السنة، المتضرر الأكبر من الأنهيار المحتمل لسد الموصل؟
عبدالغني علي يحيى
تتقاطع آراء الأمريكان والقادة العراقيين بخصوص إحتمال إنهيار سد الموصل، أوباما للعبادي: (سد الموصل يسبب لي الكوابيس) ويقول ماكفرلاند قائد قوات التحالف ان (الجيش الأمريكي لديه خطة طارئة لمواجهة احتمال انهيار السد) بالمقابل نلقى امتعاضاً من بغداد حيال الهاجس الأمريكي ذاك. النائبة فاطمة الزركاني: (ان التصريحات الأمريكية ارباك لعمل الحكومة العراقية) وترى وزارة الموارد المائية العراقية، ان اثارة المخاوف من إنهياره (زوبعة اعلامية) ويتكرر الأتجاهان المعاكسان الأمريكي والعراقي يومياً، إلى حد راح القادة العراقيون ينطلقون من نظرية المؤامرة في تفنيدهم لأقوال الأمريكان. فيما يؤكد الخبراء ان السد إذا إنهار فان المياه ستغطي الجانب الأيمن للموصل الذين جميع سكانهم من السنة وأن اكثر من مليون موصلي سيقتلون حالاً، ثم يأتي دور تكريت وبلدات اخرى في صلاح الدين، وكل البلدات السنية بين الموصل وتكريت مثل حمام العليل والقيارة والشرقاط..الخ لتمحى برمتها، وعند وصول الكارثة الى الكرخ السني ببغداد فان معظم جوانبه ستدمر مع 30% من الرصافة. ويقدر عدد الذين سيقتلون ببغداد باكثر من مليوني انسان، وسيصيب الخمول والأضمحلال الكارثة كلما توغلت جنوباً.
ان اضرار الكارثة التي ستحل بالسنة في حال انهيار السد تفوق حتماً اضرار النكبة التي حلت بهم بعد العاشر من حزيران 2014 على يد داعش وكذلك النكبات كافة التي المت بهم خلال الاعوام الماضية نتيجة الصراعات الطائفية في العراق والتي يشكل السنة الضحية الأكبر لها، وسيفوق عدد الغرقى عدد اللاجئين السنة بحيث تهون مأساة اللاجئين امام مأساة قتلى كارثة انهيار السد.
ويالسوء حظ السنة في العراق في انتقالهم من نكبات إلى كوارث.. وكل الطرق أمامهم تؤدي لا الى روما بل الى الموت.