د.علي ثويني
ثمة حقيقة يغفلها البعض، بأن عيسى المسيح(ع)، لم يكن يونانياً او رومانياً، بل فلسطينياً ولد في الناصرة (ومنها الناصري والنصرانية Nazareth) وعاش في بيت لحم والقدس التي شهدت دعوته، بالرغ من المجهول الذي يحيط تفاصيل أخباره. لكن من المسلم به أن المسيحية لم تأتي من الغرب بل ذهبت إليه من الشرق بحسب ناموس سابق لاحق. ونجد حتى أن العائلة المقدسة أُلبست ثوبا أوروبيا، كما أن آباء الكنيسة المصريين والشاميين والشمال أفريقيين ضُموا إلى الفكر الغربي!. فالنصرانية فكر توحيدي شامي يبحث عن المطلق، وقد أسترسل من عقيدة إبراهيم العراقي ،وحملت تراث وهوية المنطقة المشترك،وأثمرت تباعا في الإسلام([1]).
إن دراسة النصرانية وشجون تواشجها مع الإسلام تشكل إلتفاته حضارية تناط بالنخب المنفتحه على التثاقف والوسطية،ومن يبحث عن الفوارق فثمة نقيض لكل شئ حتى صلبه . وهنا نشير إلى أن طرقنا لتاريخ المسيحية لايأتي من باب التبشير بها، فثمة من يقوم بذلك بمآرب ملتوية او نية خالصة([2]).لكننا نروم من خلال ذلك إلى ثلاث مقاصد: أولها التعريف بحلقة مبهمة من حلقات تاريخنا ولاسيما أنها سبقت الإسلام مباشرة، وتعد مهمة في نظرنا لتلاقحها معه، والثانية هو درء الإلتباس والسلبية ومجهول الخبر والدعاية المغرضة عن أصول التأريخ المسيحي، من اجل درء العداء لها على مبدأ الإمام علي بن أبي طالب (ع): (الإنسان عدو مايجهل)،بما يصب في غايات قبر الفتن الطائفية وقطع دابر من يؤججها،ونحن في عالم يعج بالفتن اليوم.والأمر الثالث أن الحشو والتزوير بصدد الإنتساب والتبعية للمسيحية، الذي أنطلى على بعض أصحابنا، يجعلنا باحثين في إستيضاح الاسباب، بغرض إدراك النتائج، ثم الإستنتاج بأن المسيحية كانت ومازالت منا ولنا،وليس للغرب له فيها باع أو كراع،وربما نلمسها في بون الطبيعة النفسية والأخلاقية لنصارانا عن نصاراهم . وإن أراد الغرب أن ينسب المسيحية له ويفخر بها، فهذا شانه ، على أن لايشوه تاريخنا، ولا يجعلنا نتهم المسيحيين عندنا طابور غربي (خامس) ومدسوس ويعمل لصالحهم، رغم أن هذه الحيلة انطلت على متشجنينا وسلفيينا من الإسلامويين المتعصبين،وكذلك على بعض نخبهم ،ممن أمسى سادن وقنطرة لعبور المشروع الغربي لتشويه صورة وحقيقة تاريخنا وثقافتنا.أقول هذا في وقت تأن المسيحية الشرقية من أزمة الهوية والبقاء،فأعمال الشغب والإنفجارات السياسية والضغائن الملتبسة بين المتناحرين، تطولهم للأسف قبل غيرهم، وثمة خطة إسرائيلية محكمة لتهجيرهم ليحلوا محلهم، وهذا ما تجسد في شمال العراق.
