حامد العبادي
ذكر أحد خطباء المنبر الحسيني والعهدة عليه أن المرجع الكبير الأمام السيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليه شاهد أحد الذين يرتدون الزي الديني العمة والجبة في أحد شوارع النجف يأكل الباكَلا (الباقلاء) واقفا عند أحد الباعة المتجولين في السوق، استوقفه المنظر فجاءه وسلم عليه فقال له ((ليس من المناسب أن تأكل وانت ترتدي العمامة واقفا في السوق العام !! واذا كنت ترغب في هذا فما عليك إلا أن تعيد لنا عمامتنا وتتصرف كأحد العامة…))
هذا الموقف ليس تكبرا أو تعاليا من العلماء على العامة وانما هو سلوك أخلاقي وتربية يبتغي المرجع منه أن تترفع الشخصية الدينية عن التصرفات الوضيعة وأن تتسم بالأتزان الكامل أينما حلت وتواجدت ابتداءً من البيت مع العائلة الى الدرس والشارع والتعامل مع الآخرين.. من هنا انطلق بناء الشخصية الدينية الحوزوية الشيعية التي لم تركن الى الظلم يوما ولم تقف متسكعة على أبواب السلطان لكي يطلق عليهم اسم وعاظ السلاطين كما يطلق على البعض من علماء المسلمين.. فكانت تلك الشخصية الشيعية المرتدية الزي الديني المقدس شخصية قائمة بذاتها لا تقول إلا صدقا ولا تجامل المنافقين
ولا تتآمر على غيرها حتى وإن كانوا أعدائها..
وأنا أعجب لبعض هؤلاء الذين يرتدون الزي الديني وينتسبون الى أسر علمية كريمة مثل السيد عمار الحكيم حفيد الأمام المرجع محسن الحكيم رحمه الله ومقتدى الصدر أن لا يتعلما من أجدادهما وأهلهما وأساتذتهما سمات العز والشموخ ، للأسف يجلسان متصاغران مع الأفاكين والدجالين وشاربي الخمور أمثال أياد علاوي ومسعود والنجيفي وغيرهم ، والأنكى من ذلك أن عمار يذهب متوسلا بملك البدو المتخلف الذي لا يجيد من العربية جملة واحدة ويمدحه في خطابه كما مدح عميل المخابرات الأجنبية اياد علاوي وقال عنه أنه مناضل شريف ولا أدري ماهي معايير الشرف عند عمار الحكيم ويقف بالمؤتمر
الصحفي بجانب دكتاتور مشيخة بارزاني استان مسعود وهذا الأخير ينال من المالكي الشيعي الأثني عشري وهو صامت كالصنم ! وأساله هل بإمكان عمار الحكيم أن ينتقص من طالباني وبحضرة مسعود؟ !!
ويبدو أن سيد عمار الحكيم اكتشف أن والده المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله عندما نادى بإقامة اقليم الوسط والجنوب الذي يحفظ للشيعة حقهم وأن يعيشوا بكرامة أنه كان مخطأ !! تناسى سيد عمار هذا المشروع المستوحى من أفكار الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم أعلى الله مقامه، وراح يلهث مجاملا البعثين على حساب دماء آل الحكيم ودماء الشيعة المهدورة معتقدا أن هؤلاء سوف يقبلون بعادل عبد المهدي رئيسا للوزراء..
كما أن مقتدى الصدر عندما يختلي بهؤلاء المجرمين أمثال علاوي ابو العرق ويجلس بجانبه يوشوش بأذنه ألا يخجل من نفسه ويستحي على عمامته؟ وقبلها يذهب الى مملكة موزة القطرية ويجلس مع خرتيت قطر ويجامله وهو يعلم أن مملكة موزة تتآمر على المسلمين مع الكيان الصهيوني وأنها تبغي تقسيم العراق واذلال شعبه، مقتدى الذي جلب لنا البعثين من أتباعه الى مجلس النواب والى الحكومة سوف لن يحصد إلا الخسران اذا صدق بقول علاوي ومسعود أنه سيكون قائد العراق الأوحد.
وبدلا أن تكون النجف الأشرف قبلة الساسة العراقين جميعا ويسجدون على أعتابها ويقبلون أقدام المرجعيات الدينية يطلبون الحلول والأستشارات راحوا السادة المعممين والقادة الشيعة السياسين الخانعين أمثال عادل عبد المهدي وغيره الى اربيل يتسكعون على ابواب مسعود بستجدون الحل لا بل يشاركونه في التآمر على شيعة العراق واضعافهم وتشريدهم من جديد ،، هؤلاء المعممين عمار ومقتدى لا يحسنون سوى التآمر وتفريق الصفوف… نموذجان سيئان مبتذلان خانعان عمار ومقتدى أذلونا بتصرفاتهم الصبيانية نحن شيعة العراق وراحا يتآمران علينا وهما يتصوران أنهما يتآمران على المالكي
للخلاص منه ولكننا لم نغفر لهما فعلتهما اطلاقا ، واذا كان المالكي قد أخطأ بعدم الأنفتاح عليهما أو التشاور معهما وأحاط نفسه بمجموعة متخلفة مثل حليم الزهيري و حاج كَاطع الركابي ونسيبه أبو حريجه عميل صدام السابق الذي سرق وثائق حزب الدعوة من مكتب المالكي في سوريا وسلمها الى المخابرات العراقية فهذا لا يبرر التآمر عليه ،لأن المؤامرة التي تقودها السعودية وقطر بالتعاون مع مسعود وعلاوي والنجيفي وعادل عبد المهدي هي مؤامرة تستتدف الشيعة لا تستهدف المالكي فحسب بل تستهدف شيعة المنطقة بأكملها وسوف يذبحون الشيعة في العراق كذبح الخراف وبالجملة.
وكما خلع بعض رجال الدين الزي الديني بعد أن دخلوا عالم السياسة أقترح على مقتدى الصدر وعمار الحكيم خلع هذا اللباس المقدس وارتداء الجينز سيما وأنهما شابا وسيمان تعشقهما النساء ويملكان المليارات التي جمعاها من كد يمينيهما وكدحهما ليل نهار وحرثا الأرض وزرعاها واشتغلا بالتجارة وجمعا هذه الثروات الطائلة !! عليهما إلتزام الصمت ولا يتكلمان بأسم الدين أولا ولا بأسم شيعة العراق ثانيا.لأن الذي يرتدي هذا اللباس لابد أن يكون على درجة عالية من التقوى والحفاظ على مصالح من يمثلهم ولا يتنازع مع غيره على السلطة والجاه والمال ولا يتآمر في الدهاليز مع الأفاكين
وعملاء المخابرات الأجنبية وأصحاب صالات الدعارة..
وعلى المالكي أن يفيق من غفوته ويبعد هؤلاء الخبثاء من مكتبه ولا يصغي لقائل منهم فهم شر البرية وعليه إرضاء الشيعة الآخرين والأصغاء الى مطالبهم والعمل على مشروع حماية الشيعة وهو أقامة الكيان الشيعي القوي على كافة المستويات والأصعدة لأننا سئمنا من هذه الشعارات الوحدوية الكاذبة والمخادعة التي تريد الأستحواذ على ثرواتنا تحت غطاء الوحدة الوطنية كي نعود للعيش في العراق مواطنين من الدرجة العاشرة.