كتبت يوم أمس بوستاً تحت عنوان؛ (العقل الصندوقي أو الأيديولوجي) وذلك بخصوص عقلية الكثيرين الذين يتقوقعون ويتقولبون ضمن صناديق يفكرون بأن كل العالم هو هذا الصندوق، طبعاً كان البوست بالأساس توضيح لفكرة أن تاريخ الطغاة مليء بالجرائم والواقع يكشف حقيقة هؤلاء ولا يحتاج أحدنا لوثائق، فمثلاً لا نحتاج لشهادات لندين ستالين بأنه أرتكب جريمة جينوسايد بحق الكرد في الاتحاد السوفيني، كون الوقائع على الأرض تؤكد بأن هو من قام بإلغاء الحكم الذاتي لهم تحت مسمى “كردستان الحمراء”، بل وقام بتشريد شعبنا هناك وما زال الكثيرين منهم يروي تفاصيل تلك الجريمة البشعة، لكن ورغم هذه الحقيقة التاريخية يأتي من يحاول الدفاع عن ذاك المجرم انطلاقاً من العقلية الصندوقية ومن هؤلاء أحدهم جاء وكتب التعليق التالي:
“لسوء حظك تاريخ منشورك صادف ذكرى معاهدة سيفر…. لو وقت سيفر الكرد كانو متمسكين بالعقل القومي المتقوقع كيف كان يكون هلا شكلون؟؟؟ الايديولوجيات ضرورة من ضرورات الحياة ل اي انسان ببساطة لانها بتحدد توجهو بجميع المراحل و ترافق تطوره اذا كان في حال تطور او في حالة رجعية يعني بكل الاحوال صفة ملازمة و العقل القومي من اشكال الايديولوجيات المتقوقعة إلي انت بتهحم عليها و برأي انت هيك بتضر حالك اكتر مما انك تنفع حالك و تطالع حالك فهمان لانو بالاخير قضيتك قومية بالنسبة لتاريخ روسيا مع القضية الكوردية اولا جمهورية كردستان الحمراء تشكلت في عهد القائد العظيم لينين و عملون صحيفة و إذاعة بهداك الوقت اما تشريد المئات و الالاف هل تهمة البعض بيلزقها بستالين بس ل ما يقولو القيادات غلطت متل هلا دائما حالة نكران للأخطاء من قبل النخب الكرديةجمهورية مهاباد في مقابلة مع سكرتير حزب البارتي رح اعطيك رابطو و اتفرج عليه انت و قيم على كيفكبالنسبة للتماثيل وين صارت تقييم السياسات على اساس وجود التماثيل😂ما هاي تمثال صلاح الدين بدمشق هل الكورد عندون ابسط الحقوق!!!!!؟؟؟؟؟ يبدو انت لسا عندك نزعة الثورجية السنة إلي روسيا قضت على احلامهون بالوصول للسطلة و أنت بأحد تعليقات و ردودك معي ما خبيت هالشي بل ووصفت القوى الارهابية وقتا بأنها لم تكن تفقد مصداقيتها 😂😂 مع انو من اول يوم من عسكرة الازمة السورية قلنا انو هالشلة هيك هيك هيك وضعا بس مع الاسف الثورجية السنة طلعو اشطر منك و قدرو يستدرجو استعطافك و هجومك على المواقف الروسية دليل ع هالشي و كلامك انت و دفاعك عن القوات الارهابية دليل قاطعو قصة المستندات ما رح بعد ل مية او ميتين سنة في تراجع موقف روسيا من استفتاء الاقليم و تراجع مواقف كل الدول التانية”.
إن التعليق السابق جعلني أكتب له الرد الآتي: بربك -رغم لا قناعات دينية لدي- هل تصدق ما كتبت وذلك قبل أن تحاول إقناعنا بها للرد .. مؤسف عقلياتكم المقولبة وفق أيديولوجيات تحدد لكم أفق البحث والتحليل بحيث يقدم أحدكم وصفات جاهزة في مخابركم وفقط كمثال عن انغلاق صناديقكم سأقوم بتوضيح فكرة النصب والتماثيل والتي حاولت الاستهزاء بها من خلال سمايلك الضاحك والذي يكشف ضحالة حجتك وفكرك قبل أن تحاول أن تسخر من الآخر .. عزيزي عندما نضع نصباً ما لشخص فهو للاعتراف بدوره وخدماته وتمثال صلاح الدين هو فيه تلك الرمزية التاريخية لدوره الكبير في التاريخ الإسلامي حيث كلنا نعلم بأن مرحلة صلاح الدين كانت مرحلة الفكر الديني والدولة الدينية، بينما تمثال أتاتورك مع قادة تركيا الفتاة المؤسسين للجمهورية التركية الحديثة القومية والتي أنكرت كل المكونات الأخرى مثل الكرد والأرمن واليونان، بل ومارست بحقهم أبشع الابادات والمجازر والتي تعتبر واحدة من الجينوسايدات التي أرتكبت عبر التاريخ وبالتالي فعندما توضع مع ذاك النصب ومع هكذا قادة مجرمين لشخصيتين سوفيتين فهو اعتراف بدور الاتحاد السوفيتي وخدماتها الكبيرة لأتاتورك وعصابته ودولته المجرمة، فهل وصلتك الفكرة والرسالة أم تريد المزيد من الشرح والتوضيح .. أما بخصوص ستالين و”جمهورية كردستان الحمراء” ذات الحكم الذاتي، فمن فمك أدينك حيث تحاول التبرير له وللقادة السوفيت المجرمين الذين شردوا شعبنا بعد أن قضوا على تلك الإدارة الذاتية بحجة أن القادة الكرد أخطأوا مثلما هم يخطأون اليوم، فبربك الذي تعبده -إن كان رب محمد أو رب ستالين- متى كانت أخطاء القادة سبباً أو حجة يسمح للمجرمين والطغاة من إرتكاب المجازر بحق شعوبها حيث ووفق منطقك الأعوج هذا يجب أن نسامح كل طغاة العالم على إرتكاب المجازر بحق الشعوب الأخرى، كون قادتهم في نظر أولئك الطغاة على خطأ وفق قناعاتهم السياسية والأيديولوجية.. مؤسف فعلاً حال العقل الصندقي الأيديولوجي!ِ
وأخيراً أضيف هنا وأقول: لا أعرف كيف يمكن لشخص مثلي لا ديني أن يدافع عن جماعات سلفية “سنية” -بحسب توصيفه- بل وكل كتاباتي تدحض تلك الفرية والأكذوبة التي حاول الترويج لها وتصديقها محاولاً الطعن بطريقة بائسة ولئيمة في كتاباتي ومواقفي -مع العلم وصل بي القناعة لأقول؛ بأن جماعات المعارضة الإسلامية أكدت وللأسف بأنها أسوأ من النظام السوري المجرم- إن لعبته تلك في الكلمات والدلالات كشفت معدنه وفكره الخبيث وهو يحاول الايحاء بأنني أحمل فكراً دينياً سلفياً “سنياً”، بل (وأدافع عن القوات الإرهابية) وذلك بعد أن “أستدرج تعاطفي الثورجية السنة” ولذلك تأتي “مواقفي المعادية لروسيا” وفق تفكيره.. يا رجل معقول تكون أكذب من أردوغان وغوبلز معاً؛ وفقط لعلمك أيها (الستاليني) بأنني كنت وما زلت أعتبر الماركسية واحدة من أهم المدارس الفكرية على مر التاريخ ولكنني لم ولن أكون ذا عقل صندوقي أدافع عن ديكتاتورية البروليتاريا البائسة أو عن جرائم ستالين مثلكم حيث إنني ماركسي بعقليتي المفتحة، مثلما بارزانيتي -بالأحرى كردستانيتي وإنسانيتي- المنفتحة على كل الأفكار والتيارات والأحزاب والحركات والقوميات وسأنادي بحق الجميع بالحياة بشرط واحد؛ أن لا يكفرني ذاك الآخر ويحلل ذبحي مادياً أو معنوياً ولعلمك فأنتم الأيديولوجيون الصندوقيون لا تختلفون إلا في أسمائكم ولون أيديولوجياتكم بين الأحمر الستاليني والأسود الداعشي!