الراحل الدكتور علي الوردي في ميزان /رسالة خاصة (8)
عبد الرضا حمد جاسم
يتبع ما قبله لطفاً
في ص317 من كتاب [مئة عام مع الوردي] كتب السيد محمد عيسى الخاقاني: [واُشهد الله سبحانه انني قرأت من بعض الذين كتبوا عن الدكتور الوردي ما لو ظهر الوردي من قبره وقرأ لأستغرب منه وهم لم يراعوا ان غيرهم عاش مع الوردي وسمع منه. اخي المؤلف الذي تكتب عن الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع العراقي المعروف عليك بخدمة كتابك وبذل الجهد والبحث والمثابرة والدقة والتحقيق والتدقيق حتى تخرج بنتيجة مرضية لك كاتباً وتكسب احترام قراءك وتعطي انطباعاً صحيحاً عن الدكتور الوردي للتاريخ الذي تسجله] انتهى
ملاحظة: كما ورد في سابقات ان الأستاذ الخاقاني كان من نفس هؤلاء كما اوضحتُ ذلك في: الراحل الدكتور علي الردي في ميزان/ محبيه(2) بخصوص الغناء في الحمام.
………………..
استاذي الفاضل الدكتور علي الوردي المحترم: هناك جوانب وحالات اُخرى كثيرة مثيرة في مسيرتك قليل من الشخصيات من كل التخصصات في العراق نجحوا فيها على طول حُقَبْ الحكم وأشكاله التي مرت على العراق والتي عايشتها أنت.
من تلك الجوانب والحالات ما يفيد ان اُسطرها في التالي:
1ـ كل ما وقعت عيني على كتاب او مقالة او دراسة عنك أجد ان اول الكلمات والعبارات التي تلي تاريخ مولدك وعملك صانع عطار ودراستك وتدريسك، تكون كلمات وجُمَلْ وعبارات ضخمات ثقيلات عن المضايقات التي تعرضت لها من قبل النظام السابق في كتاباتك ومحاضراتك ومواقفك وعن منع كتبك…واصحاب تلك القصص الخرافية وفي سطورٍ تاليات يُسَّطرون نصوص تحقيقات صحفية لك/ معك ومحاضرات وندوات تقيمها الوزارات وتدعوك لحضورها و المساهمة فيها و حضورك لمجالس عزاء كبار رجالات الدولة وانجازك مجلدات لمحات تاريخية حتى وصل الحال بأحدهم لينشر موقفك المتشدد والعنيف مع المُرافِقْ الأقدم لصدام حسين الذي كما تقول الرواية التي ذكرها السيد الخاقاني في ص311 حيث كتب التالي: […حتى بعد ان اعترف صدام بصدق نظرية الوردي عام 1991 حين بعث مرافقه الاقدم اللواء ارشد ياسين لكي يطلب من الوردي كتبه لكي يقرأها الرئيس] وفي ص313 يستغرب السيد الخاقاني من الرواية الثانية لنفس قصة المرافق الاقدم لصدام والتي نشرها كاتب آخر/ زميله/صديقه/ من رواد مجلسه يعرفه واعرفه وآخرين يعرفونه حيث كتب التالي: [….ان كلامه فيه تزييف للأحداث وتزوير للحقائق والدليل على ما أقول هو قول الكاتب : (ان المرافق الاقدم حينما سلم على الوردي اجابه الوردي: “لا عليكم السلام ولا رحمته ولا بركاته فعندما استفسر المرافق لماذا يا دكتور اجابه الوردي: (انا مريض وانت تمنع عني السفر الى الخارج للعلاج) وقد وردت هذه القصة في احد الكتب كالتالي: (وبعد مناقشة طويلة عند الباب قال له كبير المرافقين انه قصده لأنه بحاجة الى كتبه فقال له الوردي لا توجد عندي نسخ من كتبي ولكن عندما قال له ان السيد الرئيس هو الذي يريدها قال له الوردي: اذا للسيد الرئيس انا اصير “كتب” وسلمه نسخاً من كتبه كلها…]
استاذي علي الوردي المحترم: هذه اقوال من رافقوك والتصقوا بك ونقلوا عنك كما يدعون، أما أقوال غيرهم ف (حدث و لا حرج) … كتبتُ لك عن بعضها و سأستمر بإبلاغك عن غيرها حيثُ جميعها نُشرت بعد رحيلك للعالم الآخر. انت تعرف وانا وهم يعرفون وكل العراقيين يعرفون انه يكفي ان يُكَلِفْ مدير أمن الاعظمية حيث تسكن عنصراً بسيطاً من الامن/ شرطي أمن ليطرق عليك الباب و يفعل ما يريد ويريدون سواء بخصوص الكتب او بك انت شخصياً…ثم ان لديوان الرئاسة مكتب صحفي/ثقافي هو من يتكفل التصرف بمثل هذه الأمور حيث يأمرهم المرافق الأقدم/ مدير مكتب الرئيس/سكرتير الرئيس لتنفيذ طلب الرئيس ولا يكلف أرشد ياسين نفسه “”النزول لمستواك”” ويطرق عليك الباب… وأعتقد أن أرشد ياسين لو سمع منك هذا الكلام لضربك لكان مصيرك مصير المرحوم الدكتور إسماعيل التتار وغيره من خيرة الكفاءات العراقية. ومع ذلك أسال من كتب: متى تمت هذه الزيارة؟ الجواب: انها تمت كما يدعي محبيك في عام 1991 والعراق خارج من حرب مدمرة وانتفاضة هزت النظام وأربكت كل حساباته وفي عام الاعدامات والمقابر الجماعية!!!!!!!
وهنا اسألك وغيرك السؤال التالي: هل شخصية صدام حسين يتفق معها هذا الاعتراف؟ أعتقد حتى لو اعترف فعلاً بطروحاتك فلن يُظْهِرْ ذلك أمام اتباعه أو الغير وانه سيتصرف تصرف آخر في الحصول على ما يريد غير تكليف مرافقه الاقدم ليطرق عليك باب دارك ويرجوك ويتوسلك…فهذه الرواية غير معقولة ولا مقبولة وتدل على ان من طرحها وهو يحاول تعظيمك بها أساء لك واهانك في طرحها.
والاغرب في كل ذلك ان محبيك وهم يقولون ويولولون عن المضايقات التي تعرضت لها من يوم “إحالتك” على التقاعد عام 1970، يُسَّطرون الصفحات عن نشاطاتك في المجالس العلمية والأدبية التي انت وانا وهم يعرفون ان هذه المجالس لا تُقام و لا تُعقد إلا بعد موافقات امنية وتحقيقات دقيقة وشرط أن تكون تحت إشراف مديريات الامن في المناطق السكنية وبمراقبة المنظمات الحزبية وحتى مشاركتها، وبالصوت والصورة مهما كان اسم او موقع صاحب المجلس وقربه أو بعده عن السلطة والنظام. ويذكرون عن نشاطك في مجلس المرحوم مكي سيد جاسم وهو مجلسك المفضل كما قالوا ومجلس الدكتور عبد الحميد الهلالي وهو المجلس السياسي في الغالب حيث التقيت شخصيات صار لها موقف مع النظام مثل الدكتور راجي التكريتي واللواء جاسم مخلص والوزير الدكتور علي الصافي لهم الرحمة جميعاً…كما ورد في ص75 من كتاب مئة عام مع الوردي/ محمد عيسى الخاقاني والأهم هو تأسيسك لمجلس الخاقاني في نهاية عام 1988 كفكرة و تأسيس فعلي في05.03.1989 أي بعد توقف الحرب بين العراق وإيران ب(6) أشهر تقريباً كما ورد في ص (76) وانت تعرف ان الشيخ عيسى الخاقاني من قادة (الثورة الإسلامية) في ايران وانفصل عنها كما يذكر ابنه الأستاذ محمد الخاقاني في ص253 من كتابه ثم لقاءك المطول مع الشيخ علي طهراني وهو كما ورد في ص (17) من نفس الكتاب، فيلسوف إيراني وصهر السيد علي خامنئي وفي ص260 ورد عنه التالي: [ شارك في الثورة الإيرانية ضد الشاه ليصبح ممثلا للإمام الخميني في مشهد، تحول الى المعارضة الإيرانية ضد الحكومة الإيرانية والتجأ الى العراق اثناء الحرب العراقية الإيرانية متزوج من شقيقة علي خامنئي مرشد الثورة الإيراني] ثم ورد ايضاً:[ كان لقاء الوردي بالشيخ علي طهراني عاصفاً عجيباً] ثم يُكمل السيد محمد عيسى الخاقاني في ص261 :[سألني عن المجلس و الحضور و اخبرته بالأسماء واعجبه كثيرا ان يتعرف على شخصيتين في المجلس العلامة حسين علي محفوظ والدكتور علي الوردي لكن الامر يبدو صعبا فلم اكن مؤهلا سياسيا في ان اطلب من الحكومة العراقية السماح لمعارض إيراني بحضور مجلس ادبي عراقي وربما تسبب طلبي بإغلاق المجلس آنذاك فاعتذرت منه وقَّدر الرجل الوضع لأني شخصيا كنت التقيه بحجة لقاء ولده الشاب وقد سَأَلَتْ الجهات المختصة ولده حول لقاءاته معي فبرر لهم معرفتي باللغة الفارسية وأوضاع ايران وانه ليس له أي صديق في العراق….طلب مني الشيخ الطهراني كتب الوردي فأحضرتها له وبعد ان قراها بأسبوع واحد فقط سألني عن ترتيب موعد مع الدكتور الوردي لأنه وجد ان هناك بعص الأخطاء في كتب الوردي ويجب ان يناقشه فيها وله بعض الملاحظات التي يجب ان يُطْلِعَهُ عليها فرتبت موعداً صباحياً لهما في المجلس….الخ]
*ملاحظة/ تعليق: هذه المقاطع تدفع الى طرح أسئلة كثيرة جداً ومعقدة لكن اكتفي بالتالي:
هل كان الوردي مؤهل سياسياً للقاء الشيخ علي طهراني أو هل تم ابلاغ الجهات المختصة (الأمنية) بموعد عقد لقاء الوردي ـ طهراني أو هل
