خيري هه زار
ذات غُدوة , خرج جحا للمشاركة في ندوة , لأحد المسؤولين , حيث كان من المشمولين , ضمن قائمة المدعوين , والأسماء المعنيين , ممن لديهم خبرة , في جعل الكلام عبرة , للسذج البسطاء , واهل الريبة الخلطاء , فدخل الى القاعة , ولم يلتفت الى الساعة , لأن همه , مجلس يضمه , لأهل الأدب , وليس فيه للطرب , محل ومكان , مثلما كان , ايام المجون , والتعذيب في السجون , للنظام البائد , الفريد في الظلم والرائد , فظن انه واقع في الخطل
, وردد في نفسه مجبراخاك لا بطل , جلس في مقعد قريب , بخلق الأريب , وتفحص المكان , بدواعي الأمان , ريثما يدخل المسؤول , ويسرد المروي والمنقول , عن غيره , بشره وخيره , فقلما نرى , بين من يقودون الورى , من هونسيج نفسه , ولا يهاب تحتمسه , فهيأ الخاطر , متوكلا على ربه الفاطر , لتلقي الأفكار , كما هو نهجه في الكار , ويسمع للآخر , وهو في زورقه الماخر , في عباب الكلام , بأشرعة السلام , ينآى عن الكيد , ويتحاشى الصيد , وبدأ الناس بالتوافد , كسيول النهرالرافد , ويملأون المقاعد , بالرتم المتصاعد , وجلس كل في موضعه , كأنه عرين لمربضه , يزاحم لأجله , حتى نجله , ومرت الدقائق , في انتظارالحقائق , كأنها شهور , في بطون الدهور , تمربطيئة , قبيل وقوع الخطيئة , وما ان دخل الليث , وهطل الغمام بالغيث , حتى هب الجالسون , وقوفا وقالسون , لمقدمه الميمون , المعطربرائحة الليمون , فاحت بين الجموع , فمنهم من سالت الدموع , على خديه من السرور , وتابع خطاه عند المرور , ومنهم من اطلق العنان , لحنجرته والجنان , ليملأ المكان بالهتاف , ومنهم من هزالأكتاف , كأنه في حفل زفاف , بالهواء الطلق النفناف , يلوح للعرسان , بيديه كما يفعل الفرسان , عندما ينتصرون , وللاعلان يختصرون , برفع اصبعين , امام النظروالعين , ومنهم الذي يضمر , أساه ويطمر , يرائي الحاضرين , ويخدع الناظرين .
وصل الضيف الكريم , المساند لحقوق الحريم , الى المقعد الوثير , أمام الجمع الكثير , فغمرالمكان بالسكون , والكل آل الى الركون , للهمس والترقب , والصمت في التعقب , لما سيؤول , اليه حديث المسؤول , حينها قال العريف , باسلوبه الطريف , واناب عن الكل , ببسمة شابها الذل , مرحبا عالي المقام , بكم حفلنا يقام , والتفت الى الجمهور , وبصوته الجهور , قال ايها السيدات والسادة , لنقوم كالعادة , ونقف صامتين , بفخرلا شامتين , دقيقة واحدة , للارواح اللاحدة , التي لأجلنا سخت , وناضلت وانتخت , بالدماء الزكية , والمهج الذكية , وأمست كالرياحين , لنشتم كل حين , منها عبق الخلود , وتقشعرالجلود , على طيب ذكراهم , كأننا نراهم , وعند الانتهاء , وبلغ في الضيف الاشتهاء , حدا اراد ان يعتلي , المنصة ويجتلي , دون دعوة , ولكن النعوة , حالت دون قيامه , ولم ينقض من صيامه , ثم دعاه المكلف , بادارة الحوارالمغلف , بعديد الثياب , والمرئي من الحضوروالغياب , والمسموع , من المجموع , بفعل آلات النصوير , وعدسات التنوير , ولاقطات الصوت , وحتى حين الموت , فما ان سمع النداء , فزصاحب الفداء , من مقعده مسرعا , ولأذان الحضورمقرعا , بصوته الرخيم , ونبره الفخيم , فقال يا اخوان , بسم رب الأكوان , أبدا فاقول , واخاطب العقول .
من دواعي سروري , اكشف عن مروري , على امورعظام , كنقاط للنظام , اهمها الحرية , لناطقي البرية , ثم يليها الرغيف , للقوي والضعيف , على سواء للحد , وبكل ما في الجد , من معان للكلام , وفي بيئة السلام , هذي التي نراها , متينة عراها , ادناها واقصاها , وحالتها خاصة , لبنات البناء مصفوفة متراصة , لا تُخترق , او تُفترق , ليس فيها للارهاب , لخشونة ملمسها والاهاب , موطيء لقدم , او بؤرة لعدم , والناس من حولنا , لا ضيرفي قولنا , يتخطفهم الموت , ويعلوللردى صوت , في جميع المحاور , ويكثرالتزاور , للبيوت والحارات , يرسم فيها الدارات , ليفتك ويبيد , بالاموال والعبيد , وهاهم البقية , على التربة النقية , ويستجدون الامان , يبرمون والزمان , اربح الصفقات , بازهد النفقات , لأجل الحياة , بعيدا عن اشباه الطغاة , في تلك الممالك , التي آلت الى المهالك , للأسباب المعروفة , باللغات المصروفة , اليس هذا يعني , بان الكل معني , لكي يحفظ المنجز , بالمخيط والمخرز , فهذه القلادة , سترها كالعبادة , الخرزات تسبيح , كفتنا في ترجيح , وان كنا نعاني , شيئا من المثاني , في الآراء العاصفة , لحكم المناصفة , لكن واقع الحال , مشجع للآمال , ويدعوللتفاؤل , ويدحض التساؤل , الذي يرمي الشكوك , في المنهج والسلوك , للبعض من الأتباع , ولم يبلغوا الاشباع , من الافكارالحرة , حتى لو كانت مرة , ويتلمظوا النقيض , بمليء الفم العريض , ويبتغون التعطيل , ولا يرمون التفعيل , للفكروالتصور , والنهج المتبلور , الى صيغة حياة , تصدق فيها القطاة , وفيها من اليقين , ما يفحم كل عنين , يستظهرون العداء , لألوية الفداء , من ساسة وبناة , واقلام وحماة , يفتعلون الفوضى , كهلوسة المرضى , داخل هذي الديار , كل يوم في خيار , ويستقوون بالغير , لو كانوا دعاة الخير , لهانت المسألة , وبانت المرجلة , لكنهم يلوكون , في الخفاء والسكون , كل ما يهدي للشر , ولا يحسنون الكر , ولأنهم ذيول , وسروج وخيول , للفوارس الأغراب , وفي الغيلة أتراب , فنحن لنا السلال , مليئة بالغلال , وليست لنا ألغاز , في نفطنا والغاز , ذلك كتابنا , وهذا خطابنا , هاكم أقرأوهما , من ثم انشروهما , بما يمليه الضمير , نعم الحادي والسمير , الا ترون الطائر , يغدو خماصا حائر , ويروح بطانا , في كنف حمانا , وبالرغم من ذلك , هناك في المسالك , ما يعكرصفونا , ويخدش عفونا , ازاء بعض الجناة , وشراذم الغفاة , في اوكارالجريمة , والحياة الكريمة , عندهم محض نعيم , وفي المنطق السليم , افترائهم باطل , وديدنهم عاطل , فما جدواه الرغيف , اذا هزه الحفيف , فعنوان مجدنا , لبقاء نجدنا , هوذلك الأمان , لا يشترى بالجمان , فمن يقلب الآية , ولا يفهم الغاية , لا كيل لهم هنا , وان كانت المنى , ان يفيئوا الى الرشد , ويلتحقوا بالحشد , ويرتضوا بالقسمة , لسنا ندعي العصمة , جئنا لكي نؤمن , وللشرنؤبن , من اراد لنا الخير , فليلحلق مثل الطير , طليقا في سربه , طالما في حربه , لا يستهدف السلام , في تصريفات الكلام , ذكرنا لفظة الحرب , للطيرداخل السرب , فقط لمغزى المجاز , لا يحتمل الانجاز , مزيدا من الحروب , ومرارة الكروب , رسالتنا تلكم , والسلام عليكم .
صفق الحاضرون , وتهيأ المناظرون , للأخذ والعطاء , ورفع الغطاء , عن المبهم الخفي , بغية التأكيد اوالنفي , لمجمل الآراء , حول تلك الآلاء , عندها صعد العريف , وامتدح الرجل الشريف , وافتتح باب النقاش , حول الوضع المعاش , حسب كلام المسؤول , عندها قام البهلول , فقال :
استميح جنابكم , لكي ادق بابكم , لست ادري , وانا العالم بقدري , كلما ذكرالسلام , وانطلق الكلام , على عواهنه , وغرفتم من بوائنه , ببديع الألفاظ , لتسحروا الألحاظ , وخضتم في الخوارق , لتجعلونا في اعناق الدوارق , زدتمونا في الاصرار , والثبات والاقرار , للمبدأ المحايد , الذي في تزايد , بين الخلق والعباد , لمتانة العماد , في بنائه الكامل , ومنهجه الفاعل , في قلوب البرايا , يعمل كالمرايا , نحن ايها المسؤول , نبحث عن الحلول , لمجمل القضايا , بابعاد السرايا , وليس اقحامها , عليكم افهامها , بان العنف ينجب , مثله بل ويحجب , نورالشمس والضياء , عن الدوروالأحياء , لا معنى للحرية , دون اللقمة الطرية , وليست لكم منة , بالفكروالأسنة , للخلق والايجاد , فما هي الامجاد , التي دونتم , وبها كونتم , ذلكم الكيان , فيه الأمرسيان , للانسان الهزيل , اصبح كالنزيل , غريبا فيه يبدو , اذا راح لن يغدو , نحن لنا كل الحق , عند ذكرهذا الشق , من الموضوع السالف , لبيان المخالف , وانعدام التوازن , بين سطوة الخازن , مسبب التعطيل , وبين هذا الجيل , الثاوي في الركود , يغط في الجمود , هل هوالفرد البسيط , ام التاجرالوسيط , فمفهوم الحرية , والأرغفة الطرية , مدعاة للجدال , باثارة القذال , اما اذا اردتم , رأينا وودتم ,
سماعه فليكن , دون عسى ولكن , خبزا دون حرية , كالعيش في البرية , والحرية الجوفاء , تفتقد للصفاء , دون هناءة العيش , محض غروروطيش .
عندها علت اصوات استهجان , واصبح الكلام بالمجان , كل يشيرللبهلول , ويتهمونه بالخرف واللامعقول , فخرج من القاعة مسرعا , وخاف ان يرى بوجهه سيفا مشرعا , او يتلقى ضربة , من يد او حربة , وما ان خرج من القاعة , قال في نفسه أف للشناعة , وترك الجموع , يتخبطون في معرفة كلامه المسموع .
والسلام ختام