عقيل الموسوي
جلالة وفخامة وسمو ملوك ورؤساء وامراء الدول العربية .. السلام على من اتّبع الهدى وبعد … همسةٌ خفيفة من مواطنٍ في مكانٍ ما من البلد الذي يستضيفكم رغم انكم جاحدون ضيافته .. همسةٌ من مواطنٍ يأمل أن تلتقط ذبذباتها أجهزتكم الأمنية ومخابراتكم التي تلتقط دبيب النملة حين يكون الامر ضدّكم لتسمعوا رأيه فيكم .. مواطن لا يأمل أن ينال من خيركم ( أن كان فيكم خير ) بقدر ما يرجو أن يتقي شروركم وهي ما أكثرها والعياذ بالله .. مواطن تغيّرت القابه وصفاته في نظركم , فقد كان الحارس الأمين والبطل الشجاع حين واجه الايرانيين نيابة عنكم وتنفيذا لأجنداتٍ كنتم عرّابها فكان كمّاشة النار التي احرقتها مخططاتكم الخبيثة وما حملتم من أحقاد طائفية بغيضة .. ثمّ صار غازٍ بربريٍ حين أنقلب كلبكم المسعور ضدّكم , ليصبح بعدها الطريد الأجرب الذي أغلقتم بوجهه أرضكم وسماءكم .. برّكم وبحركم حتى امتلأت بأشباحه أقطار السموات والارض الّا أقطاركم ودولكم .. لتكتشفوا فيما بعد وحين أستعاد وعيه ومنّ الله سبحانه وتعالى عليه بالعافية أنه رافضيٌ وصفويٌ محصور بين الكفر والتبعية للأخرين , فلم تمهلوه يلتقط انفاسه حين أبرحتموه ضرباً وقتلاً وتفخيخاً وأبحتم قتله وأنتهاك حرمته عبر فتاوى سماسرة العهر الذين البستموهم جلباب الدين .. هذا المواطن الذي أختلفتم في الحضور الى خيمته التي وسعتكم حين ضاقت بكم الارض بما رحبت وأظلّتكم حين أحرقكم حرّ الهجير وأطعمتكم سفرته حين خوَت بطونكم وأنقذتكم صولاته حين كنتم تحت مرمى السهام وأناركم فكره وهداه حين كنتم لا تفقهون أبجديتكم وأنتم تنتعلون الرمال وتسيرون خلف الجِمال .. لم تختلفوا في الحضور الى بيته لأسباب أمنية وكما صرّح بذلك وزير خارجية آل سعود ألذي ينفث سمومه وهو يترنح برأسه كالمروحة المنضدية .. وأشهد أنه صادق فيما صرّح به لأني على علمٍ كما أنه على درايةٍ بأن من يربكون الوضع الامني ويعيثون في البلاد تفخيخا وتفجيرا أنما هم عصبة تابعين له جاءوا بالأفك وشرٍ مستطير وبأمكانه أيقاف ذلك بأيعازٍ منه الى أحد ذيوله متى ما يشاء , ولكنه شاء ان يتعالى عن الحضور الى القمة كما تعالى خائن الحرمين وولي عهره وأكتفوا بسفيرٍ لهم جعلوه نظيراً ” للقادة ” العرب , ولكن سبب الأختلاف كما جاء في نفس التصريح متعلق بموقف العراق من ايران .. وكأنه يحاول أعادة عقارب الساعة الى الوراء ليعمل من العراق كماشة نار جديدة .. لا يا معالي الوزير فما عاد العراق محكوما بأذنابكم كي تسيّروا أبناءه لمحرقةٍ أنتم أولى بها منهم صليّا .. وأذا كنتم على خلافٍ مع ايران فأنها هناك في مكانها باقية وأنتم تملكون من المال والعدة والعدد والاصدقاء ما لا تمتلكه دولة الفسق والفجور فهبّوا عليها وأنتم أبطال الهيجاء .. ألستم أحفاد عمر وسعد والقعقاع ؟ فلماذا تريدون من الرافضة الكفرة مواجهة أيران من أجل أعلاء كلمة الدين الذي أنتم رجالاته وبه تؤمنون ؟ ولماذا تريدون من الفرس الصفوية مواجهة أيران من أجل أعلاء كلمة العروبة التي أنتم أبناؤها وأليها تنتمون ؟ لا أدري لماذا تطلبون منا ما لا تطلبونه من أنفسكم .. لا أدري لماذا تذكرون الجزر الاماراتية الثلاث وتنسون الجزيرتين السعوديتين صنافير وتيران !؟ تذكرون عربستان وتنسون الاسكندرون ! تشجبون التدخل الايراني ( الذي اشجبه أنا ايضا ) وتنسون التدخل التركي ! اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون ؟ ما يريد قوله هذا المواطن هو أمران ألأول أنه غير مقتنعٍ بأنكم ستقدّمون حلولاً لمشاكله وذلك لأنكم سبب كل المشاكل بل أنتم أصل المشاكل وفرعها ومعدنها وميراثها لديكم ومصدرها منكم فأنّى لكم حلّ أنفسكم ياترى , والأمر الثاني أنه أعجبه تصنيفٌ طريفٌ للوزير والشاعر البحريني الراحل يوسف الشيراوي والذي صنّف فيه العرب الى اربعة أصناف وهم عرب العز وعرب الرز وعرب الهز وعرب الطز وكان يقصد بهم وعلى التوالي العرب المقيمين في الخارج وعرب الخليج وعرب الشام ومصر وعرب المغرب العربي وقد أكتشف هذا المواطن ان التصنيف جاء ناقصا من صنف خامس يتكون من ثلاث شرائح تعاضد بعضها البعض لتكوّن مثلّثاً تشكلون فيه أنتم شريحة الحكام والسياسيين العرب زاوية هرمه العليا فيما يشكل التجّار الذين يعملون سماسرة لديكم أحدى زاويتي قاعدته بينما تتشكل الزاوية الاخرى من شريحة هي الاخطر وهم أولئك الذين وسموا أنفسهم بـ ” رجال الدين ” .. اولئك الذين امتهنوا الدين لأغراضٍ نفعية او سياسية او تجارية فراحوا يرفدون المجتمع بفتاوى مسلفنةٍ ( والسلفنة هنا تحتمل الوجهين وهما التغليف والسلفية ) ومجتزأةٍ حسب هوى الحاكم هذا وولي الامر ذاك بل اصبحت تلك الفتاوى مرهونةً بظرفي المكان والزمان والتوجهات الطائفية والعرقية والاثنية وقد أطلق هذا المواطن تسميته على هذا الصنف بعد دراسة وتمحيص وبما لا يتعارض مع السجع الوارد في التصنيف وبما لا يسلب حقهم من تسميةٍ تتناسب مع ما يملكون من خصال … أنهم العرب الأدب سز