حصل الوردي على موافقة تلك الجهات المختصة(الأمنية) لحضور هذا اللقاء؟
أنا هنا لا اشكك بأحد ولو هذا من حقي …لكنه تحليل لواقع مُعاش حيث كنتُ في العراق في تلك الفترة و اعرف طبيعة النظام و موقفه من الحياة السياسية و الثقافية في البلد و يسعفني هنا الأستاذ محمد عيسى الخاقاني نفسه فيما استعرت منه أعلاه و في التالي حيث في ص (81) من كتابه وبعد استعراضه أسماء من يحضر مجلس الخاقاني ومن يعاونه فيه كتب التالي: [….ولولا وقفة هؤلاء الأحبة جميعا دون استثناء خاصة أثناء الاستدعائي (هكذا) لأكثر من مرة الى مديرية أمن الكاظمية والتحقيق معي بشأن المجلس وكذلك في هذا الخصوص لا أنسى وقفة الأستاذ الدكتور عبد الستار الراوي حينما دافع بنفسه عن المجلس وعني أمام مدير أمن بغداد عندما أراد إغلاق المجلس….الخ] ويضيف السيد الخاقاني في ص147 التالي: […حتى قال الوردي عن نفسه يوما بانه سمع أحد الأشخاص يقول: البعثيين حاكموا الكل الإسلاميين والقوميين والاخوان المسلمين والدعوة والماسونيين والبهائيين وعدموا المئات بتهمة التجسس لكن الوردي بقي ولم يجدوا له تهمة فأجابه الآخر كما يروي عنهم الوردي بانه هذا أخطر منهم كلهم لذلك لم يمسكوه الى اليوم]…لذلك قلتُ أعلاه ان هناك جوانب كثيرة ومثيرة في مسيرتك!!! انا لا اشكُ أو اُشكك بمسيرتك العلمية والاجتماعية لكن اُنبه محبيك ليكفوا عن الإساءة اليك/لك وان يعتذروا عن اخطاءهم بحقك ولو أعرف أن أغلبهم منطلقين في ذلك من عشقهم لك والهيام بك ومحاولات تعظيمك وإخراجك من الانسان البسيط الى منزلة المعصوم ومن الذي دس ويدس بعض السم القليل في العسل الكثير (كما قُلْتَ) الى المكافح المُغَّير الثائر المتصدي.
2ـ قدرتك العجيبة على الضحك على كل من تكَّفل أواُمِرَ بمراقبتك ومتابعتك وتسجيل خطواتك وحسراتك وتنهداتك والذي ورد أعلاه دليل على ذلك ويضاف لها سيطرتك على الموضوع بحيث فتحت لهم الشبابيك والابواب ليغرفوا مما تريد ان يُصِلوه عنك الى رؤسائهم سواء كانت هذه الحالة واقعة او عن توجس وخوف… وكذلك قدرتك العجيبة على اكتشاف أجهزة التسجيل “صوت وصورة” حيث ذكر الأستاذ محمد الخاقاني في كتابه المذكور أعلاه وفي ص17 التالي:[….وقد أخضعت الوردي لبعض هذه الأسئلة وأخذت رأيه في بعض الشخصيات والاحداث وهي بمجملها تحمل دلالات عن شخصية الوردي بالرغم من اني ما زلت اعض أصابع الندم على الرأي الذي لم يصرح به لغيري وقد خسرته بسبب تصرف طائش من أحد الأقارب، وقصة ذلك إني كنت قد سجلت رأيه في معركة جورج بوش الأولى مع العراق عام 1991 ميلادية (عاصفة الصحراء) على شريط فديو دون ان أخبره بذلك حيث وضعت كاميرة فيديو في زاوية من المجلس لا ينتبه لها أحد!!!! (وكنا يومها في جلسة خاصة وليس في يوم المجلس العام) وبدأ الوردي بإعطاء رأيه في هذه المعركة الخاسرة علميا ومجازفة الاستمرار فيها للنهاية والتي توقعها كارثية! فاجأني أحد الأحبة من اقاربي في المجلس و(دون سابق انذار) بحمل الكاميرا والوقوف امام الوردي وهو يستعرض فنونه التصويرية…الخ] ثم يكمل السيد الخاقاني في ص18 ليقول: [زعل الوردي عليَّ يومها وهددني بعدم المجيء الى بيتي لو انني كررت هذا الامر وصورته دون ان استأذنه خاصة وانه يتحدث في موضوع خطير كهذا وأمر بمسح الشريط أمامه وقدمت اعتذاري للوردي…الخ].
وهنا أقول: أكيد كانت هناك مثيلات او شبيهات حصلت في أماكن/ مجالس أخرى لأنك تعرف وانا اعرف والغير يعرف واُعيدها هنا للتذكير و التشديد من انه لا مجلس علمي او ثقافي يُقام أو يُعقد في تلك الفترة في أي مكان وربما حتى في الكليات و الجامعات ونحن نتكلم عن عام 1991 و ما بعد عام 1991 دون موافقات أمنية وحزبية مع سيطرة امنية كاملة بالصوت والصورة مهما كان الحضور في قربهم وبعدهم من وعن النظام واجهزته الأمنية سواء بنصب تلك الأجهزة بشكل مخفي في بعض الزوايا او تكليف أحد الحضور بحملها سواء برغبته (لإداء واجب) او رغماً عنه وما أكثرهم و أكثرها في الحالتين أوعن طريق رفع/ كتابة تقارير تحريرية أمنية وحزبية من قبل صاحب المجلس/ المشرف/ صاحب الدعوة أو أحد الحضور ولا يستطيع إخفاء شيء عما جرى و يجري لأنه يعرف او يتوقع أو يشك في ان هناك من يسجل ويصور وهذا ليس بصعب على الأجهزة الأمنية. وما أدراك ما عام 1991 في تاريخ العراق أرضاً وشعب وسلطة فهو/هي عام/عامات الاعدامات والمقابر الجماعية و”الإبادات”.
3ـ قدرتك الخارقة على فهم نفسية البعض/الكثيرين بحيث جعلتهم يرددون ما تقول دون تركيز او تفكير أو تدقيق وبشكل غريب وبكل تقديس، حال اقوالك وكتاباتك فيها حال اقوال وما وصل من اقوال وكتابات من/ عن المعصومين من الزلل والخطأ عند من يؤمنون بهم…فصارت كل اقوالك مقدسة حتى غير المتفق عليها او الضعيفة وحتى المنحولة والمُلحنة تُقَّدَسْ لأنها تبدأ باسمك فما ان يكتبوا: قال الوردي…سيكون قولهم صحيح لا نقاش فيه ولا رأي فوقه ولا وجهة نظر وغير قابل للنقاش او الاعتراض عليه حتى ان بعضهم قدم بعض ما تركت على بعض ما تركه الخلفاء والأولياء و العلماء و الفلاسفة كما سيأتي.
استاذي الفاضل:
أعرف إنك وقعت في أخطاء كثيرة وجل من لا يخطئ وكلنا نخطئ لكن مَنْ أشار الى اخطائك لغرض التصويب قليل من محبيك وهم بذلك على خطأ وانت سيد العارفين من أن المخطئ بريء لأنه بشر ولم ينتبه للخطأ في زحمة ذلك الزمان وتلك الأوقات والظروف القاسية وحتى هذا الزمان وفي المستقبل. وقد كتبتُ بخصوص ذلك ودون ذكر الأسماء و العناوين اضطراراً وهذه اول مرة وأعدك أنها كانت وستكون الأخيرة أتمنى ان تكون قد اطلعت عليها ،حيث نشرتُ مقالة في صحيفة المثقف الغراء بعنوان: [كل بني آدم خطَّاءْ، وخير الخطائين التوابون] بتاريخ 25.07.2021 الرابط
ونَشَرْتُ ما ذَكَرْتُ به/ فيه بعض تلك الأخطاء أو غير الدقيقات وبالأسماء والإشارات وذَّكرتُ البعض بواسطتها واليوم أذكر لك مثالين/ نموذجين عن/من تلك الأخطاء هما:
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم