اجرى الحوار
مصعب احمد الهاشمي
من بلاد المغرب صدحت تلك المشاعر الجياشة وغنت بأحاسيس مرهفة فتبلورت بقصيدة تشعرنا بالراحة وسلس الفكر والحيوية ازاء تضارب الافكار ، اعتقد انها الموهبة الشعرية التي تمتاز بها قوة القصيدة ورهافة الحس وصفاء الذوق حيث ان من يقرأ لها يتملكهُ الاعجاب والاجتذاب اليها فالذي يقلب اوراق دواوينها الثلاث يشعر بصحبة لاتمل وملازمة لاتسأم ومعايشة لاتضجر من خلال شجون النفس وحديثها ، حيث ترفد تلك الكلمات بالمصداقية وتشحن بالواقعية فتمثل حديث النفس وحلاوة قطف الثمار ، انها كاتبة كبيرة تحمل بين طياتها نباغة الشعر العربي وسطور النصوص المعبرة ، انها تحمل ارثأ فكرياً متشعب الجوانب لاقت استحسان الجمهور في بلادنا العربية وتلهف لها محبي الشعر والادب ، انها الشاعرة الكبيرة فاطمة معروفي التي التقيناها وكان لنا معها هذا الحوار ………..
* الشاعرة فاطمة معروفي كيف تقدم نفسها للقارئ؟
فيض من نبع متدفق مطوق بمملكة الاحساسيس مدادها خادم حروفها جيوش تقاوم لتحيا مملكة الانسانية حرة لها عيش كريم تحت اجنحة السلام التام لكل البشر فرسالتي جيشها اسطر خادمها مداد مازال يسقي أوراق الزمان حتى يحين الأوان……. قادتني مكامن التنهيدات نحو القصيد صرت أحيا بين الفصيح والزجل كالماء والهواء لأقيم في ردهة المدى اسمع تسابيح النوارس تلاوات سلام ترددها عوالم البحور بحور احتوت غزارة نتاج فكري فرتقت حمولة رهينة ثقل خاضع لجبروت البوح الذي اصبح سلطان جائر يقتات من شرايين ذاتي يسلب الأنفاس نحو أغوار القريحة التي تستهوي معالم الذات الزائلة تبعث بعثا يستدرج الأعماق بحثا عن الانسانية الضائعة لتتجه نحو حبر بحروف مبجلة عتيدة جاءت بانين الليل “سكرات الصمت “نقطة تحول ” أقطف حلما فوق المحال أراقص أقدام تائهة على صدر الأثير جدائل القوافي…… تسرد خفايا لها عجب المنال أحرض أنين المساء أروض النسيم أنثر أنغام الروح لرجف الطبول أنا ياصوت حشرجة قطع وترها فقدت معابر البلابل فلا فضاء ولاظل ……. يسكن دروب الوصال ……. مطالب التمني عبرت أفق السبع الطباق اناجي عروش ممالك النداء …….. اغتسل بضوء البياض ليكشف الداء والدواء
* هل تشكل عندك الوحدة الوجدانية ينبوع للكتابة .. أم القصيدة هي المعاناة .. أم معاناة القصيدة هي الحقيقة ؟
وجدانية التواجدالحقيقي بين الملموس الحي الذي يشق المدارك للإدراك بعلوم المعارف ونقاء السريرة رتاجها آنية الوجد والتواجد بين عوالم الملموس وبين عوالم الإيحاء والتفكر وذلك بالإبحار بسفينة خلوة الحلم واليقظة فيأتي الانسياب كدعوة بإشارة اورسالة بوح تقود منابع السرد المحكي عبر معارج الحروف من ندي المفرغ وجرض بريق حبر يدمع لصفاء الأنفس من خلال الكتابة وتجسيدها في صيغ ومواضيع مختلفة .
* عند الكتابة هل يتم التحضير مسبقا لفكرة الموضوع. . أم يكون اﻻلهام عفويا يحمل هواجس النص ؟
نعيش بجسد لنفس لها غاية مقيدة في هذا الجسد الذي من خلاله نتواصل لبناء لبنة أساسهاالخير والتغلب على نزعة الشر بأنفسنا وترويدها بالعلم والمعرفة للطمانينة و الأمان للعيش بسلام تام بعيدا عن حب الذات والإيثار من اجل الغير هذه الدوافع تجعلك تقود المركب بإلهام حي يحمل عفوية نقش سخي على وتر الإحساس الصادق بذات تبحث عن حقيقة لفتح قفل الهواجس والتحرر من قفص زائل الهام يجود بالجود ليس له حدود اذا كان العهد بميثاق مقصود
* كيف تصفي لنا وضع المرأة المغربية من الناحية الثقافية والتعليمية ؟
أنارت شمس المعارف وسقت بأجنحة العلوم اجيال وأجيال فصارت تنافس اخوها الرجل في جميع المجالات فخر ووهج صداح وبؤرة للصلاح وخير دليل اداراتها لمناصب عليا بميادين متعددة قد خلقت المرأة لتكون مع الرجل بمسيرة حياتية، ملؤها المحبة والتفاهم والتعاون، في نطاق إصلاحي شامل، لبناء مجتمع له فكر سليم فبفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة نصره الله محمد السادس والاميرة الجليلة لالة سلمى حفظهما الله والمجهودات الكبرى المبذولة حيث اصبح للمرأة المغربية مكانة متميزة التي تستحقها داخل المجتمع فلقد تم تخصيص يوم وطني يحتفي بالمرأة المغربية وذلك يوم ١٠اكتوبر من كل سنة فماهو الا تجسيد وحرص الملك محمد السادس حفظه الله على تحقيق هذا الإنجاز العظيم الذي يخول لها مكانة المساواة مع أخيها الرجل وحقها المشروع بالمساواة بمجالات متعددة فقد برهنت على تفوقها الكبير عن جدارة واستحقاق في جميع المجالات ولتعزيز هذه المكتسبات الحقوقية لقد تم تشريع نصوص دستورية تخص حقوق المرأة على أرض الواقع، تهدف إلى النهوض بوضعية تحسين ظروف المرأة ودعم حقوقها ومكانتها، لتسوية وضعيتها الذي يساند المرأة باعطاءها حقها المكتسب وجعلها حاضرة بقوة فكرية ثقافية تخدم الصالح العام
* الشاعرة فاطمة كيف امتطت صهوة النجاح ؟
اعتبر نفسي لازالت في البداية والطريق كان طويل فكلما كان لأمر شاقا كلما كان الامرهينا ومبدئي في الحياة التفاؤل والصبر فكان والدي مساندا لخطواتي وتشجيعي دائماً سأجعل لليل ثغرا مبتسما لاحلق بأجنحة الإرادة…… نحو الأمل ولا أبالي لضعاف النفوس فالحياة علمتني ان احترم كل شئ حي، يعيش ليحيا في يد القدر، والمكتوب، وذلك بالإيمان القوي، بانتظار غذ مشرق يحمل الأمل الجميل بالتفاؤل والرضى الذاتي لازالت صيرورة البوح تسعى وراء ضوء الأفق، تمتطي صهوة التحليق في عوالم التفكر والإيحاء، ونحن خدام الحرف، نسقى من نبع دافق متعطش للمزيد المزيد، لترتوي القريحة مهما امتدبحرعوالم الإيحاء والتفكر، يظل خادم الحرف يبحث عن شئ مفقود موجود، وراء صيرورة البوح التي تكتمل عند الصفاء الروحي، الذي لا يمكن الوصول إليه، إلا عن طريق التوازن النفسي مع الجسد الفاني، فهي ذروة الحياة السرمدية، التي يبحث عليها الباحث الذي يخوض تجارب عدة للوصول لمبتغاه بالبحث المضني عن الشيئ المفقود، او الضائع وراء عالم الجوارح، بعيداً عن دنيا الشقاء والفناء،
* هل تأثير محيط العائلة الفني كان له أثر في صقل موهبة الشاعرة فاطمة معروفي؟
