ريناس بنافي – باحث في الفكر السياسي والاستراتيجي – لندن
الكثير من الناس يخلط بين النتيجة والسبب وبدل ان يتجه الى الاسباب لمعالجتها يذهب الى النتائج يريد تغيرها وهذا امر مستحيل الحدوث.
ان الفساد والطغيان وشيوع الفوضى والاستبداد وانتشار الشعبوية السياسية وتغليب العاطفة على العقل والمزاج على المنطق السليم وتجذر البداوة السياسية هي نتائج لاسباب اهمها.
عدم التاسيس لدولة المواطنة وللسياسة العقلانية والفاعلة والشفافة وعدم التاسيس للحكم الرشيد وللرشادة السياسية.
ان قيم الوطنية والفضيلة ليست هي السبب المحرك للدولة بل هي نتيجة السبب هو المساواة.
فالفضيلة التي تقوم على حب الوطن والقناعة بها هي نتيجة لسبب المساواة التي ترافقها بما بحققه الوطن لأبنائه من حياة عادلة وحرة تكون نتيجة لحب الوطن.
تحقيق المساواة في المجتمع تعني تكافؤ الفرص أمام جميع أفراد المجتمع. وهنا يجب توفر الشروط اللازمة لها بحيث لا تعود حكرا على جماعة معينة على حساب الجماعات الأخرى في المجتمع فالمساواة مبدأ سياسي .
وكذلك الاستعمار يعتبر نتيجة وليس سبب فالسب الحقيقي هو الفرقة والخلاف والاحتراب واعلاء المصلحة الضيقة على حساب المصالح الكبرى.
بينما عدم ماسسة الدولة وشيوع الفوضى بدل العقلانية والاستبداد بدل الحرية وثقافة حقوق الانسان هو السبب الحقيقي للاستعمار.
فالدوغمائية السياسية والعدمية السياسية واقصاء الاخرين والشعبوية السياسية والانتهازية السياسية والعنف السياسي والانقسامات الاجتماعية والمركزية المستبدة الدكتاتورية امراض خطيرة يجب اقتلاعها من حياتنا السياسية.