرن الماضي لكن بشكل وقتي من قبل الأستاذ- البير سمحو- مدير الفرقة العسكرية للموسيقى انذاك حيث جمع بعض العازفين الأجانب في الشركات والسفارات وقدم حفلا في قاعة الملك فيصل الثاني ، قاعة الشعب حاليا. وهو مؤلف وقائد موسيقي دولي واستاذ كبير في الموسيقى وتخرج من نفس المدرسة التي تخرج منها الأستاذ عبد الرزاق العزاوي Royal Military School of Music كما عزف في عدة دول منها انكلترا وامريكا ودول اوربية عديدة.
على انه مع ظهور معهد الموسيقى ومديرية الموسيقى العسكرية بدأ الأهتمام حول الدراسات الموسيقية وصار للموسيقى اساتذة وطلبة . كما بدأت عناصر شابة تدخل للتعلم على العزف والقيادة والتأليف والتلحين. في الأذاعة والتلفزيون بدأ نمط جديد بالظهور في الغناء كمشاركة كل من الأخوين صالح الكويتي وداود الكويتي اذ اسسا للغناء العراقي. فصالح الكويتي – وهو يهودي – يعتبر مهندس الأغنية العراقية في لداية الثلاثينيات، والذي عمل انماطا اخرى من الغناء اضافة الى تعلمه لآلة الكمان وسماعه لموسيقى الشعوب العالمية كالتركية والأيرانية وقدم اعمالا لا تزال قائمة والى يومنا هذا.
بعدها ظهر عدد آخر من المطربين والمطربات امثال رضا علي واحمد الجليل ومحمود عبد الحميد وعفيفة اسكندر وعباس جميل ولميعة توفيق وزهور حسين كما ظهر معهم ملحنون كوديع قندة واحمد خليل ورضا علي وعدد لا بأس به من ملحنين برزوا في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
بظهور المعاهد برز ايضا اساتذة موسيقيون اكفاء مثل ساندو البو وشريف محي الدين- المؤسس لمعهد الفنون الجميلة – ومن المدرسين المعروفين آرام بابوخيان وآرام تاجريان وحمدي قدوري وروحي الخماش وسلمان شكر وجميل بشير ومنير بشير . بعدهم برز جيل آخر كمنير الله وردي وفؤاد رضا سالم وفؤاد الماشطة ومهدي عبد علي وحسين قدوري ومهدي التكريتي وفكري بشير. وهؤلاء خرجوا تلاميذا بمستوى رائع لا يزالون يمارسون عملهم في الفرقة السمفونية.
من بين المعاهد الموسيقية معهد الدراسات الموسيقية اسس عام 1970 كان مختصا بتدريس التراث الغائي العراقي وبالتحديد المقام العراقي الآ ان المشروع لم يوفق وتحول الى تدريس الآلات الموسيقية الشرقية.
عام 1971 وفي التأسيس الأخير للفرقة السمفونية استقدم قادة وعازفون اجانب بعقود كل سنتين. وتحققت اول قيادة عراقية للفرقة السمفونية الوطنية العراقية عام 1974 بقيادة الاستاذ عبد الرزاق العزاوي من على مسرح قاعة الخلد الصيفي.
يرى الأستاذ حسام الدين الأنصاري ان كل ذلك مهد الى ان تواصل الفرقة اعمالها بدعم من العراقيين وتوالى على ادارتها للسنوات الماضية فنانون مثل عبد الله حول ومحمد عثمان وليث عبد الغني ومحمد امين عزت وكريم وصفي.