وجدت نفسي أقيم في محراب مطوق بنور الحرف المنبثق من ذاك النبع الفياض والدي اطال الله عمره الاستاذ العربي معروفي انبهرت بكتاباته الرائعة في القصيد الزجلي المغربي فكانت تتملكني رغبة الكتابة بحروف حية تسري في معراج ادبي وحب الاطلاع في عرجون العلوم وكنوز المعرفة فدق ناقوس المشوار بسن الرابعة عشر باول قصيدة معنونة بانين الليل نشرت بجريدة “الشهد “ غدوت أسبح في مراس له سواعد عتيدة لاطوع ملكة الحروف فتتلبسني صولة القصيد لتروي عناقيد انفاس درر من الكلم الصداح في عوالم الذات وأسرار تحيط بي لفك لغز خفي وخفايا الرقم والحرف الذي اعتبره وجود النفس في العالم الملموس وماوراء الإيحاء التي لها بعد قوي جعلتني أخوض الغاز عميقة لاختزلها في حروف القصيد سواء بالفصيح او الزجل المغربي فكان صدى المكان يتردد كشاهد يوثق بؤرة تشع بمولود جديد يضاف الى قائمة الابداع وعالم الكتابة والفن شقيقي الصغير الفنان والملحن بدر الدين معروفي
* ماهي فلسفتك في الحياة. . وهل تمتلكين سر الخلود ؟
من أبواب الرضى يأتي الصفاء الروحي يجب على المرء ان يكون مسالما ومسلم أمره للخالق البارئ محب للخير ليتغلب على غواية النفس وسلطتها فالإنسان الذي يحمل صفات الانسانية يظل حيا وسط النفوس ويبقى ميسم لذكرى مخلدة وصفحة لن تطوى من صفحات الوجد بل يخلد بفعل له عبق من ظلال وارفة “جذورها في الارض الوجد وأغصانها في سماء الخلد ” فالانسان الكامل له صفاته التي تنوب عنه كطيب يعقب صليل الأنفاس كلما ذكر بصفات الحميدة ينثر فعله في سر الوجود والخلود
* في أي محطة تتوقفين كثيرا؟
عندما اجد الشئ المفقود عندما تنتهي حكايات الحروف في سري سأتوارى خلف ذاك الفتح السخي هناك للنهاية بداية حلم حقيقي
* مارأيك بالبرامج التلفزيونية التي تدعم الشعر والشعراء .. كيف تنظرين اليها ؟
هذه اعمال إيجابية لتشجيع الإبداع وفتح آفاق الثقافة والتعريف بالنتاج الفكري الذي خلاله ترتقي الشعوب وتفتح نوافذ رائدة يتشبع منها كل باحث وكل مثقف يسعى لإثراء ثقافته من خلال برامج هادفة غرضها نشر العلم والنور
* ماذا يعني لك الفجر باعتباره لوحة شعرية مطرزة باباريق الشمس؟
للفجرلغة النور المجسدة في سماء حالمة بغد جديد متوج بالسلام الروحي ونقاء السريرة والحب السرمدي مطرزة بأشعة الشمس الذهبية الدافئة ماأروعك ….حين تعبربي مساكن السحاب حيت تقتحم غفلة سطوري حين تستفيق وحدتي على بزوغ فجر ….. يحمل الشروق بين يديك
* ماهو الهاجس اﻻبداعي الذي يشغل بال الشاعرة فاطمة معروفي ؟
كلما ينبض حرفي في جوف ذاتي، فسوف أعانق سحر الحروف، أمتطي عوالم النور، نحو السعادة الدائمة في خيام الجنون، اكتسي مذاهب هب من خوالج الخفاء، ابسط بها عوالم الخطى، في ثوب السماء، والبس غطاء الرحيل في جوف التنهيدات، فارحل بصرختي، هناك أجد أمنيات وقريبا ان شاء الله سيرفع الستار عن ديواني الرابع تحت عنوان “على هودج من ماء ” جادت به قريحة البوح بصيغة شهية تشد الانتباه أتمنى ان ينال إعجاب القراء
* كلمة أخيرة قبل أسدال الستار؟
في سماء العطاء تفتخر بكم منابر الإبداع دمتم للثقافة نبراس تستنير به العقول وتفخر به اجيال الحاضر والمستقبل شكرًا لكم أتمنى لكم مسيرة موفقة وأخص بالشكر الجزيل الاستاذ القدير مصعب الهاشمي على الحوار الرائع