خيري هه زار
قال جحا في معرض كلامه عن الاصلاح . ذات يوم دفعني الفضول . وكنت مارا بمحاذاة احد الحقول . ان التقي بمجموعة . من الشرائح المفجوعة . التي افجعها الجدب . وزاد في ساحتها الندب . وكثرة الملامة . على القدرو وهذه علامة . من علامات الساعة . ان تختفي القناعة . من قلوب العباد . حين القحط في الايام الشداد . والسماء تمتنع . عن رينا وتمتقع . والماء يغيض . ولم يعد يفيض . من مساويء اهل الغنى . وتفشي الخنا . وعلانية الفاحشة . والتعلق بالافكار الطائشة . التي تهوي الاحرار . الى وهاد الفساد . وتدعم الاشرار . بالقوت والمداد . حتى باتت تقيم الحداد . بالسوح والمحال . وبالفعل والمقال . لقيم الفضيلة . ولانها امست قليلة . في النفس العليلة . لانساننا العصري . والانموذج الحصري . في قمة التطور . وهو ينموويتبلور . ويتسلق درجات التسور . عبرمعارج العلوم . وكالفحل المسدوم . الى الآفاق البعيدة . وسبرأغوارجديدة . الا ما يعزو الى الاخلاق . فنحن في جوع واملاق . منها وتقهقر . لان نقارالشرينقر . في نفوسنا كل يوم . فأضحى البؤس يعم في القوم . ويقتات فينا . سنينا تتلوسنينا . ويتآكل الصبر . فساء فينا النبر . بعد ان نسينا أوبتنا الى القبر . بقوة الموت والجبر . ونترك الحطام . الذي جمعناه منذ الفطام . فغزتنا الأهوال . وساءت الأحوال . بكثرة الأموال . وتراكمها في الايدي البخيلة . وتمركزها في الجيوب الدخيلة . حيث لا تعرف الرحمة . وتشرذم اللحمة . وتقطع السبيل . عن النبيل . وتحرم عليه الانتفاع . ودونه الامتناع . حتى بلغ السيل . حدود الشقاء والويل .
ما ان بلغ جحا الى عريش حيث مجموعة من الفلاحين يتفيأون تحت ضله فقال السلام عليكم . هل هناك الى الحوارمن سبيل اليكم . فرد كبيرهم السلام . وانبرى في الكلام . مضيفا اليه البركات . ومستعينا بالحركات . في اللفظ . ومشددا في اللحظ . على هيئة الضيف . الذي حل عليهم كالطيف . دون سابق ميعاد . فليس فيهم مريض ليعاد . او معرفة من قبل . كأنه سهم أخطأ او نبل . خرج من قوس خطاء . لا يصلح لصيد القطاء . وفي لفتة عجباء . قال الكبيرابن النجباء . تفضل واسترح . فانني اراك ابن مرح . قل ما بدا لك . وافصح عن حالك . قال انني البهلول . اتوارى خلف الطلول . واتصيد الحكمة . واتحاشى النقمة . وصدق الحديث سائقي . بالكلمات المواثق . والمعمول من المنطق . وبغيره لا انطق . انما قصدت عريشكم . لأتذوق جريشكم . كي اعلم هل دق من خبير . وفي بديع الكلام كبير . فقال له أبشر . بحسن رفقة ومعشر . فقد وصلت . وما رميت اليه حصلت . فهلا شاركتنا . طعامنا وباركتنا . ثم بعد ذلك . سنطرق المسالك . ونقتفي كل أثر . للجميل الذي اندثر . من المعاني . فرادى او مثاني . كأننا غريبوا الاطوار . فنقتحم الاسوار . ونخوض اللجة . بحثا عن الحجة . والحلول والدواعي . للحنكة والدواهي . التي تستسرمأربك . حين بيان مشربك . والى ذلك الحين . وبدء حوارنا الساخن المبين . ادعوك الى امتاع النواظر . بكل ما تخلو منها الحواضر . من سحر الطبيعة . وروحها الوديعة . فتستجلي عظمة الخالق . الفاطرالفالق . للحب والنوى . والنفس والهوى . وانت ترمق بديع الخلق . في الهواء الطلق . وتهفوالى البيان . لوصف خلق الديان . من الأفنان والجذور . وهي بعد في مرحلة البذور . وكيف تنمو وتربو . على غرار الطفل وهو يحبو . حتى تغدو سامقة . باوراق غامقة . ثم تعود كما كانت . بعدما ازهرت وزانت . يلفها الذبول . دون دق الطبول . فهل يعي السياسي المخبول . من دورة الحياة . التي تدورالى المماة . ويعتبرمن المشهد . الذي لا يعهد . على البقاء في حال . لأنه من المحال . دوام الحال . في النعمة والذل . ولا بد للكل . ان يتقلب في الأدوار . ويمرفي الأطوار . وهذا هومنطق التحول . وبه سوف نُؤَول . حين المناظرة . عند بدء المحاضرة . كل المفردات . بهذه الأداة . اليس كذلك يا بهلول . ام بغيرذلك تقول .
فقال جحا يا ليت . ارى من صاحب البيت . رأي هذا اللفيف . باذلي الجهد العفيف . حول مفهوم الاصلاح . بكل زينة واملاح . وسنكون من الشاكرين . وبخلاف الناكرين . لوبدأنا بالحديث . وبرتم بين البطء والحثيث . فكل ما بين بين . يحلو للقلب والعين .
فقال المضيف . وذا العجرالنحيف . ان كنت عنيت . اصلاحا داخل البيت . فالنظرفيه هين . جرحه خدش لين . ومنطقه بين . ولكون المنفعة . تلج في المعمعة . فلا نرى كبيرالانجاز . غيرالجهد المنحاز . لهذا الطرف اوذاك . في مناصفة الأملاك . وليس لمتانة العلاقة . كالتي بين طرفي موسى الحلاقة . أما اذا كان المغزى . من الكلام والركزى . هو اصلاح المفسدين . وكنت فيه من المنشدين . فالأمريختلف . وربما لا نتفق ونأتلف . لان الخوض بالأمر . يشبه الجلوس على الجمر . اوارتياد مقصف فيه الخمر . تشرب كأنها عصارة التمر . يمتلكه نائب . فكيف بالمؤمن التائب . أن يطأه مختارا . فيبقى محتارا . ولكننا مجبرون . ولكوننا مقبرون . في نهاية المطاف . فقد بلغ الثمرأوان القطاف . ولسنا نخشى . المسيرفي هذا الممشى . ولأن الفساد يغشى . كل الثنايا . والمنعطفات والحنايا . من هذه البلاد . التي غادرها الجلاد . مخلفا فيها المآسي . ولا نجد من يواسي . من الكرام من يحنو . ومن الرحمة يدنو .
فرد البهلول . لقد كشفت المعلول . لكنني لم أسمع . حول ماكنت ازمع . ان اجده فيكم . وانوي سماعه من فيكم . الا وهوالتأثير . بالقليل وبالكثير . للاصلاح في حرفتكم . وهل دنا من شرفتكم . بالايجاب ام السلب . وهل يبهج القلب . ويشرح الصدور . وعلام يدور . داعيه في الملة . وهو يرى العلة . تتفاقم طردا . ولا ترى بردا . ولا سلاما . لا يعدو كونه كلاما . او حبر على ورق . كتب حين الأرق . ام انه الفرق . من حدوث زلزال . يغير في الصلصال . وحمأ المناهج . ويختلف اللسان اللاهج . للدعوة اليه . وينقلب عليه . كما تنقلب الحية على الحاوي . حين لا تنفع الفتاوي .
عندها قال المضيف . دعني استأنف وأضيف . ليس لنا في حرفتنا . من يداوي حرقتنا . ويستميل . لكي يحيل . مهنتنا الى صناعة . وجهلنا الى براعة . لنفيد الأمة . وهي بالقمة . في التخلف . دون تكلف . في المزروعات . وستبقى من المصروعات . بين الأمم . التي تتقد فيها الهمم . ونشكو فقدان الدعم . فغدونا كالطعم . للعلل والآفات . واصبحنا عند الحافات . للجدب والموات . وحرمنا القشرة والنواة . ودون الخوض في التفاصيل . امست المحاصيل . التي تراها رأي العين . واثقلتنا بالدين . اجنبية بالعموم . وانها تحمل من السموم . من ردائتها . وطيب وفادتها . من ساستنا الأفاضل . والأغلى حين التفاضل . لانها تاتينا من الخارج . ومن كافة المخارج . وحدث ولا حرج . من القزل والعرج . في ماكينة الزراعة . ويتمها والوداعة .
فقال له جحا . ها قد فني الشك ومحا . من فؤادي العليل . ورفعت القذى من بصري الكليل . ولقد اكتفيت . ولا مندوحة لواختفيت . من الزمن برهة . بعد هذه النزهة . مع الأطياف . وحد الآلات والأسياف . لنشرالآراء . في الأرجاء . حول الغربال . على مقربة من الرئبال . وكيف كانت الردود . وما هي الحدود . التي بداخلها . انطقت النفوس بدواخلها . وكانت معبرة . عن بؤسها ومصطبرة . على مرارة العيش . تحت الظلم والطيش . وكنت كمن ينقل . لا يحل ولا يعقل . سواءا كانت عبرات . أم شذرات . من الأسى والألم . ودونت بالقلم . على اوراق بيضاء . عند السهاد وفي الرمضاء . وليس لي ناقة . لا في الغنى ولا الفاقة . من تدوينها . وتكوينها . انما هو رضى الخاطر . يندفع ويتقاطر . بسيل من الهموم . حين الوجوم .
وتأهب للوداع . مصافحا مضيفه بأدب وابداع . وقال له بالحرف . لقد ولى أوان الصرف . وبديع الكلام . مقروء عليه السلام . ولكن عند العرصات . سيقيكم من القرصات . رب كبير . بالحال خبير . فكن فقيرا . ولاتكن من الرحمة عقيرا . يا ايها الانسان . ان بالقلب ام باللسان .
والسلام ختام