اناس سبقوا زمانهم
في الخمسينيات مهد الى اجواء تأسيس الفرقة السمفونية اعتماد مبادرات بدعم شخصي لمجموعة من الشباب ممن لديهم تواصل مع الثقافة الأجنبية فكونوا فرقا او مجاميع صغيرة كمسمى الرباعيات والخماسيات وحتى الى التسع آلات.. والفلهارمونيك هؤلاء حققوا مفهوم الصالة الموسيقية. وهم مجاميع طوعية تقدم حفلاتها في النوادي العلمية والثقافية والمؤسسات الجامعية فهيأوا لذائقة موسيقية وثقافية اخذت مكانتها في المجتمع فصار هناك نوع من التعرف على هذا اللون من الموسيقى مما شجع معهد الفنون الجميلة ليكون مركز اشعاع لأكثر من فن. وبمبادرة من عمادة معهد الفنون الجميلة ( د. عزيز شلال عزيز) والدكتور خالد الجادر – وهو فنان تشكيلي – قدما طلبا الى وزارة المعارف لانشاء فرقة سمفونية وكان على رأس الوزارة الزعيم الركن اسماعيل العارف حيث كان متعاونا بنفس اداري حتى اخذت الفرقة تقدم عروضها الموسيقية على كل من قاعة معهد الفنون الجميلة وقاعة الشعب، وصار لها روادها. وتولى ساندو آرلو عازف الكمان قيادة الفرقة بعده جاء سيجفريد شتولده وهو مدرس آخر لقيادتها من ثم تلكأت الفرقة . من حسن الصدف تبنت الحكومة مهرجان الذكرى الألفية لتأسيس بغداد كذلك الأحتفاء بذكرى الفيلسوف الكندي وبوجود وزير الأرشاد بنفس استراتيجيته التي تبناها يوم كان مستوزرا المعارف، تأسست الفرقة بشكل رسمي. رواتب وتوفير المستلزمات الأساسية مع المكافئات للعازفين وقاعة للتمرين واعلانات وبوسترات وصدر امر وزاري بـتعيين 27 عازفا .
الطلبة القادة
القادة الموسيقيون كانوا طلبة في المعهد وحصلوا على بعثات دراسية خارج البلاد وعادوا كمدرسين واساتذة. كذلك ساهمت فترة الرواد في تعزيز الكادر الموسيقي العراقي بما فيهم الأجانب حيث تكاملت الفرقة لاحقا. واثر تأسيس كلية الفنون الجميلة ومدرسة الموسيقى والباليه تطورت الفرقة بشكل مميز.
فترة عام 1963 اقتصرت على الآلات الوترية، لم تكن هناك مجاميع عازفين للآلات الهوائية ( النحاسية والخشبية)- الآلات النحاسية ذات صوت جهوري بينما الخشبية تكون اهدأ واخف ايقاعا.
عام 1964 تعاقدت الفرقة مع قائد اوركسترا الماني مخضرم ( هانز كونتر مومر) وهو عازف كمان وآلات وترية- الفيولا- تمكن من تحويل معزوفة الفولكلور العراقية ( فوق النخل فوق) الى مؤلف موسيقي اوركسترالي مع الحفاظ على النفس الفولكلوري والتكوينات الهارمونية والتوافق الصوتي ، وقد بذل جهدا في ظم عدد كبير من عازفي الآلات الهوائية من مدرسة موسيقى الجيش وايضا استفاد من العناصر القادرة في ان تتماشى مع الفرقة السمفونية بحيث تكاملت عناصر الفرقة بكافة عناصرها. كانت مرحلة جد متقدمة لواقع الموسيقى في العراق. وصار للفترة 1964-1965 روادها.
الآ ان الفرقة منيت بانتكاسة كبيرة اثر قرار الغائها عام 1966 حين اتخذت السلطة زمن – دريد الدملوجي – وهو رجل عسكري، من الغائها ولغاية اليوم لا يعرف السبب.
بعدها شرع بعض الشباب يؤسسون لأعادة عملية خلق ثقافة موسيقية عالمية دون التفكير بريح مادي وحتى عام 1971. وبدفع من المثقفين والنخب المثقفة والدارسين في الخارج وبوجود وزير اعلام ( شفيق الكمالي) ولدوره الرائد في اعادة تأسيس الفرقة مرة اخرى حيث كلف السيدة لمعان البكري- مديرة المعارض – في حينه، لرعاية الفرقة وتسهيل امور كثيرة لصالح الفرقة كما نقل بعض الموسيقيين الى وزارة الأعلام وتم اعادة الآلات الموسيقية كما اعيد التعاقد مع الخبير ( هانز كونتر مومر) لتبعث الحياة في الفرقة مرة اخرى للفترة من 1971-1973. ولغاية اليوم تعزف الفرقة الفولكلور العراقي اضافة للعزف الأوربي. كانت فترة ذهبية بحق حين تعاقدت وزارة الأعلام مع خبراء موسيقيين من مختلف الدول الأوربية.
