زينب الخفاجي
ثانية….. تنهضُ مواجعُ الغربةِ المقيمةِ في الذات ،
منذُ ألفِ جيلٍ وجيل
تبحثُ عن ظلها المذبوحِ بالصمت
ثانية …. يعاودها الصمتُ رحيلاً
يحملُ وجهها المفقود في المرايا ..
والصحف التي أغتالت وردَ المدينةِ في صبحٍ مخنوق
ثانية …. يأخذها هوسُ البحثِ عن ظلٍ بديل
يمتدُ ألفُ سؤالٍ نقي …
يتنفسُ آهات المحرومين
يتنفسُ في الأغاني القديمةِ ، ويسألُ أين ظلي
أين تجدُ المتسربَ من شغافِها بين خفقات النصحِ وثنايا العذلِ والعتاب
لاتتناثري كالريحِ فوق أقبيةِ الذوات
تلوحين يدَ السفرِ في الدروب
مخافة أن يذبحَ ظلكِ المذبوح منذُ أول الطوفان
وثانية …. من جديد تغفو على صوتٍ يستبيحُ الحكايا
يسألها من أيقظ الفجر خلسة . .؟
أوه .. أين ظلك ؟
قالت :ـ منذُ أولِ الغربةِ وأنا أبحثُ عن ظلٍ بديل
أريدهُ اليفاً مثل ظلي القديم
قد أختلفُ معه بالطولِ أو العرض
قد يكون أنحف مني أو أكثر سمنة لايهم
.قد لايقدرُ هذا الظل أن يحتمل مشاكساتي
وربما يقدر أن يوقظ أزيز الرصاص ،
وعثوق التمر المنحورة من الوريد
قد يتوجس خيفة مني ..
أنا لاأريد ظلاً مرتبك الخطوات ..
كي لايحدث شرخاً في حياتي
أيها البيوت المسكونة بعويل السرفات
أيها الناس المقيمين في وطنٍ سحقتهُ سنابك الدبابات
أيها الوطنيون على قارعةِ الوهج أو الوهم
أيها المرتشفون من رشقاتِ الموت
من منكم يعيرني ظلاً أتحوقل به …؟
فانا أمراة لاتسهبُ في التفاصيل
أليفةُ الحزنِ أنا،
إبنة التوقد والنور
أريد ظلاً يشبهني ،
يحتويني ،
يحملني عند التعب
:ـ أنت سمينةٌ يا ماما
هذا ما تقوله إبنتاي بعدما سمعتا التفاصيل
لاينفعك ياماما أي ظلٍ غريب
لاينفعك يا ماما أي ظلٍ سوى نصب الحرية …
فاتخذيه ظلاً ولا تستبدليه يا أمي فنضيع