الشباب والهروب الى المجهول..
المحامي ابراهيم نشابة
شباب لبنان الغارق في وهم بناء الدولة المدنية اللاطائفية.. الدولة التي تحترم مواطنيها بشكل عام وشبابها وأجيال المستقبل بشكل خاص .. يدفعون ثمن هذا الوهم وهم يعيشون في الذل والفقر والبطالة والانحراف وصولا الى التطرف والمشاركة العلنية في الأعمال الجرمية المخلة بالأمن الانساني والوطني..
هي الدولة التي حولت طاقات الشباب اللبناني بشكل عام، والشباب المثقف والمتعلم بشكل خاص الى طاقات مهدورة في زواريب اللعبة السياسية الملطخة بالفساد والاجرام وتشويه الهوية الحقيقية للبنان ولكل اللبنانيين.. ها نحن في زمن الانهيار التام للمبادىء والقيم والاخلاق .. حيث بات الحديث عن عقد اجتماعي جديد من الضروريات لاعادة بناء المنظومة الاجتماعية والثقافية والانسانية.. شباب لبنان يتخبط في المستنقع اللبناني الأخطر منذ تأسيس الجمهورية.. وها هم عالقون ما بين مقبرة أحلامهم والبحر حيث الرحلة الأخيرة في زوارق الموت الى الحياة..
الدولة اللبنانية التي فقدت شرعيتها الأخلاقية أولا وشرعيتها المؤسساتية ثانيا لم تعد قادرة في شكلها الحالي أن تعيد الثقة بها .. وبالتالي لا بد من التغيير في بنيتها وتركيبتها بما يضمن العودة الى الحياة الوطنية والهوية الواحدة والانتماء النهائي الى دولة تحترم شعبها وتعتمد بالدرجة الاولى على شبابها ..
هو لبنان الذي تشوه بفعل فاعل من الداخل ومن الخارج تحول الى أسوأ بلدان العالم، وهو أجملها.. وعليه لا بد من استعادة دور الشباب فهم القوة الحقيقية للنهضة واعادة البناء.. وان يكون الفعل الحقيقي بالتغيير الهادف الذي يبدأ بالغاء الطائفية بشكلٍ تام والتحول الى الدولة المدنية وإعطاء الاولوية لمن يعتنق القانون والعلم والفكر والثقافة والاخلاق.. حينئذ نتحدث عن الدولة اللبنانية ودور شبابها كما ويكون الحديث أكثر علميًا عن مقدرات الدولة وعلاقاتها وقوتها وامكانيات التنمية البشرية المستدامة فيها..