مقر واسكان الفرقة
قدمت غالبية الفعاليات الموسيقية على مر السنوات على مسارح قاعة الشعب وقاعة الخلد والرشيد ونادي الصيد العراقي ونادي العلوية. فعاليات اخرى اقيمت في معسكر المنيصير حيث اقام الطلبة بيوتا تجريبية. كان جميع الطلبة يجلسون على الأرض.
وبالمثل اقامت الفرقة حفلتها الثانية في احد مراكز المعوقين وفي الجامعة المستنصرية ايضا. وحفلة اخرى في ملجأ العامرية كذلك في مقر الزقورة في الناصرية كما شاركت على المسرح البابلي وعلى مسرح ننماخ . عدا ذلك اقامت انشطتها في بيروت والأردن وموسكو من عزف وحفلات ومؤلفات وانشطة ثقافية مختلفة ولا تزال تقدم ما لديها في مهرجانات الشعر والثقافة والأدب كمهرجان المربد .. ومنذ عام 1971 ولغاية هذا اليوم لا يوجد للفرقة مقر!
المؤلفون العراقيون المعروفون ممن قدموا اعمالا ابداعية يتقدمهم الرائد منذر جميل حافظ وعبد الأمير الصراف وخليل اسماعيل وعبد الرزاق العزاوي وبياتريس اوناسيان ومحمد امين وعبد الله جمال وجون بشير وسيد عثمان وحسام الأنصاري وسالم عبد الكريم وسليم سالم وآخرون كثر.
كما قدمت الفرقة اعمالها عبر الحفلات والمسابقات الموسيقية في الأعوام 1992، 1999 ، 2000 و 2013.
من بين من قدمت اعمالهم المؤلفة الأجنبية – العراقية اكنس بشير والفنانة القديرة بياتريس اوناسيان وحفلة لكلا الفنانتين بقيادة عبد الرزاق العزاوي. كما صقلت الفرقة قدرات الفنانين العراقيين فمثلا الفنان المرحوم محمد جواد اموري كان عازفا في الفرقة السمفونية مما عزز من تألقه في تلحين الألحان الشرقية. ومثله مهدي صالح التكريني المكنى بصلاح وجدي هو عازف جلو، كذلك الفنان طارق اسماعيل ، عازف كمان غربي وشرقي والفنان قصي عبد الجبار الذي لا يزال يعزف مع الفنان كاظم الساهر وقصي بشير والمرحوم الفنان حسين قدوري كان رائد تلحين التراث الغنائي للأطفال.
اليوم نصف عازفي الفرقة يعزفون شرقي وغربي. على الرغم من صعوبة العزف المنفرد (صولو) مع الفرقة السمفونية خاصة لمن يعزف طيلة 30 عاما عزف الكونشرتو بحكم ضرورات الحياة بحيث يتخرج العازف من تخصص غربي الا انه يمارس عزفه للموسيقى الشرقية.
كما انبثقت عن الفرقة مجاميع موسيقية كالرباعي والخماسي وصاروا يؤلفون ويعزفون في السفارات والنوادي الثقافية وبقيت محافظة على عزفها في الأمكنة المحترمة.
هذا وقدمت الفرقة حفلات مقصودة للجامعات المختلفة وعلى المسرح البابلي والوزارات ومجلس النواب ومجلس الوزراء الى جانب الكليات ولم تتوانى من تقديم انشطتها في المحافظات العراقية الموصل البصرة بابل والناصرية وكركوك.اما على المستوى الدولي فقد قدمت عروضها في الأردن والأمارات ولبنان وامريكا وروسيا. كما يتوفر في الفرقة كوادر من حملة الشهادات العالية كالدكتوراه في الموسيقى من رموزها د. حسام يعقوب ود. طارق حسون فريد ود. خالد ابراهيم ود. طارق اسماعيل.
اين الراقصات؟
احدى الحفلات التي اقامتها الفرقة في الناصرية ، كانت واحدة من مقطوعاتها بعنوان – موسيقى رقصات هنكارية – مما جذب جمهورا ملحوظا علما ان الدخول بثمن وقد ازداد الأقبال على شراء التذاكر بشكل ملفت. بعد اكتمال الحفلة حدث لغط بين الحضور وجاء من يعاتب القائمين على الفرقة لائما ” اين الراقصات الهنكاريات ؟ ” !
ختام
ختم المحاضر مشيرا الى ان للفرقة السمفونية العراقية دور ثقافي آخر كونها مركز جذب للفرق العالمية ولأكثر من 40 جهة دولية ساهمت في اقامة حفلات في العراق في مقدمتها فرق فرنسية والمانية وهنكارية ونمساوية وروسية لعازفين على قدر عال من المهارة والشهرة في مسارح العالم كما لا تفوت الأشارة الى مشاركة المعهد الثقافي الفرنسي والألماني – معهد كوته- والمعهد الأسباني على مدى اسبوع من رقص باليه ومهرجان موسيقي ارتقى بالذائقة الموسيقية.
اما عن الجهات الداعمة للفرقة فلا يغمط دور شركات الأتصالات لكل من اثير وشركة آسيا سيل.
الفرقة اليوم تستعيد نهوضها من جديد وهي في دور التكوين النهائي لتقدم عطائها باقامة حفلات شهرية للجمهور وكما يبذل قائد الفرقة قصارى جهده لتقديم كل ما هو ابداعي مميز.
مداخلات
شكر الأستاذ مفيد الجزائري عن– الجمعية العراقية لدعم الثقافة – الأستاذ المحاضر وزميله المقدِم والمشارك استاذ عبد الرزاق العزاوي فاتحا باب المداخلات تمهيدا لتوقيع نسخٍ من الكتاب.
مما اشار اليه الاستاذ الشاعر الفريد سمعان في مداخلته انه كان هناك تطلعات تقدمية تنظر بشغف الى الموسيقى العالمية مثلما سعت الى ادخال مادة النشيد في مناهج الدراسة الأبتدائية وعادة ما تتواجد في درس النشيد فرقة من اربعة طلاب تؤدي فعالية بايقاع من استاذ النشيد والموسيقى. ومضيفا “ان الفرقة السمفونية كانت فتحا جديدا بالنسبة للموسيقى العراقية اما تقهقرها عام 1966 فكان سببه الوضع السياسي المتردي. اليوم تعد الموسيقى من المحرمات في بلدنا والفرقة السمفونية ينبغي لها ان تختفي، كيف لا والمثقفون الذواقون ساهمون فلا نجد لهم حضورا مؤثر للأسف الشديد. على ان اتحاد الأدباء فتح المجال لكل من يعزف ويغني.” وختم واعدا ” سوف نقاتل من اجل ان تبقى الفرقة السمفونية الوطنية العراقية”.
مداخلة اخرى عن امكانية العثور على نتاجات العازفات العراقيات ( سلوى شامليان مغنية اوبرا عراقية ارمينية وبان جميل ذات القدرة الغنائية الممتازة كذلك السيدة شاغيك ) ، جاءت الأجابة بالسلب اذ لا يتوفر ما يفيد في متابعتهن.
مداخلة اخرى حول العازف حسام الجلبي الذي كان يقود فرقة موسيقية من اشهر مقطوعاته – شهرزاد-، وعن اسعد محمد علي عازف عود من الطراز الأول لم يعد يعمل في الفرقة.
هذا واقترح الأستاذ مفيد الجزائري عقد جلسة اخرى يستدعى اليها اناس معنيين من نفس الفرقة للتحدث عن مستقبل الفرقة كونها تعاني اليوم من ظرف عصيب مثل بقية اركان الموسيقى العراقية. ومؤكدا ” ضرورة الحراك باتجاه الضغط لتطوير الفرقة تجاوزا لهذا الأهمال والعمل للخروج بتوصيات.”
توّج الختام بتقديم باقة زهور للسيدين القائمين على المحاضرة ثم البدء بتوقيع نسخ من كتاب ضخم قوامه 544 صفحة من القطع الكبير بعنوان ( تأريخ الفرقة السمفونية الوطنية العراقية في خمسين عاما 1962-2012 ) لمؤلفه حسام الدين الأنصاري. مهد له باهداء جاء فيه ” الى كل من اتخذ الموسيقى ثقافة انسانية ولم يعادلها بالدراهم او يعتبرها وسيلة للطرب ” كتاب لما فيه من غنى في المعلومات والبيانات يعد مصدر مهم لا تستغني عنه المكتبة العراقية والعربية.
الفرقة السمفونية الوطنية العراقية – نصف قرن في رحاب الثقافة والتحدي من اجل السلام
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا