المرأة التي علق الموج ضفائرها في قدميه
ما عادت تركض من هنا
الشاطىء الذي يجلد أصدافه بضفائرها
ما عاد يركض من هنا
الموت شهي لا يبالي بصقيع أنفاسه
يرتدي أزرقه و يغادر على عجالة
ينادي ………
إعقدوا أنشوطتكم واختصروا الطريق نحوي وتعالوا
تغرغر المرأة في احتضار
من أين لطفلي بحليب وكل الأصداف جف ثديها ؟
أيتها السماء …..
يزحف الأزرق نحو دمي
كم جسدا لونتَ اليوم بأزرقك أيها البحر؟
يغرغر البحر في هلع
يلفظ عظاماً نيئة
لم يكن هشا لكن الموج سحب من جبينه طراوته
لم تكن السماء مصغية لارتباك دمه والصدى يناديه
القاع صدأ بما يكفي ليدرك انحناءات عظامكِ اللينة
رأسه يقهقه كلما استفاق الموج على صوت سقوطكِ
يغرغر الموت بثبات
الموت شهي حين تتناولوه جرعة واحدة بلا حياء
إعقدوا أنشوطتكم واختصروا الطريق نحوي وتعالوا
مازال متسعاً أزرقي
عايده بدر
6 مارس 2016
هامش:
الطريق نحو الأزرق
في يوم المرأة ….
لكل امرأة نزحت بأطفالها من الموت في الجبال .. في القرى والمدن المحاصرة … في مخيمات النازحين
فرت من الموت لتجده ينتظرهم في البحر
النص فائز في مسابقة “نص ولوحة” وهو توقيع بالكلمة على لوحتي الفنان الليبي العالمي معتوق أبو راوي