الشابندر
ارث وتأريخ
كتبت/ لمى الربيعي
بين جنبات دجلة وشارع الرشيد
نكهة الماضي بزي فريد .
على ضفاف دجلة الخير قرابة مائة متر يحيطه مبنى القشلة القديم والمركز الثقافي البغدادي نهاية شارع المتنبي هنالك مقام تراثي هو مقهى تاريخي يعتبر واجه ثقافية للعاصمة بغداد الثقافة والأدب والتاريخ ..
مقهى الشابندر ..احد اشهر المقاهي القديمة تم بناؤه بهذا التميز بتصميمه المعماري البغدادي سنة ١٩٠٥ لتكون مقرا لمطبعة الشابندر وهي لعائلة موسى الشابندر الذي أصبح وزيرا للخارجية سنة ١٩٤١ بزمن الملكية وبعدها ألغيت المطبعة وتحول الى مقهى سنة ١٩١٤ حيث كانت الوزارات الحكومية وديوان الحكومة القديمة وأمانة العاصمة قريبة منه آنذاك مما جعل الموظفين فيها يرتادون المقهى على الدوام ..بالاضافة الى العديد من الشخصيات ألادبية السياسية والرؤساء ومنهم الجواهري والزهاوي ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم فقد كان ملتقى المثقفين ورواد الأدب ولقربه من محاكم الاستئناف كان ملتقى للمحامين ايضا . انطلقت منه العديد من الثورات وتجنيد العراقيين في حروب التحرير العربية حيث يعتبر شاهدا للعصر على انقلابات وثورات عديدة وهو من المقاهي التراثية المنفردة المتميزة عن غيرها من المقاهي ..
قام الحاج محمد الخشالي وهو أحد أعيان ومثقفي بغداد ونساب وموثق لتاريخ بغداد القديم برفع وسائل اللهو واللعب من دومينو وطاولي التي تعج بها المقاهي ليكون وجهه لاستقبال وملتقى المفكرين والأدباء بعد أن استلم إدارة المقهى في ١٩٦٣ .
في زيارة لهذا المكان تستشعر روحانية التراث بعبق الماضي البغدادي الاصيل حيث رصفت الجدران بالعديد من الصور القديمة للملوك ورؤساء العراق الذين زاروا المقهى وأدباء وشعراء كانوا يرتادونه مع نكهة الماضي والراديو القديم والكرام( جهاز تسجيل) والسماور البغدادي تستشعر أصالة المكان وتراثة القديم في اروقة تضم المثقفين من شريحة المجتمع البغدادي يتصدر المقهى صور لشباب كتب فوقهم عبارة مقهى الشهداء . .لنتساءل عن سبب الاسم البديل
حدثنا عن ذلك ابن الحاج الخشالي قائلا أن المقهى تعرض لنكبات عدة وأبرزها الانفجار الواقع بسيارة مفخخة في شارع المتنبي راح ضحيتها قرابة ٨٠ شهيد.من بينهم أربعة من اولاد الحاج الخشالي وأحد احفاده حيث تسبب الانفجار بهدم المقهى واستشهادهم جميعا .
تم إعادة وتأهيل المقهى مجددا لتعود وجهه بغداد لاحتضان روادها من جديد واستقبال الضيوف الأجانب الذين يتوافدون لزيارته والاطلاع على معالمه حيث سجل مؤخرا السفير الكندي توقيعة في سجل الزيارات الذي يحتفظ فية الحاج الخشالي موثقا ابرز الزائرين ..
ودعوة لاهل المسؤولية ومحبي تراث بغداد الاعتناء بهذا الصرح الاثري والتاريخي الذي يحفظ اسفارا من طراوة وحلاوة تاريخ بغداد بل انه جزء مهم لاينفصم عن تاريخ البغداديين لتبقى تحكي على مديات العصور القادمة حكايا واحداث هذا المقهى ومرتادييه وما شهدته من احداث مهمة حفرت لنفسها في ذاكرة الاجيال