أرضي نَسيتُ سحنتَها
أحمراءُ كدمٍ ضائعٍ مراق بكواتمِ الصوت ؟
أسوداءُ بلون عاشوراء ؟
لا أدري….لا أدري
قدمي طوى الأرصفة َ
والحواري المشبوهة سنواتٍ طوال
صالاتُ الانتظار في المطارات
تستقبلني بلهفة العاشق
لافتتي القادمون …المغادرون
لا فرق ، طريقي عاثر بين المطبّات
بيتي بناهُ التيه والاغتراب
بمعونةِ المسافاتِ الطويلةِ والدوار
ومعاولِ الهدم الثقيلة.
زادي غُصصُ الوجبات السريعة
والأطعمة الخفيفة المغطاة بالعفن
طاولتي المساندُ البارزة أينما أراها
في الأزقة الخلفية
في الأدراج العالية
في المخازن والمتاجر المغلقة
أكتب مسوداتي الشعرية
على الورق المتطاير
ومخلفات الصحف الهائمة
دواتي الدموع ُالملطخة بالحنين
ألواني الشحوبُ العائمُ في وجهي
سَكَني الحدائقُ المظلمةُ البعيدة ُالأنظار
أسِرَّتي المصاطبُ المنزوية في الأركان المعتمة
أسمالي أنتقيها ..
من نفايات البالات وخِرَق السماء
إلاّ قلمي المعبأ ُبالشجى
لا أشحذه من أحدٍ
هو سليل أسرتي الثريّة
هو شفتي التي لم تنبسْ باطلاً
هو لساني الذي لذعتْهُ المرارات ..
الموغلةُ بالأسى
إلاّ قلمي الحاذق
هذا المحبُ الطيّب الحاني
إلاّ حروفي التي رصَصْتها معاً
بصياغة القلب والأنامل ومديد الإحباط
لتكون جملة ًمفيدة شجيّة
أنحتُها في مسلّتي العاليةِ الهمّة
هكذا شرَدَت مواطنتي
تبعثرت أوراقي الثبوتية
في مرعى وطنٍ لا يريدنا إلاّ داجنين
الشاعرُ ومَسَلّتهُ
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا