رحمك الله يا أبن عمي ، لقد كنت كالملاك على هذه الأرض ، و قد استشهدت .
يتقدم المعزين من كل حدبا و صوب لتقديم واجب العزاء .
يتقدم أبن عمي و أخو المرحوم نحوي و يقول لي وهو يؤشر بيده : هل تعرف ذاك الرجل ..؟؟
تعجبت من سؤاله لي في هذا الوقت الصعب و الحساس فقالت له و أنا أوجه انظاري نحو الرجل الذي اشار عليه بيده : لا لا أعرفه أبدا..!!
يعيد أبن عمي السؤال مرة أخرى لي :هل تعرف ذاك الرجل أرجوك تأكد جيدا..؟؟
أرد عليه على الفور : أقسم لك أنني لا أعرفه .
يرد أبن عمي و يقول لي : شكله غريب و مريب و ليس من أبناء المنطقة .
يتقدم أبن عمي مسرعا نحوه و كأنه أسد يهجم على فريسته .
مد الرجل الغير معروف كلتا يداها في جيبه ..!!
قام أبن عمي باحتضانه بكل ما يملك من قوة و رماه على الأرض و هو معه .
حدث انفجار عظيم و تطايرت اجسادنا نحن المعزين من شدة الانفجار .
لم يصب أحد بسوء فلقد قام أبن عمي بتلقي الانفجار كله بجسده الطاهر .
لقد لحق أبن عمي بأخيه و حصل على شرف الشهادة.
أن الرجل الغريب ليس إلا إرهابيا مفخخا يريد قتل المعزيين الأبرياء و لكن أبن عمي اكتشفه و ضحى بنفسه من أجل الآخرين .
حسين علي غالب
الغريب — قصة قصيرة
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا