الشعر و الترجمة من التركية / آزاد ترزى
شجرة التوت
لا زِلتُ أتذكرهُ …
ذلك الطفل الشقي في داخلي …
أتذكرُ جيداً …
مقالبهِ البريئة …
استماعهِ إلى أحاديث الكبار وهم يتحدثون عن الحروب و الأزمات…
تسلقهِ إلى أعالي الأشجار …
قطفهِ للتوت الأبيض…
حتى يُشّبِعَ الأطفال الجياع …
الحب و التسامح و القناعةُ كانت متجذرة …
في ذلك الزمن …
أفواه الجَدات …
كانت تتعطر بالأصالة و الأغاني و الحكايات ..
عرق لُحَى الرجال البواسل كانت زكية …
تفوح منها الحِكمة و الموعظة و الشهامة …
خطوطُ ذكرياتٍ حفرناها …
على أشجار باسقات بسكاكين البراءة …
تحولت الى أنهار عميقة و جافة …
لِتُغرِقَ ضحكاتنا و مسراتنا القديمة إلى الأبد..
ما زالت صداها تَرِنُ في آذاني …
أنقطعت حكايات الجَدات …
لتختلط عظامهن بالترُاب الأسود …
الرجال البواسل …
أخذوا الروائح الزكية ليضيعوا في دهاليز التلاشي …
و الطفل الشقي الذي بداخلي …
باتَ عجوزًا …
لم يعد بمقدوره …
لا أن يتسلق أعالي الأشجار ..
و لا أن يقطف التوت الأبيض …
أما الأطفال الجياع …
بدل التوت الأبيض …
صاروا يجمعون بقايا الخراطيش …
في أرضِ معركةٍ …
كانت حامية بين مقاتلين منخدعين و أعداء وهميين …
لم يبقى هناك داعي …
لنستمع إلى الكبار أبدًا …
حيث الحروب و الأزمات قائمة …
في كل مكان و جميع الأوقات…
و المقالب البريئة…
تحولت إلى مقالب مجنونة و شرسة و هدامة …
يا ريت لو لم يكبر الطفل الذي بداخلي …
يا ريت ….
آزاد ترزى