الدكتور رافد علاء الخزاعي
إن تركيا الحديثة هي نتاج لبناء متواصل وضع أساسه مهندسها كمال أتاتورك وفق مبادئ قانونية ودستورية تعتمد على احترام الانسان وتعزيز الهوية الوطنية التركية التي تعتمد على الطفل والمرأة بالبناء وقد اصطدم هذا البناء عبر التاريخ بالصراع القومي والديني والاثني ولكن أتاتورك وضع مناهج التعليم والمحكمة الدستورية وحرية المرأة وسلطة المسجد الوظيفية التي لا تتعدى الصلاة فقط حيث ان المعمم او رجل الدين إذا خرج المسجد يسجن لان وظيفة العمامة في المسجد فقط وفق قوانين ثابتة لا تتغير أبدا ضمن الدستور التركي الحديث ووضعها تحت إدارة رئاسة الجمهورية والعسكر ولكن بعد الثورة الإيرانية في عام 1978 وانتشار المد الإسلامي في المغرب العربي والخليج متزامنة مع حرب تحرير أفغانستان من الروس الشيوعيين الكفرة في أدبيات صحافة البترودولار كان لابد على الغرب من إيجاد قوة سياسية دينية في تركيا تبزغ من جديد موازية للمد الإيراني وتعطي صورة عن الإسلام المتفتح في زمن العولمة وهكذا في لحظة وقفت المناوشات التركية اليونانية حول قبرص وانسحب العسكر الأتراك لثكناتهم وليبدءا المد الاسلاموي السياسي في تركيا المتحررة من غرض التطبيع نحو اسلمة المجتمع التركي وإعادته لحضرة السلطان وسيطرته واصطدموا بقوانين الاتحاد الأوربي والمشاريع الاقتصادية بخلق تركيا كمارد اقتصادي يستطيع تصدير بضاعته إلى المسلمين بسهولة ومقبولية وهكذا بداء نجم اوردغان يصعد كبطل إسلامي يعيد أمجاد صلاح الدين ولكن الانزلاق في الحلم لإعادة السلطنة العثمانية والتحديات الاقتصادية في التدخل في دول الجوار فكك التركيبة الاجتماعية التركية القوية الأواصر من إظهار التحديات القومية الكردية والاثنية العلوية إلى السطح وكان أتاتورك يحلم في معركته بالقضاء على ساحة تقسيم لما تمثله من سلطة المافيا التركية القوية من تجارة المخدرات والجنس المتمثلة بالتجارة في اللحوم الحية المعروضة في ساحة تقسيم انها تمثل لحوم الأبيض المتوسط من روسيات وتركيات واوكرنيات وعراقيات وسوريات ومصريات وماليزيات وبرازيليات في خضم هذه الإحداث سافر مواطن عراقي بسيط كان مغرما بتركيا اوردغان وتركيا مراد علم دار ومماتي وهذا المواطن العراقي خطية مسكين لم يركب في حياته درج الطائرة ولم يمتطي الصهوة في سفرة إلى خارج العراق وكان حلمه إن يذهب إلى تقسيم اسطنبول ويجرب جميع أنواع اللحوم البشرية من تركي أوكراني وعربي وهندي وبرازيلي وبجميع الجنسيات الأخرى وكان هدفه العولمة الإنسانية تحت مظلة الحرية الاوردواغانية التي تمشدق بها دعاة الربيع العربي في ساحات الكرامة والوغى وفي خضم ذلك وأول محاولة للخوض في اللحم الأبيض المتوسط انتفض هذا اللحم في مظاهرات ذات الرداء الأحمر ضد تغيير ديموغرافية المنطقة وتركيبها وليردد هذا المواطن العراقي المسكين اللي حظه مثل جبر من بطن أمه إلى القبر ويقول طلع يا عرب ربيعكم فاشوشي (فارغ) حتى اللحم الأبيض المتوسط ثار ضد التغيير انه زمن الغرق في اللحم الأبيض المتوسط وسط اسماك القرش القادمة المكشرة بأنيابها الحقيقية.