نلمس اليوم الكثير من الإيحاءات بثابت المسيحية في صلب ثقافة الشرق،بعدما تسنى لها الموائمة مع العقليات المحلية ، حيث هي في العراق عراقية،وفي مصر مصرية. ونجد جملة من (المشترك الإيحائي) في بيئتنا بين الإسلام والمسيحية بما يتعلق بالإعتقادات والرموز وإيحاءات الشكل واللون والعدد. وهنا جدير أن نشير الى أن رمزية(الأنوثة) المرتبط بالخصب والنماء من جهة والعفة والقيم من جهة أخرى، حينما جاءت متواترة في الديانات الشرقية المتماهيه مع معطيات البيئات الطبيعية والإجتماعية، ضمن ثابت مفاهيمي متواتر،وجد له سياقات مختلفة لكن جوهره مشترك. ونجد أن المسيحيين الشاميين تسنى لهم أن يحييوا هذا الدور بعد أن ضاع لحقبة إبان التخبطات والتراكمات التي أملتها سلطات الغزاة القادمين من البادية والمؤمنين بسطوة الذكورة والأبوية ومنها حتى اليهودية على حساب الأمومة، حتى جاء دور(مريم) الذي كان منسيا ردحاً، وهي نفسها أنانا وعشتار، او فاطمة بنت الرسول(ص) ، فعادت وتبوأت مركز الصدارة الرامز للالهة الأم المقدسة. وتأويل دور مريم وصفتها كان من اكثر ما أثار السجال بشانها وأدى الى شقاق و تناحر بين أقطاب الكنيسة منذ نشأتها، وخاصة في مذهبي القديسين نسطور واوطيخا. وتحولت ظاهرة تقديس الخصب الذكوري من (بعل او تموز) الى السيد المسيح. حيث ان تموز (دوموزي)تعني بالسومري الإبن الشرعي و(بعل) تعني (السيد والزوج المخصب) وولجت العربية. كذلك حمل بعل لقب (ادون) بالآرامي بمعنى(الذي يدين) او صاحب العدل والحساب والسيد الحاكم المسيطر، وعندما سيطر الاغريق على سوريا اضافوا كعادتهم حرف السين فشاعت تسمية (ادونيس). اما اللقب الشخصي لهذه الاله فهو (هدد او حدد) بمعنى(القوي) فيقال (بعل حدد)، والذي سميت به حلب وروما ، حسب التسمية الأتروسكية(السومرية)، حيث حملت إحدى صفاته رومان ضارب المطرقة، وهي تقابل كلمة (رحمان) العربية، حيث أن جل الأسماء الحسنى لله في العربية ،موجودة بحذافيرها تحمل صفات الآلهة في السومرية، وهذا ما درسه بعناية الباحث العراقي بهاء الدين الوردي . اما آلهة الطبيعة والانوثة فهي لدى الكنعانيين (عشتروت او عنات) وهي نفسها (أنانا او عشتار) وأتسع تداولها في نطاق واسع في آسيا الصغرى واليونان وروما.ولا نستغرب أن الأناظول، هو تحريف لـ(أنات-وليا)، أو بلاد أنات أو أنانا،وأمسى مينائها أو ضرعها (بِز-آنات) التي أمست (بيزانطه Bezant)،وهي مرسى قديم أسسه الأكديون أو الكنعانيون هناك قبل أن يحل الحيثيون آسيا الصغرى.
وجدير أن نشير هنا إلى أن كلمة (دين) تعنى (الحساب) و(العدل) كما في:(مالك يوم الدين)،وأصلها سومري من مقطع (Di) التي نونتها الأكدية فأصبحت (دين) ومنها وردت (مدين) المكان الذي يعمه العدل،وأنثت بالعربية وأمست (مدينة) تبعا لمعطيات نفسية أرتضت أن تكون المدينة محل إزدراء من طرف الأعراب الذين أثروا في العربية مثلما أثرت الآرامية.ومن دين وردت أسماء مثل (مارتين-ماردين) ومعناها العدل المقدس و(دانييل) وتعني العدل الرباني،كون (إيل) الأكدي هو الله.
ولنأخذ في سياق المشترك الثقافي كمثال وليس للحصر ما يوحيه العدد 12 الذي أقترن بعدد الحواريين ،بعدما استرسل من النظام الستيني السومري(×5)، والرامز للأبراج وأشهر السنة وساعات اليوم،و الذي أقتبسته اليهودية تباعاً ووظفته في أسطورة الأسباط الإثناعشر، ثم وجد حتى في الإسلام تباعا(الأئمة الإثنا عشر). وهكذا نجد في الخمسيات والسبعيات والإثناعشريات، وماتوحيه الارقام من أسرار رمزية سابقة ولاحقة، ثابت في متحرك أزمنة الثقافة.
لقد ساهم المشرق والمغرب عموماً في إنشاء وإرتقاء الفكر الفلسفي المسيحي منذ انتشاره الأول، وما فرق اليعاقبة(كماالسريان اليوم) والنساطرة(كما الآشوريون اليوم)، والجثليق(الكاثوليك) التي كانت تستعمل كلقب تقرن برجال الدين المسيحيين (مثل شماس ومطران وقس)، إلا نتاج للعقل الشرقي الجدلي والشكوكي،ولاسيما ان طبيعة عيسى المسيح التبست بيت التأليه من التراث السابق، والتجريد البشري اللاحق،وكأنها حظرت الأرضية لظهور الإسلام المعلن دون لبس بأن النبي محمد (ص)أخبر الناس:(إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ) ([3]). ونلمس الأثر الذي تركه رهط من المؤمنين ومنهم الحواريين وأتباعهم في تأطير وتطوير المفاهيم في المسيحية. وورد من شمال افريقيا التي أنتشرت بها المسيحية على السواحل، وقدمت هذه الشعوب الى المسيحية ايروس الليبي اشهر الهراطقة والقديس اوغسطين الجزائري وهو من أوائل فلاسفة المسيحية(مولود في سوق هراس وعاش في قسطنطينة وعنابهبونه)، بالأضافة الى الدوناتية اول حركة ثورية مسيحية. وتمذهب تباعاً من جراء تلك التيارات حتى أباطرة بيزنطة ،وعلى هدى السياسة،وطفق الفرس في حماية المذهب النسطوري،ودعموا إمارة المناذرة(310-628 م). ،على حين ساندت بيزنطة اليعاقبة وألتزموا معاضدة الغساسنة في الشام والجزيرة الفراتية . وساهم مسيحيوا العراق في نشر المسيحية في الجزيرة والخليج وفارس والهند والصين،والشاميين في أقطار آسيا الصغرى والبلقان والشعوب السلافية، والمصريين في شمال أفريقيا والحبشة ، وامست الآرامية (النبطية) هي اللغة الغالبة وبثت مفرداتها في لغات تلك الثقافات حتى اليوم.
