الشريعة وتبادلُ العشاقِ.. القبلِ والاعناقِ _محمود داوود برغل
في نهاية الثمانيناتِ وبداية التسعيناتِ واثناءَ فترةِ دراستي الجامعية كنتُ اترددُ على مجمعِ باب المعظم ِ للكليات التابعة لجامعة بغدادَ وتحديدا مكتبة كلية العلوم الاسلامية في الطابق الارضي لغرضِ المطالعةِ .كانت هناك حديقةٌ قريبةٌ من كلية ِالعلومِ الاسلاميةِ ( كلية الشريعةِ ) يُطلقُ عليها حديقةُ الشريعةِ وهذه التسميةُ لاتمتُ لها بصلةٍ اطلاقاً، اذ كنتُ اشاهدُ فيها لقاءاتٍ غراميةً ساخنةً ، وكانَ كلُ اثنينِ من العشاقِ يتخذونَ مكاناً في زوايا هذهِ الحديقةِ الغناءِ ويتبادلانَ القبلَ والاعناقَ والارياقَ غير آبِهينَ بمن حولهمُ من السالكين للطريقِ وكانَ كلَ ذلكَ يتمُ في وضحِ النهارِ وتحتِ الشمسِ وبرعايةِ الدولةِ التي كانت تغضُ الطرفَ عن ذلكَ .
وانا ادون هذه الخاطرة واستذكرها استحضرُ الواقعَ الذي نعيشهُ ففيه الكثيرُ من الامورِ التي تحملُ عنواناً عريضاً مقدساً ، كحديقةِ الشريعةِ والذي لايعبرُ عن المضونِ الذي تنبعثُ منهُ رائحةُ العشاقِ.. والحرُ تكفيه ِالاشارةِ.