ناظم السعود
قد يتذّكر القراء أنني أظهرت العام الفائت 2011 مقترحا عمليا – لعله الأول من نوعه في الصحافة الثقافية العراقية – مفاده تقديم مبادرة ثقافية فردية لمواجهة الجفاف المريع الذي يحيط ويصّحر التقاليد الثقافية المهنية بما يخص المنجز والمتابعة والتوصيل والتقييم والتقويم معا وهذا الجفاف المؤشّر على التقاليد الثقافية أدى الى غياب المبادرات والأفعال الساندة للحركة الثقافية التي تشكل حالات تنويرية وأسسا داعمة او إصلاحية لما يمور في تلك الحركة من اشراقات تجديدية ينبغي الإشارة والإشادة بها كما ان ما يحيق بالحركة من علل وانتهاكات وطغيان أوهام واسماء مجوّفة هو اولى ان يشمله السؤال الثقافي في أجنحته التصويبية ، وذكّرت يومها ان غياب التقاليد والمبادرات الساندة للفعل الثقافي أدى الى نشوء حالة من الشعور الوجداني لدى المثقف العراقي بأنه يسعى وحيدا في ساحات الإبداع ودهاليزها ودسائسها ، لهذا وغيره طرحت مبادرة تقوم على تشخيص دقيق لأبرز العاملين في الحركة الثقافية في نهاية كل سنة وعلى مختلف الصعد تجسيدا لمبدأ الحراك الثقافي القائم وكذلك لإنصاف بعض المبدعين الفاعلين الذين يحق لهم ان تجري الإشادة والتنويه بهم خلال حياتهم وبحضورهم لا ان يؤجّل الاحتفاء بهم إلى ان يرحلوا وتظهر اللافتات السود ترحّما عليهم كما هو حاصل الآن في نمطية ثقافية وحياتية محبطة ان لم اقل أنها مضحكة حد المرارة .
وكتجسيد عملي لهذه المبادرة جاء اختياري للشاعر والباحث خزعل ألماجدي ليكون شخصية 2010 الثقافية بعد ان تحققت عنده المعايير التي
أوجبت حضورها عند الشخصية المختارة لتحقيق جدوى الاختيار ونزاهته وصوابه ومن هذه المعايير التي استندت عليها : الرصانة في العمل والإضافة الحقيقة للمنجز وحجم النشاط الثقافي وقدرة المبدع على تجاوز نكباته الشخصية والوطنية بمزيد من المنجز الخاص .
هناك عدة أسباب دفعتني لتأجيل إعلان شخصية 2011 الثقافية منها ما هو شخصي وبعضها مرتبط بمناخ عام يشل أي تقليد ، ولكن قوة حضور الشخصية المختارة هذه المرة حتمت ان أعلن النتيجة حتى لو جاءت متأخرة زمنيا وما يسوغها زهو في الإبداع وجلال في القصد وعراقية متوثبة أبدا الضمير الثقافي ، وأقولها بيقين مستريح ان الدكتور حسين سرمك حسن هو الأجدر ان يكون شخصية 2011 الثقافية لعمق أثرها واستثنائية الأدوار التي نهض بها او سعى لإنباتها وتحذيرها في مساحة إبداعية موسومة باسمه المتنور .
وحقيقية أقول ان الاختيار جاء يسيرا او بلا منافسات تذكر لان ما اشترطته من وجود معايير تبرر الاختيار كان مشبعا في شخصية الدكتور حسين سرمك وعمله ومشاريعه ومن المفيد هنا التذكير بهذه المعايير : الرصانة في العمل والإضافة الحقيقة للمنجز وحجم النشاط الثقافي وقدرة المبدع على تجاوز نكباته الشخصية والوطنية بمزيد من المنجز الخاص،
وجلي ان مراجعة ما توّرد بين يدي حسين سرمك العراقيتين _ وخلال عام 2011 _ يظهر براهين مشعة على حسن الاختيار وأحقيته ، ولزيادة التأكيد والفائدة اثبت هنا ما أبدعه الكبير حسين سرمك من فرائد ثقافية محسوبة على العام الفائت 2011 فقط :
الكتب الصادرة:
– سماويات – بين الحقيقة الشعرية والحقيقة الموضوعية – دمشق – دار الينابيع
– الازدواجية المسقطة – محاولة في تحليل شخصية الدكتور علي الوردي – مشاركة مع الباحث سلام الشماع – دمشق – دار الينابيع .
– قرن الخراب العراقي العظيم – دمشق – دار الينابيع .
– بين حكيم اليمامة وحكيم المعرة – دمشق – دار تكوين .
– الفردوس المشؤوم – دمشق – دار الينابيع .
– الناي يبكي أمه القصبة – دمشق – دار أمل الجديدة .
– جليل القيسي عرّاب العزلة المقدّسة – بغداد – دار الشؤون الثقافية .
– شتاء دافيء .
كتب أنجزت ودفعت الى الطبع
– علي الوردي – النهضة والتنوير
– الثورة النوابية (طبعة ثانية عن دار ضفاف في دمشق)
– موسوعة تاريخ الطب من أيام السومريين حتى أيامنا هذه (ترجمة) .
– موسوعة النمو النفسي للإنسان من الولادة حتى سن الثامنة عشر .
– تحليل الأمثال الشعبية العراقية (طيعة ثانية عن دار ضفاف في دمشق) .
الدراسات المنشورة
# عشرات الدراسات والمقالات في جريدة “الزمان ” اللندنية والصباح الجديد والصباح .
# عشرات الدراسات والمقالات في المواقع الإلكترونية كالنور والمثقف والمرايا وأدب وفن وكتابات وغيرها .
# دراسات في مجلة نزوى ودراسات الإماراتية وفكر السورية وغيرها .
المشاركات
– مشاركة في مؤتمر الرقة / سورية للرواية
– مشاركة في مؤتمر الأدب الشعبي في سلطنة عمان
– مشاركة في مهرجان الجنادرية / السعودية
المشاركة في ملفات عن مفكرين ومبدعين عراقيين مثل علي الوردي وطه باقر وسركون بولص وعالم سبيط ويحيى السماوي وعبد الرضا علي وفرج ياسين وحنون مجيد وغيرهم .
# الإشراف اليومي على تحرير موقع “الناقد العراقي” .
ولا شك أن أي متلق ” متوازن وبرئ من النيات المسبقة ” لو طالع هذه الآثار الثقافية الثمينة سيجد نفسه مقرا اختيارنا وإشادتنا بهذا العلم الجسور الذي يستحق أن يباهى به وتقام له احتفاءات وطنية .. فقط حين تنهض ثقافتنا من ركام الخراب الراهن وآمل ان يحصل هذا غير بعيد !!.