ولايمكن أن تشذ العمارة عن تلك سياقات الثابت الثقافي،كونها فلسفة وفكر متجدد وجدوى لغايات ثابته في النفس البشرية.فكنائس الشرق نشأت قبل الغرب دون ريب،واثرت بها معمارياً،و حتى إصطلاحياً. (فالبازيليكا) أو المحكمة الرومانية التي أمست كنيسة، هي أساسا مقتبسة من عمائر الشرق. فصفتها الطولانية وحنية المذبح (المحراب –ألتار) الذي يختم فضائها المتمحور، كان موجود في أعرافنا المعمارية، ولم تحتاج المحكمة نصف القبة تلك ليجلس تحتها القضاة، ولكنها أرادت أن تهب المكان قدسية القضاء الموحي بنزاهته، فأختارت شكلا فيه رمزية روحية،مقتبسة من رمزيات الشرق وأعراف القرابين والتضحية والمذابح في المعابد الأولى.وهكذا فلا جديد في البازيلكا، حينما تقمصتها الكنيسة.
احتفظت الكنيسة باسمها الآرامي(إكنوشتو) اي المحفل أو مكان التجمع، وهو مصدر الكلمة الفرنسية والإسبانية (إيكليس)،وهي نفسها (القليس) التي أشادها إبرهة في اليمن والتي لا يزال لها موضع ضامر. وتتألف الكنيسة المشرقية في الشام ومصر والعراق بوجه عام من ثلاثة اقسام رئيسية تساير محورها الطولي، كما في كنائس المدائن،ويقوم بالجهة الشرقية المذبح أو المحراب(الطرنوس-ألطار)، ويعلو المذبح بدرجة عما يتلوه، ويدخل إليه من قسم آخر يجاوره، والمذبح مصطبة يقف عليها الكاهن،ويسمى المذبح والمصطبة معا بـ(قدس الأقداس)، و(القنكي) قسم من الكنيسة يلي المصطبة،وهو دونها إرتفاعا بدرجة واحدة أو أكثر.وكان الشماسة(القسسة) يقفون على جانبي القنكي الذي يغلق بباب خاص، حيث يتصل بـ(البيم Bema) ويخرج منه قارئ الرسالة. ويلي القنكي القسم الذي يسمى (القسطروم)،وفيه يقف الشماسة القارئون،ويتصل به من منتصف نهايته مجاز صغير يسمى(اشقاقون)،يؤدي الى (البيم)،وهذا الطريق يسلكه الشماسة ذهابا وإيابا.ويلاصق القنكي من جهة اليسار (بيت العماد) الذي تتم به مراسيم التعميد(التغطيس)([4])،وهو طقس سومري قديم وطا الصابئية و المسيحية دون عناء.
أما الدير فهو مجمع ديني مسيحي و يعني البيت الذي يتعبد ويقطن ويتعايش فيه الرهبان. والكلمة واردة من كلمة (دار) السامية، والجمع أديار والديراني صاحب الدير ويقال دير وأديار وديران ودارة ودارات وديرة (مازالت تستعمل في الجنوب العراقي والجزيرة والخليج ). وجاء الدير جاء بالفارسية بما يعني القبة .وربما تكون الوظيفية المعمارية للدير ،وكذلك مسقطه ونظام بناءه ،قد أسترسل في العمارة الإسلامية بما يخص الربط و الزوايا والخانقاوات والتكايا وبيوت الصوفية التي اختصت بإقامة المنقطعين من الزهاد،والمرابطين في الثغور. وقد وردت أسماء كثير من المدائن والمواقع مثل دير الزور ودير قني.
