صائب خليل
لقد كانت هذه قناعتي دائماً، ولكن وحتى قبل فترة وجيزة سبقت انتصارات الحشد الشعبي الأخيرة لم أكن أشعر أني استطيع أن أقنع إلا القليل بهذا الأمر. الآن تغير الحال، ومنحنا الحشد الجرأة على الكلام ودعم اقتناعنا وقدرتنا على الإقناع، بأن العراقي ليس طائفياً أكثر من غيره، بل ربما أقل.
من المهم قبل البدء، أن نميز بين ثلاثة: “الطائفي” و”المروج للطائفية” و “الخائف من الطائفية المقابلة”. وهذا ليس سهلاً لأن الثلاثة يتكلمون بطريقة متشابهة جداً فيراهم الناس “طائفيون”. لكن لنلاحظ أن “المروج للطائفية” قد لا يكون طائفياً أبداً، بل لا يكون كذلك غالباً، وإنما هو مجرد شخص مستفيد من طائفية غيره، مثل الغالبية من السياسيين في العراق اليوم، وكذلك عملاء أميركا وإسرائيل المكلفين بترويج الطائفية. و”مروج الطائفية” أخطر من الطائفي بلا شك ، لكنه ليس طائفي ولا يصح وضعه في خانة الطائفية ومعاملته كطائفي لأن علاجه ليس كعلاج الطائفي، فهو “منيع” على التعليم والنصح والتربية. لكنه يوضع في خانة العمالة الخطرة التي تنفذ ما يراد منها أو ما تمليه عليه مصلحته، فقد تجده غداً يتكلم بطريقة مختلفة تماماً.
كذلك فإن “الخائف من طائفية المقابل”، ليس بطائفي بالضرورة، لكنه يتصرف بتحيز طائفي لأنه يعتقد أن الطائفة الأخرى تتحيز لأفرادها وهو يسعى لموازنة الظلم الذي تسببه الطائفية المقابلة، أو هو يحتمي بطائفته خشية أذى الطائفي المقابل، ويسارع إلى تصديق الأخبار المناسبة لطائفته وترويجها ويتجاهل المعاكسة ولا يصدقها ولا يتعاطف مع الطائفة الأخرى بسهولة. وهذا ايضاً لا يصح أن تتعامل معه كطائفي، ولا فائدة من دعوته لـ “نبذ الطائفية” لأنه لا يشعر أنه طائفي، إنما يجب طمأنته أن المقابل ليس طائفياً!
والحقيقة اني وجدت الغالبية الساحقة من العراقيين هم من هذا النوع. لقد أوصل الإعلام المدسوس للعراقي أن “الآخرين” طائفيين، فصار الجميع خائفاً من طائفية المقابل، ولذا يحتمي بطائفته ويتحيز لها، ويتصرف بما يوحي بأنه طائفي وهو ليس كذلك! وهذا التصرف يخيف المقابل بدوره ويدفعه إلى الطائفية!
معدن الإنسان في الصعوبات: عثمان والحشد
كيف عرفنا أن العراقي ليس طائفياً؟ يقال أن معدن الإنسان يظهر في الملمات والمواقف الصعبة، فما الذي تكشفه اللحظات الأكثر صعوبة في العراق؟ على جسر الأئمة الذي خططوا له يكون رمزاً لعلاقة مريرة بين الشيعة والسنة على جانبيه، قذف عثمان ورفاقه بأنفسهم إلى الموت دفاعاً عن الشيعة. والقى ضابط سني بنفسه على انتحاري ليستشهد به وينقذ موكب زوار الحسين. وهاهم فتية الشيعة يلقون بأنفسهم في فم الموت دفاعاً عن السنة ومدنهم وشرفهم! ورغم ورود أنباء عن بعض الخروقات، إلا انها حتى إن صحّت، فالنتيجة النهائية العامة تعتبراً نصراً اجتماعياً ساحقاً لا يقل أهمية عن الإنتصار على داعش وسحقها، حيث تمكن ابطال الحشد الشعبي بتصرفهم النبيل والشجاع، تمييز البريء عن المذنب، رغم أن “النبل” خطير ومكلف أحياناً في مثل هذه المواقف، لكنها البطولة مع انضباط النفس الذي أوحى به أمثال حسن نصر الله، إلى كل من يستوحي منه وطالب بها السيد السيستاني كل من يتبعه، حينما قال: “من استولى على مال الناس فإنما حاز قطعة من النار ..” واوصى أتباعه بالناس خيراً.(1)
كانت نتائج الحشد رائعة على كل الأصعدة، وقدمت انتصاراً لمن لم ير انتصاراً منذ زمن طويل، وأملاً لشعب كاد يفقد الأمل. وما إن بدأت العمليات واطمأن السنة إلى مصداقيتها، حتى شاركوا بها، فانضم نحو 250 سنيا من بلدة العلم الى “عصائب اهل الحق، وازدادت الأعداد لتبلغ 10 آلاف مقاتل. .(2)
وبينما كان الشيخ أحمد الكبيسي يدين داعش بأشد التعابير قسوة، طمأن محافظ صلاح الدين الحشد إلى مساندة العشائر لهم وعدم وجود حاضنة لداعش. .(3)
وانتشرت على صفحات اليوتيوب والفيسبوك أفلام وأخبار لا تعكس البطولة الأسطورية فقط، بل وايضاً الأخلاق النبيلة لأبطال الحشد الشعبي ولقاءاتهم التاريخية التي لم يعرفها العراق منذ 2003، بل ربما منذ تأسيسه! وقد أسهمت هذه الأخبار والأفلام في تحصين الناس ضد الدعايات المضادة والتحريض المحموم من قبل السعودية والأزهر وغيرها من توابع الموساد التي جن جنونها، والمسؤولين الأمريكان الذين استعر “قلقهم على السنة” فجأة، ومنهم الجنرال بتريوس.(4)
وحين نشرت افلام عن منازل محترقة، أوضح مجلس صلاح الدين أنها تعود لداعش.(5) ودعت “جماعة علماء العراق” الأزهر إلى التحقق من معلوماته.(6) وأدان الشيخ عدنان العاني الأكاذيب بحق الحشد الشعبي،.(7) وأعلنت النزاهة أنها “تأكدت من عدم ارتكاب الحشد الشعبي أية خروقات في صلاح الدين”.(8)
الإتصال المباشر
لقد أتاح الحشد الشعبي للشيعة والسنة أن يلتقوا وجها لوجه وليس من خلال شاشات التلفزيون المسمومة، ذلك الإلتقاء الذي كسر الحاجز بينهما، فتكلمت الناس المكلومة بقلوبها وتحطم السحر واكتشف كل من الطرفين بان “الآخر” يشبهه .. لا يختلف عنه.. ليس “له ذيل” ولا هو “مجوسي” ولا “داعشي” يدرب أولاده على كره آل البيت. ولم يكن هذا ممكنا حين فرض على كل منهما أن يعيش بعيداً في مدينة مختلفة أو في حي مختلف. وكان ذلك مقصوداً وضرورياً لكي يسهل نسج الأكاذيب عن “الآخر” العجيب الذي لا يشبهنا ولا يهمه في الدنيا سوى قتلنا! ولهذا السبب قام الإحتلال وعملاؤه بفصل الناس عن بعضها في حملات التهجير المعروفة بحجة الطائفية. وكذلك تم فصل الطائفتين عن بضعهما البعض إعلامياً فخصصت كل قناة لجهة ما، وتمكن الإحتلال بذلك من خلق قصة مختلفة وتفسير مختلف لكل حدث لكي لا يتفقا على شيء، وقد كتبت عن ذلك مطولاً.(9)
لا يستطيعون الجهر بالطائفية
قلنا أن الحشد كشف الحقائق، لكن العراقيين لم يكونوا طائفيين في طبيعتهم حتى قبل الحشد. ودليلي على ذلك انه لم يستطع أحد حتى الآن، حتى من مروجي الطائفية المكلفين بذلك، أن يدعوا علناً إلى اخلاق طائفية، بل يلجأ هؤلاء دائماً إلى الطرق الملتوية للدعوة المستترة إلى الطائفية، مع الإدعاء دائماً بأنه ليس طائفياً! لماذا؟ لأنه يعلم أن العراقيين لا يتقبلون الطائفية! يجب أن نعلم أن هذا ليس حال الشعوب الطائفية او العنصرية. ففي إسرائيل تلقى الطائفية (العنصرية او الدينية) رواجاً شعبياً كبيراً، وتكون الدعوة إلى التحيز لليهود صريحة وتصويرهم أرقى وأذكى وأشجع من الآخرين، وأن من حقهم الإستيلاء على ارضهم وممتلكاتهم، ولا يحتاج دعاتها دائماً إلى إخفاء نواياهم. والدليل الأخير هو فوز نتنياهو، أحد الأكثر تعصباً وجنوناً من بين المرشحين الأساسيين! وكذلك كان حال النازيين.
الشيعي ليس طائفي بطبيعته، لماذا؟
الأفكار القومية والعنصرية والطائفية لا يمكن ان تنشر خلسة على مساحة واسعة وبالتالي فأن ما هو معلن هو ما يزدهر. وهذا يعني أن الشيعي الذي يستقي مفاهيمه وأخلاقياته من مبادئ السيد السيستاني أو الخامنئي أو الوائلي أو حسن نصر الله أو اي من مراجع الشيعة الكبار، لا يستطيع أن يكون طائفياً براحته وبانسجام مع مبادئه. ومهما آذته الظروف فإنه ينتظر بلهفة اللحظة التي يتبين له فيها ان المقابل يحترمه ويعامله بالمساواة، لكي ينبذ اية مشاعر طائفية تنامت في داخله. ولذلك فأن السيد السيستاني قد لعب دوراً لا يمكن تقديره في ردع الطائفية عن النفوس حين وقف بوجهها في اللحظة الحرجة عام 2006 أو حين قال قولته الخالدة في لحظة حرجة أخرى: السنة هم أنفسنا! إن هذا وحده يكفي أن يجعل العراقيين بكل طوائفهم، وبشكل خاص سنتهم، مدينين للسيد السيستاني بالكثير وببقاء وطنهم حتى اليوم.
السني ليس طائفياً بطبيعته، لماذا؟
ليس للسني مرجعيات تردعه عنه الطائفية بالقوة التي لدى الشيعي. ولكن ليس للسني أيضاً عنصر مهم من تاريخه أو مفاهيمه يمكن استخدامه لدفعه إلى الطائفية. فليس هناك مجال للإدعاء بأن الشيعة أضطهدوا السنة مثلاً، والإضطهاد أهم محفزات الطائفية. ومن ناحية أخرى فليس لدى السنة في تراثهم قصص تثير مشاعرهم ضد رموز الشيعة، بل تحظى تلك الرموز بالإحترام كما تحظى رموز السنة ذاتها. وحتى عندما يهاجم شيعي رمزاً سنياً مثل عمر، فأن السني لا يجد نفسه قادراً على “الإنتقام” بهجوم مقابل ضد علي أو الحسين، لأنهم رموز له أيضاً، فيجد نفسه في موقف حرج ولا يمتلك سوى ان يتألم صمتاً، أملاً بتغير هذا الحال. لذلك لم نشاهد أي من دعاة الطائفية بين السنة قد تجرأ على التهجم على الرموز الشيعية علناً وبشكل صريح. ولذلك أيضاً تجد أن دعاة الطائفية يلجأون إلى تحويل الهجوم إلى إيران وإخافة الناس منها كدولة (كما فعل العلواني)، ثم اتهام الشيعة بأنهم يتبعون إيران، او يلمحون إلى أنهم “مجوس” أو يوجه الهجوم إلى “الطائفيين من الشيعة” أو “ساسة الشيعة” الخ.
النقاط الموحدة تحرج دعاة الطائفية
ويتسبب هذا الموقف السني التاريخي بإحراج أيضاً للمكلفين بإثارة الطائفية بين الشيعة أيضاً. فنجد الشيخ المتشيع الراحل حسن شحاته (والذي أجزم بانه أحد مجندي الموساد المخترقة للأزهر) يجعل من نفسه أضحوكة حين يحاول أن يشرح لمستمعيه من الشيعة بأن هناك “عليان”…”دا علي مش بتاعنا، دا علي بتاعهم همه”! وهو ذات الأسلوب الذي حاولت ذات الجهة به أن تشرح أن للسنة والشيعة قرآنان مختلفان! وقد طمأن العديدين من الشيعة ومن بينهم السيد حسن نصر الله، السنة بأن ليس هناك أي قرآن آخر وأن قرآن الشيعة هو ذات قرآن السنة وليس فيه حرف واحد مختلف! كذلك امتنع حزب الله عن استعمال “آذان الشيعة” وتركه موحداً. وقام أفراد الحشد الشعبي بوصية من السيستاني بإنزال الأعلام الفرعية التي يخشى أن تفهم كطائفية، والإكتفاء بعلم العراق لوحده.
عبقرية الخبث: “عبد الزهرة” وغيرها من الدراسات
قد يأخذ الهجوم الطائفي تمويها عبقرياً لإيصاله إلى عقل غير طائفي. فعندما هتف شخص مشبوه في ساحة الإعتصام في الأنبار بأنهم لا يريدون “عبد الزهرة” بينهم، بدا للشيعة وكأنه يرمز إلى رفض الشيعة. أما الحقيقة فهي أن هذا المروج، يستند إلى أن أسماءاً مثل عبد الزهرة وعبد الحسين وعبد علي، تعتبر مرفوضة لدى السنة على اساس أن العبادة يجب أن تكون لله وحده، وبالتالي فأن التسمية التي تشير إلى غير ذلك مرفوضة من وجهة النظر هذه. وهذه ليست سوى نقطة فقهية يجوز الإتفاق والإختلاف فيها، فهل أن التسمية تعتبر تعبداً بالفعل أم لا؟ هل يذهب “عبد الزهرة” بالفعل لعبادة “الزهرة”؟ لا طبعاً. في كل الأحوال فأن رفض السنة موجه للإسم وليس لصاحبه وبالتأكيد ليس باعتباره “شيعياً” ولو أن ذلك المدسوس هتف بأنه لا يريد “عباس” أو “الحمزة” أو “الحسين” بينهم، لاستهجنه الناس أو ضحكوا منه، رغم أن هذه الأسماء أكثر انتشاراً بين الشيعة من “عبد الزهرة”. لاحظوا هنا العبقرية التي اتسمت بها تلك الحركة، وما تعنيه من الجهد العلمي لدراسة الإختلافات بين الشيعة والسنة في العراق ودقة توجيه الضربات إلى وحدتهم دون أن تثير حفيظتهم أو تشعرهم أنهم يتصرفون بطائفية يرفضونها في داخلهم!
في الفلم الإرهابي على الطريق السريع،(الذي كشفت أنه فلم تمثيل مزيف في مقالة سابقة) حيث ينادي الإرهابيين أحدهم باسم “أبو عائشة” ويكرر ذلك! فهل تتصورون أن هذا الرجل بالصدفة لديه بنت إسمهاعائشة، ام أن اختيار الإسم تم خصيصاً لاستثارة المشاهدين الشيعة ويقول لهم: هؤلاء هم أعداءكم، وقد كانوا أعداءكم منذ القدم ولا شيء يغير هذا العداء؟
تزوير النت
في آب 2013 قمت بمبادرة ضد المد الطائفي فكتبت ” حملة تواقيع – السنة يعلنون تبرؤهم ممن يرتكب العنف الطائفي”.(10) ووضعتها على موقع “آفاز” المعروف لجمع التواقيع تحت عنوان “السنة يطالبون الوقف السني إعلان تبرؤهم ممن يرتكب العنف الطائفي”.(11)
كانت النتائج منخفضة بشكل غير معقول ولا يمكن تصديقه لمثل هذه الحملة. وانتبهت أكثر من مرة أن الأرقام على الموقع تصعد رقماً ثم تهبط رقماً! وتصورت أن هناك خللاً في النت أو أن البعض يوقع ثم يسحب توقيعه، رغم أني شككت بأن في الأمر لعبة، فهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مقالاتي على النت إلى التخريب.
عرضت مشكلة قلة الأصوات على صديقي لطيف علو وطلبت مساعدته، وكانت الحملة تمثلا تحدياً مع مجموعة من القراء والكتاب على موقع “عراق القانون” (الذي فهمنا لاحقاً أنه موقع إسرائيلي آخر)، فقال لطيف أنه يستطيع وحده جمع أكثر من هذا الرقم بكثير، لكن الرقم لم يزدد إلا بضعة أصوات فقط! فسألته أن يتصل بمن راسلهم ففعل وعاد يقول لي أن عدد الذين تكلم معهم فقط وأكدوا له القيام بالتوقيع شخصياً إضافة إلى تحويلهم الإيميل لكل معارفهم، كان أكثر من عدد التواقيع التي أضيفت إلى الإستفتاء!
أخبرني أنه لا حيلة لنا في الأمر، وقال: “النت من أجهزتهم وهم المسيطرين عليها وعلينا أن نقبل بواقع الأمر!”. فكرت أن أكتب للناس شارحاً الموضوع، لكني توقعت أن الجانب المقابل سيفسره على أنه محاولة تهرب من الإعتراف بالهزيمة.
ما ذكرّني اليوم بهذا أني قرأت قبل أيام مقالة عن تزوير نتائج الإستفتاءات التي تقام على النت بواسطة وكالة تجسس بريطانية تدعى (GCHQ) و فرعها (Threat Research Intelligence Group (JTRIG),) والتي طورت أدوات برمجية لحقن النت بمعلومات خاطئة، وتقوم بتزوير نتائج الإستفتاءات وتضخيم ارقام زيارات الصفحات التي تريدها وتمنع عرض تعليقات على اليوتيوب وتراقب وتحذف محتويات الفيدو التي تريد حذفها! وقد غطى الناشط “سنودن” في الويكيليكس تلك الإمكانيات بالتفصيل.(12)
والمثير هنا هو إهتمام هذه المؤسسات أو أمثالها بدعوتنا للسنة للتبرؤ من العنف ضد الشيعة! وهو ما يدل أولاً على الإهتمام الشديد بالطائفية التي تخدم مشروعهم ورعايتها والحرص على إدامتها وتنميتها وإزاحة كل ما يمكن أن يكشف للناس زيفها. وهذا الإهتمام يدل أيضاً على أن تلك “الطائفية” هشة وفارغة كفقاعة يمكن لمقالة أو حملة جمع تواقيع أن تفجرها! وهو دليل آخر على أن العراقيين ليسوا طائفيين في طبيعتهم بل ربما كانوا من أكثر الشعوب مقاومة للطائفية!
خاتمة
من المؤكد ان العراقي اليوم ليس نقياً من الطائفية كالملاك، ولم يكن كذلك في أي وقت مضى، لكن إن رأينا وتذكرنا الجهد الهائل الذي بذل من أجل غرس تلك الطائفية فيه وتنميتها، فإن عجبنا من طائفية العراقي يتحول إلى العجب من مقاومته لها. فمن الواضح أن من يقوم بتصميمها وإخراج مسرحياتها، يواجه مقاومة داخلية من شعب رافض لها، وهو ما أكدته لنا أحداث اليوم الرائعة. لذلك فعلينا أن ننشر ونثبت هذه الحقيقة ونعيد للإنسان العراقي الإحساس بالكرامة التي حرمه منها من أراد إقناعه بأنه ليس سوى عنصري متوحش، ونعيد رسم صورته في ذهنه أولاً، وفي أذهان الآخرين ثانياً، كإنسان عميق الإنسانية، يستحق الإحترام والفخر.
(1) من وصايا المرجع السيستاني لمقاتلي الحشد : من استولى على مال الناس فإنما حاز قطعة من النار
http://www.albadeeliraq.com/article24696.html
(2) الاعرجي: قدمنا ألف شهيد في محاربة “داعش”
http://www.alalam.ir/news/1685317
(3) محافظ صلاح الدين يبدد المخاوف من وجود “حاضنة شعبية لداعش” بالمحافظة
http://alghadpress.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=27866
(4) بتريوس: المليشيات الخطر الأكبر على استقرار العراق وليس “داعش”
http://www.iraqicp.com/…/sec…/news/26412-2015-03-21-10-00-22
(5) مجلس صلاح الدين: المنازل التي أحرقت تعود لعناصر داعش
http://www.alalam.ir/news/1684404
(6) جماعة علماء العراق تدعو الأزهر الشريف الى التحقق من المعلومات عن الحشد الشعبي
http://www.akhbaar.org/home/2015/3/186773.html
(7) الشيخ عدنان العاني يدين الأكاذيب بحق الحشد
(8) لجنة النزاهة تقول إنها تأكدت بعدم ارتكاب الحشد الشعبي اية خروقات بصلاح الدين
http://www.iraqicp.com/…/sec…/news/26326-2015-03-18-14-07-07
(9) صائب خليل: كيف تصمم “قصة شيعية” و”قصة سنية” لكل موضوع؟
http://almothaqaf.com/index.php/qadaya2014/86678.html
(10) حملة تواقيع – السنة يعلنون تبرؤهم ممن يرتكب العنف الطائفي
http://www.alnoor.se/article.asp?id=214091
(11) السنة يطالبون الوقف السني إعلان تبرؤهم ممن يرتكب العنف الطائفي
https://secure.avaaz.org/en/petition/Sunna_denounce_sectarian_terrorism_and_violence
(12) Hacking Online Polls and Other Ways British Spies Seek to Control the Internet – The Intercept
https://firstlook.org/theintercept/2014/07/14/manipulating-online-polls-ways-british-spies-seek-control-internet/