سعدي عبد الكريم
يتوغل دخان السجائر
لآخر ِ نقطة للتفتيش في رئتي
ولم يبق َ غير القلب ينبض
بلا دقات !
دقة …
دقة …
دقة …
وآخر دقة
بالكاد اسمعها
ربما ستختفي عما قريب
ويبقى الدخان
هو الوحيد الصاعد الى رئتي
الطالع من المشتهى
وفمي ينفذه على مضض
وحنق !…
على زمن
أشرس من رأس السيجارة
وأوقع من نار جهنم
والصعاليك تتجمهر في الحانات
في المديات !…
والمقاهي !…
والأرصفة تعج بالموتى
والساسة !…
يدخنون السيجار الكوبي
وينفذون دخانه
على وجوه الفقراء
والشعراء !…
آه ……….. !
لهذا الحزن
ولهذا الشجن
ولهذا الوطن
الذي ما عاد يميز
بين (الجكارة) !!!
والسيجار الكوبي
وبين سحنة الفقراء
وأشكال الساسة
رائحة الزنبق
القادمة من أزمنة الجوع
تطيح برائحة العفَّن
الطالعة من رحم
الدخان ! …