والدير مجمع ديني يشمل كنيسة وحجرات إقامة الرهبان وأماكن الخزن وحوش يستثمر بإنتاج الغلة، ويحصن بشكل يمنع عنه السراق .وقد أنتقل تقليده الى الغرب وسمي (منستير monastery) ، ونجده عند الشرقيين الارذوكس والغربيين الكاثوليك على حد سواء. وهو ما أوحى تباعا أن يحاكى في مبنى (الزاوية) الصوفية الذي تحولت تسميتها غلى خانقاه ثم تكية عند العثمانيين إبان ازمنة الإسلام. والرهبانية، طريقة في العبادة تنفرد بها المسيحية عن باقي الأديان السماوية، ومنعطف قوي في هذه الديانة، وهي سيرة من سير العبادة، ويمكن تلخيصها، بعشق ذات الله والتفاني من أجله واعتبار الحياة الدنيوية شيئاً زائلاً بالنسبة إلى الحياة الأبدية. وعمومًا فإنه يوجد نوعان من الرهبنة، الرهبنة التشاركية حيث يقيم مجموعة من الرهبان في دير والرهبنة النسكية، حيث يتنسك الراهب منفردًا في صومعة لا يخرج منها في الحالة العامة، وقد توسعت مهام الرهبان في العصر الحالي لتشمل التعليم والتدريس. فقد روى تقي الدين المقريزي،بأنه عند دخول عمرو بن العاص إلى مصر قابله فيها سبعون ألف راهب، فكتب لهم أمان.ولجأ النصارى الأوائل الى المغاور وأطراف الصحارى وأجراف ورؤوس الجبال للتخفي والحماية والإنقطاع. وكانت الكهوف أولى مساكن الرهبان والمنقطعين والمتأملين . وأحتفظت الأديرة بمواضع إنقطاع الصالحين الأوائل. ويرصد فرق بين دير الرهبان(monastic ) والأبرشية ( parochial) حيث الأولى لم تكن تدخلها النساء،وهكذا حكم الأمر وضيفيا على مساقطها المعمارية. ويكمن الفرق كذلك في وجود بعض المباني الملحقة بالدير.
وثمة غموض يحيط نشوء المسيحية الاولى وأقطار إنتشارها ،التي نسب للغرب بسبب هجرة الحواري بولس من فلسطين الى سورية وآسيا الصغرى وشرق البحر المتوسط واليونان وإيطاليا. ولم تكشف طبيعة التوجه المعماري لها في بداياتها لقلة مصادرها المدونة. .ولم تاتي المسيحية بجديد بهذا المسعى ،وأتخذت خطا زاهدا متقشفا ولم نجد إشارات صريحة للمنهج الحضري والمعماري أوالحث على الفنون، وبحسب ابن حزم الأندلسي نقلا عن أقوال النبي عيسى (ع): (الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تبنوا عليها) ([5]). أما العمارة المسيحية التي وردت وتصاعدت تباعا فلم تقتفي تعاليمه.وثمة كشوفات ترد أخبارها عن كنائس زاهدة، فلم يكن النصارى الأولوين اصحاب جاه وحضورة ومقتدرين بإنشاء الاوابد والصروح، ولم يكن القديسين يدعون إلى تأليه وبهرج طقوسي مثلما كانت آلهة اليونان والرومان، التي شيدت لها المعابد الكبيرة من أجل حفظ العطايا السمينة التي قدمها الملوك والخاصة والعامة.فالغرض من إنشاء الكنيسة المسيحية كان إيواء نفر من المؤمنين النصارى من أجل التذاكر والتناصح والتعبد والتخشع والتأمل ، والصلاة لألهة محسوس لا ملموس. ويمكن أن تكون البيوت النائية والمنعزلة التي حوت تلك التجمعات دون بناء خاص هي الكنائس الاولى،بعدما أندثرت ودرست وعفى عليها الزمن. ولم يحدث ان أخذت المسيحية قسطها من حرية العبادة إلا بعد مرسوم ميلانو عام 313م. وفي عام 326 م اعتنق الملك الروماني قسطنطين المسيحية ،وجعلها الدين الرسمي للدولة.وهكذا فأن أوائل الكنائس الصرحية لا يرجع تاريخها الى أقدم من ذلك التاريخ.
رابط المقال على جريد الصباح البغدادية
http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=73271
[1] . النصرانية جاءت من لقب عيسى المسيح(ع) بالناصري،نسبة لمدينة الناصرة، وسمي في الغرب (نازاريت Nazareth) وحتى (لازاريت ولازارLazaretto- Lazar).
[2] . كما هو حال الكنيسة الإنجلية (إنكليكانية)، التي تلعب في السياسة أكثر من الدين،و تبشر بإعادة بناء هيكل اليهود، أكثر من التبشير بأخلاق عيسى المسيح وسماحته.
[3] سورة الكهف-الآية 110.
[4] شريف يوسف –تاريخ فن العمارة العراقية في مختلف العصور-بغداد 1982-ص 502.
[5] إبن حزم الأندلسي أديب وفيلسوف توفى عام 456هـ-1063م. وقد ورد ذلك في طوق الحمامة.