العطش غريزة , وسلطان الغريزة على الانسان شديد كما يقول العلماء لان الانسان عرف أول ماعرف الغرائز فهو يجوع ويعطش وبعد ذلك بزمن ينضج العقل فيعقل الغريزة ويمنعها من أن تشتط خارج المنطق وما عرفته النفس اول مرة يكون سلطانه عليها قويا.
ان ثلثي الارض ماء ,وثلثي الانسان الذي يدب على الارض ماء .وهذا من التناظر في الحقائق الكونية وثلثا الماء في الجسد البشري موجود في داخل الخلية والثلث الآخر نجده مابين خلية وخلية ساكناونجده في الدم جاريا وعندمااقول الماء فانني أعني السائل
لافعالية حيوية لامعادلة كيميائية تتم في الجسد دون وجود الماء ,الماء يدخل في تركيب العصارات الهضمية ,الماءيرطّب الجهاز التنفسي , ,وزن الدماغ كيلوغرام ونصف فتخيل انّك تحمل على راسك هذا الثقل وانّك لتحمله حقّا لولا أنه يطفو على ماء
فيصبح أقل من سبعين غراما ,الماء يحتفظ بحرارة اجسادنا بين الحد الاعلى والادنى, في الماء مواد مناعية تقاتل الوافد من المكروبات والاجسام الغريبة وتستجوب الهواء الذي يدخل والطعام وتجرده من اسلحته وتقارع دوننا افتك الجراثيم دون ان نسمع صوتا اواطلاقة ,الماء بريد الرسائل داخل الجسم التي يتم التفاهم بين اقصى نقطة واقصى نقطة فيه من خلاله وفي النهاية نحن نتكاثر بالماء وماء رجل واحد هو سيدنا آدم تمخض عن هذه المليارات التي ملات الازمان والامكنة وخرقت الجو ومخرت الماء واختلفت الواتها والسنتها ومازالت تتكاثرفاي دور خطير للماء ان يكون ذلك كلّه من ماء رجل واحد في لحظة واحدة. دائما ثمة حد أدنى وحد اعلى من الماء في جسم الانسان فاذا نقص الماء وجفّ الفم أصدر الدماغ ايعازا
بالشعوربالحاجة الى الماء وهذا -كما أرى -حنين الى كل هذه الوظائف التي يؤدّيها الماء ..دائما ثمّة حد أدنى وحد أعلى للماء في الجسد البشري وآلية الحفاظ على الماء ضمنهما في الجسد تنمّ عن عظمة الخالق ولست بصدد شرح الالية التي ربما شرحتها في مقالات سابقة ولكن اقول اننا اذا كنا نتناول الماء شرابا وطعاما ونستحصل عليه من التنفس فاننا نفقده في الادرار والخروج والتعرق والتنفس فالتعرق مثلا يقفل صنبوره طرف من الجهاز العصبي اللارادي
ويفتحه الطرف الآخر وفي الحر الشديد نكون بحاجة الى الاحتفاظ بدرجة حرارة اجسامنا التي لايمكن ان تعمل اعضاؤنا دون ان تكون بين حدها الاعلى والادنى فنحتاج ان ينفتح صنبور التعرّق بالقدر الذي يضمن هذا الاحتفاظ في الوقت نفسه يرسل الدماغ عبر الجزءالخلفي من الغدة النخامية هرمونا يأمر الكلية بعدم طرح الماء في البول وهكذا يبقى الجسد محتفظا بالماء في النسبة المقرّرة له التي يستحيل على أعضائه اداء وظائفها دونه ,في رمضان نحن نضع الجسد في حالة طارئة ونجعل العطش يبلغ منه مبلغا يستفزكوامن عبقريته التي اودعها فيه خالقه للاحتفاظ بالماء تبارك الله الذي خلق الماء في الارض وفي أجسادنا والذي انزله من السماءواجراه في
السحب والانهار والبحار وفي اجسادنا والذي خلق العطش حنيننا الطاغي الى الماء كلما قلّ, تبارك الله احسن الخالقين الذي جعل من الماء كل شيء حي والهمنا ان نعي ذلك وجعل من رمضان برهانا ساطعا على ذلك
العطش غريزة
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا