د . علي عبدالحمزه
مع بداية كل عام دراسي جديد ، ينطلق الملايين من أبناءنا الأعزاء إلى مدارسهم يحدوهم الأمل في إبتداء سنة دراسية جديده بأجواء جديدة محسنة عن العام السابق ، كأن يجدوا بنايات المدارس والصفوف والقاعات مكتملة الأعمار ومهيئة بشكل مقبول للتحصيل العلمي بما توفره من أجواء مريحة من كل الجوانب التربوية التي تتضمن المعلم والطالب والمنهج ، والمعلم والطالب جزءان مهمان من هذا الثالوث يكملهما المنهج الذي يُفترض أن يكون قد جهز بشكل نوعي يتماشى والتطور المستمر الحاصل في العالم في كل الجوانب . إلا أننا وللأسف الشديد نلاحظ إن هناك أعمالاً يمكن حسابها أعمال مُربكة للعام الدراسي الجديد ، إذ فوجئنا إن بعض المدارس ومع بداية العام الجديد إبتدأت فيها أعمال الترميم المتضمنة إعادة بناء الأسيجة وقلع وتبديل الأرضيات وبناء قاعات جديدة ، وكل هذه الأعمال تجري مع وجود الطلبة وإنتظام الدوام الرسمي .. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، كيف يتم إلقاء المحاضرات وأصوات الدق ومكائن الحفر مستمرة من بداية الدوام غلى نهايته ؟ وايم كانت مشاريع إعادة الأعمار خلال العطلة الصيفية الفائتة ؟ ألم تنتبه وزارة التربية إلى هذه الأشكاليات ؟ واين كانت منها ؟ وأين التنسيق المُفترض بين الدائرة الهندسية لوزارة التربية ومديرية التعليم العام ؟ وماهي الحلول البديلة لتجاوز هذه الرباكات ظ وماهو دور الأشراف التربوي في هذه العملية؟ وهل اُستشير أم لا ظ والسؤال الأكثر شمولاً لهذه التساؤلات هو .. هل ناقشت هيئة الرأي هذه الأشكاليات وما هو رأيها ومقترحاتها البديلة ؟ هذا الأرباك هو مايتعلق بالأبنية المدرسية ؟ اما الأرباك الثاني فهو الشد خطورة وإيلاماً وتأثيراً ن ذلك هو تغيير المناهج ، وبالذات منهاج اللغة الأنكليزية للصف الخامس الأعدادي الذي كان قد هُيئَ له أن يكون منهجاً جديداً سبق وأن تم تطبيقه وتجريبه العام الماضي على مدارس محافظة المثنى وتم تدريب مدرسي ومدرسات المحافظات الأخرى عليه على أمل تدريسه هذا العام ، إلا إن ما لوحظ إنه تم إلغاء الكتاب الجديد الذي لم يرى النور بعد دون علم المديرية العامة للأعداد والتدريب ودون الأستعانة بخبراءها الأختصاصيين في عملية إختيار مفردات جديدة للمنهج والعمل على إعداد منهج ومقرر دراسي جديد ، حيث تم تكليف لجنة تأليف من إسمين فقط ودفعه إلى المطابع لطبع الأعداد التي يُفترض بها أن تُغطي كافة إحتياجات مدارس العراق ، وهذا يعني عدم الأنتهاء من المنهج الجديد وتوزيعه إلا بعد شهرين على أقل تقدير ، والسؤال هنا أيضاً .. أين كانت اللجنة التي كُلفت بقراءة هذا المنهج والعمل على تجديده … وماذا سيُعطي المدرسون والمدرسات من مادة للطلبة خلال فترة إنتظار وصول المنهج الجديد ؟ وكيف سيعوضون هذا الوقت ؟ وهل سيكملونه ضمن المدة المحددة لأنتهاء العام الدراسي ؟ إن مثل هذه الأرباكات تدعو بلا أدنى شك المواطن العادي أن يفكر في أسباب ذلك ، وبالتأكيد فأنه ومن خلال تراكم خبرته في قراءة صفحات الحياة اليومية للمجتمع العراقي وتقلباته ومتناقضاته التي هي إمتداد للمتناقضات المستمرة للحالة السياسية .. وإنه لايمكن له أن يُرجعها لسباب فنية أو مهنية أو علمية أبداً .. بل سيرجعها إلى أسباب تدخل مدخل الفساد الأداري والمالي ، وعلى الوزارة ومؤسساتها ان تُثبت العكس من ذلك ، ساعتها سيعلن المواطن العادي إعتذاره عن سوء التفسير وسيصفق للوزارة العتيدة وسيلصق صورة مسوؤلها الأول السيد الوزير على باب كل مدرسة حباً وإعتزازا ً .