جابر السوداني
وتنزُّ نافذةٌ بعيدةُ
عبرَ أنسجةِ الستائرِ ضوءَها
وتنزُّ أخرى
ثم أخرى
ثم ألافُ النوافذِ
وتنامُ أسرارُ المدينةِ كلها
خلفَ الستائرِ
وتجفُّ في عينِ المهاجرِ دمعةٌ
وينامُ في دمهِ الحنين.
في البدءِ تبهرُهَ
المصابيحُ الملوّنةُ الشعاع.
وتفيقُ خطوتهُ الغبيةُ
من رقادِ الخوفِ حائرةَ المصير.
ويتيهُ من دربٍ لدرب.
ليلٌ وضوءٌ راقصٌ
ليلٌ وعاشقةٌ يبللُ
شعرَ صاحِبها المطر.
ضوءٌ على الإسفلتِ
يرقصُ في التماعاتِ المطر.
وخطىً لأوَلِ مرةٍ
ترتادُ أرصفةَ المدينةِ
عرّت لهُ
جسدَ القصيدةِ وارتمى
في حجرِها يبكي اغترابه.