التقاها: الصحفي العراقي | حكمت الحاج
الشاعرة أميرة الرويقي …..الشاعرات العربيات يرفضن أن تقاس قصائدهن بجمالهن!
أميرة الرويقي شاعرة تونسية تنشط في الساحة الثقافية منذ الثمانينات ولها عمود في جريدة أضواء تحت عنوان أحاسيس . نشرت مجموعتها الشعرية الأولى تحت عنوان دمية الشمس عام 1999 وهي تتهيأ الآن لإصدار كتابها الشعري الثاني بعنوان الإنسان الإله وقد قدم له الناقد الدكتور كمال عمران. كما ان لها كتابا شعريا آخر ينتظر النشر وهو مشروع كتابة جامعة للفنون سيجيء تحت عنوان ملحمة الطين والبلور حيث تغرف الشاعرة فيه من معين الشعر والنثر والرسم وفنون الزخرفة والتزويق. التقيناها بتونس للحديث عن آخر انتاجاتها فكان هذا الحوار:
Contentsالتقاها: الصحفي العراقي | حكمت الحاج الشاعرة أميرة الرويقي …..الشاعرات العربيات يرفضن أن تقاس قصائدهن بجمالهن! – دمية الشمس كتابك الأول الذي نشرته على نفقتك الخاصة، كيف تم تقبله في تونس؟ – إثر ظهور ديواني الأول أحسست وكأن الوسط الثقافي التونسي قد تعامل معه بصورة إيجابية فلقد احتفت به الصحافة المحلية احتفاء كبيراً وكذلك الصحافة العربية الصادرة خارج تونس، وأقولها صراحة فإن دمية الشمس أثار زوبعة كبيرة في هذه الأوساط. – لماذا؟– ما الذي تعنينه بـ قصائد بصرية ضمن مشروعك في ملحمة الطين والبللور ؟ – هي نصوص جامعة للفنون، من خلال الرسومات التي حوتها والتي وظفتها لتدخل نسيج الكتابة الشعرية، من خلال فنون الكولاج وصور المنحوتات، وباختصار، لقد استعملت كل مادة مصدرها الطبيعة ويمكن اعتبار هذه النصوص تجمع بل وتصالح بين الشعر والفنون التشكيلية، وعندما استغل كل تلك العناصر في الكتابة فلا شك أن ما يتفجر منها من أشياء سيكون متعة اكتشاف الشعر من جديد. – ولكن هناك اعتراضات عليك من بعض الجهات رغم ما ذكرته لنا من صورة مشرقة وتفاؤلية؟ – هل هي اعتراضات متعلقة بي أم بكتابي؟ – أتحدث هنا مثلاً عن رفضهم لأدراجك ضمن مشروع موسوعة شعراء التسعينات؟ – أنا التي رفضت أن أنتمي إلى موسوعة شعراء التسعينات، وهي موسوعة توثيقية… وقد تم توجيه الدعوة إليّ من قبل الدكتور محمد صالح بن عمر ومحمد المي، للاشتراك في الموسوعة، ولكنني رفضت مشروعاً من هذا النوع مع تقديري الشديد له وللعاملين عليه. ورفضي ينبع من كوني أرفض أن أنتمي إلى حقبة ما، أو تاريخ ما. وسأجمل لك اعتراضاتي على وجودي في مشروع موسوعة شعراء التسعينات: هناك أولاً عدم رغبتي بالتقيد بجيل معين، فأنا أرى نفسي شاعرة في المطلق. وثانيا: ان جيل التسعينات جيل لم ينضج بعد شعرياً لذلك لم أرد أن أضع نفسي في موسوعة تخصهم. وثالثاً وأخيراً لأن هذا المشروع هو سلسلة توثيقية تعريفية فقط وليس سلسلة نقدية حقيقية. ولا شك أن رفضي الذي قدمته بهذا الشكل هو الذي أثار كل تلك الردود والأفعال.– ما المقصود بقولك إنها ليست سلسلة نقدية؟ أنا، وربما البعض من زميلاتي الشاعرات نرفض رفضاً باتاً أن تقاس قصائدنا بجمالنا مع أن الجمال نعمة من عند الله، ولكن هذا الجمال الجسدي لا يعني شيئاً أمام القصيدة التي يجب أن تكون جميلة بمعنى آخر. ورغم ذلك فإن ظاهرة احتضان النص الشعري الذي تنتجه امرأة هي حالة موجودة ولا أحد ينكرها، ولا شك أنه في بعض الأحيان يكون الاهتمام على حساب جودة النص، وأنا لا أبرئ النقاد من هذه النوازع الإنسانية ولكني أدعو الله أن يشفيهم من هذا الداء العضال.
– دمية الشمس كتابك الأول الذي نشرته على نفقتك الخاصة، كيف تم تقبله في تونس؟ – إثر ظهور ديواني الأول أحسست وكأن الوسط الثقافي التونسي قد تعامل معه بصورة إيجابية فلقد احتفت به الصحافة المحلية احتفاء كبيراً وكذلك الصحافة العربية الصادرة خارج تونس، وأقولها صراحة فإن دمية الشمس أثار زوبعة كبيرة في هذه الأوساط.
– لماذا؟
– لأنه شد انتباه القراء والنقاد والزملاء الشعرا ء علي السواء. كما أنه حظي بدراسات كتبت عنه وتكتب إلى حد الآن، فالدكتور منذر العافي بصدد كتابة دراسة معمقة عنه. لذلك أقول بأن دمية الشمس قد نجح نجاحاً كبيراً. – وأيضاً أسألك، لماذا؟ أرجو أن أحصل على إجابة واضحة ودقيقة؟ – إنه من خلال المحتوى الذي حاولت فيه أن أكون متميزة، يجيء في تصوري ذلك النجاح الذي أشرت إليه. الرغبة في التفرد وأيضاً في الإضافة إلى الخارطة الشعرية التونسية، ولم لا إلى الخارطة الشعرية العربية، لا سيما وأنني ظللت أفكر في هذا الموضوع منذ بداياتي وهو كيف يمكنني أن لا أكون شاعرة عادية ومجرد تابعة لخطى الآخرين. وفي هذا الصدد فإنني أعد العدة لإصدار ملحمة الطين والبللور وكما أعتقد فإنه بعد صدوره سيكتشف المتابعون للشعر خطابه الجديد إذ سيحتوي على قصائد بصرية يستطيع القارئ أن يتلقاها عبر الكلمة واللون والخط… إلخ.
– ما الذي تعنينه بـ قصائد بصرية ضمن مشروعك في ملحمة الطين والبللور ؟
– هي نصوص جامعة للفنون، من خلال الرسومات التي حوتها والتي وظفتها لتدخل نسيج الكتابة الشعرية، من خلال فنون الكولاج وصور المنحوتات، وباختصار، لقد استعملت كل مادة مصدرها الطبيعة ويمكن اعتبار هذه النصوص تجمع بل وتصالح بين الشعر والفنون التشكيلية، وعندما استغل كل تلك العناصر في الكتابة فلا شك أن ما يتفجر منها من أشياء سيكون متعة اكتشاف الشعر من جديد. – ولكن هناك اعتراضات عليك من بعض الجهات رغم ما ذكرته لنا من صورة مشرقة وتفاؤلية؟ – هل هي اعتراضات متعلقة بي أم بكتابي؟ – أتحدث هنا مثلاً عن رفضهم لأدراجك ضمن مشروع موسوعة شعراء التسعينات؟ – أنا التي رفضت أن أنتمي إلى موسوعة شعراء التسعينات، وهي موسوعة توثيقية… وقد تم توجيه الدعوة إليّ من قبل الدكتور محمد صالح بن عمر ومحمد المي، للاشتراك في الموسوعة، ولكنني رفضت مشروعاً من هذا النوع مع تقديري الشديد له وللعاملين عليه. ورفضي ينبع من كوني أرفض أن أنتمي إلى حقبة ما، أو تاريخ ما. وسأجمل لك اعتراضاتي على وجودي في مشروع موسوعة شعراء التسعينات: هناك أولاً عدم رغبتي بالتقيد بجيل معين، فأنا أرى نفسي شاعرة في المطلق. وثانيا: ان جيل التسعينات جيل لم ينضج بعد شعرياً لذلك لم أرد أن أضع نفسي في موسوعة تخصهم. وثالثاً وأخيراً لأن هذا المشروع هو سلسلة توثيقية تعريفية فقط وليس سلسلة نقدية حقيقية. ولا شك أن رفضي الذي قدمته بهذا الشكل هو الذي أثار كل تلك الردود والأفعال.
– ما المقصود بقولك إنها ليست سلسلة نقدية؟
هذا واضح إذا ما تساءلنا: هل هم يقيمون الكتابة الشعرية فعلاً؟ لقد أطلعت كما اطلعت أنت أيضاً، وأعتقد أنك كتبت عن ذلك في القدس العربي ، حول الحلقة الأولى من الموسوعة، وبصراحة، كان من الممكن أن يكون الكتاب الذي صدر أشمل وأوسع مما صار. ليس تقييماً نقدياً أن تضع بعض القصائد إلى جانب بعض المقالات التي كتبت عن شاعر ما إضافة إلى بعض الصور الشخصية في كتاب احتفائي قبل الأوان ليس أكثر.. هذا ليس نقداً.
– وهل النقد هو ما كُتب عنك؟
– لقد كتب عني أحد أهم النقاد في تونس، ألا وهو د. كمال عمران، وهو كما قلت لك سابقاً يكتب لي مقدمة ديواني الثاني. هناك أيضاً ما كتبه الدكتور عبد القادر بلحاج نصر، كما كتب عني الأستاذ الباحث توفيق السبيعي، كما أذكر بكل اعتزاز وفخر ما كتبه الأستاذ الجليل محمد العروسي المطوي من مقدمة لديواني أوراق من دفتر العشق وهو أول مجموعة شعرية لي بالرغم من أنه لم ينشر لحد الآن.
– وأين الوجه الآخر من
النقد؟ ألا توجد كتابات مضادة؟
– أتمنى أن توجد، ولكنها لم توجد بعد. ولكن مع ذلك فقد كتبت ضدي وضد مجموعتي دمية الشمس بعض المقالات، وأنا لا أسميها نقداً بل هي الى خانة الانتقاد أقرب، ذلك أنها تفتقر إلى أبسط عناصر النقد وهو الموضوعية. فمثلاً ما نشرته جريدة الأخبار من مقال عجيب لم يهتم سوى بتواريخ كتابة القصائد المثبتة في الديوان وتساءل كاتب المقال: كيف تكتب أميرة الرويقي أربع عشرة قصيدة في ظرف زمني وجيز جداً؟ وهنا أقول بدوري هل يمكن لنا أن نسأل رساماً لماذا رسمت ثلاث لوحات زيتية في ليلة واحدة؟
الشعر خارج عن كل الأطر والحدود الزمانية والمكانية، وأنا أريد أن أكتب بحرية مطلقة وبأحاسيس صادقة فقط، ولا شيء غير ذلك.
– ألهذا السبب، أقصد الحرية،
تحولت إلى الكتابة في قصيدة النثر؟
– بعد رحلة مع قصيدة العمود وقصيدة التفعيلة اقتنعت واعتقدت بقصيدة النثر.
لماذا؟ لأنها كسرت القوالب الجاهزة في الكتابة الشعرية العربية المألوفة والمعهودة وخرجت عن النظم والأقيسة الجاهزة سلفاً،
وبالتالي فقد مكنتني قصيدة النثر شخصياً من الكتابة الشعرية الحقيقية التي لا تعترف بالقيود أياً كانت.
ولكني مع ذلك أرى نفسي ملزمة بالقول، كي لا يتم فهمي خطأ، ان قصيدة النثر أيضاً لها قواعدها ولها قيودها الصارمة أيضاً والنابعة من ذاتها كالموسيقي الداخلية التي يجب أن نشعر بها ونحن نقرأ قصيدة نثرية،
وكذلك الأنزياح في اللغة وأيضاً الصورة الشعرية الغريبة والصادمة.
– هناك من يلجأ إلى شكل قصيدة النثر وخاصة من النساء الكاتبات، لسهولتها وعدم تقيدها وكذلك لحريتها التي توفرها كفضاء جامع للتجربة.
– إننا لا يجب أن نستسهل الانخراط في قصيدة النثر كما لا يجب أن نسمح لكل من هب ودب بأن يمتطيها. قصيدة النثر أصعب أنواع الكتابة ومن قال بعكس ذلك فهو بعيد كل البعد عن الشعر وفهمه. وبالنسبة لخياري الشخصي فقصيدة النثر تعني أنه لا حيطان ولا أسلاك ولا حدود ولا أبواب مغلقة ولا ستائر على النوافذ، في قصيدة النثر التي اكتبها أشعر بحريتي المطلقة في الكتابة والحياة.
– هل يواكب النقد الشعري بتونس تطورات قصيدة النثر التي تكتب الآن؟
– بصراحة، إلى حد الآن لم تؤخذ قصيدة النثر عندنا بعين الاعتبار وهي لا تحظى باهتمام النقاد بل وحتى الشعراء يحتقرونها مع انها تكتسح الساحة الشعرية الآن عبر الأجيال الجديدة التي بدأت تنفر من كل ما هو قيد. نقادنا يتجاهلونها وأدباؤنا الكبار يحتقرونها في دواخلهم ولكن ثورة الكتابة الشعرية الجديدة آتية لا ريب. – هناك اهتمام بقصيدة النثر عندما تكون منتجتها امرأة، وكأنهم يترفقون بها لأنها إحدى
مظاهر الأنوثة، فهل لكونك امرأة تأثير بتقبل شعرك على ما أوضحته في بداية حوارنا؟ –