هادي عباس حسين
ليس لي حلا اخر..وكل الابواب مغلقة في وجهي واشد قسوة ان ينغلق طريق الاستمرار بالحياة اشعر بنفسي يضيق وروحي تخرج من جسدي لذا رددت مع نفسي
_ ساقتلها..وينتهي المطاف
لم اقصد هذه المراة التي هي ام ولدي فلم تنجب الا ولدا واحدا وابنتان بل فكرت ان انتحر هاربا من دنياي عسى الاخرة اقل عذابا بالذي اعيشه لم اخف ولم ارتعد حتى وانا قد فكرت بان اجد عملية انتحار خفيفة الالم لذا تبادر لذهني ان ارمي بجسدي من فوق الجسر وضعت في حيرة السؤال
_ جسر الشهداء ام جسر المهورية..
ابق صامتا بعدما تمركزت في راسي مشكله دائرة وهمية كبيرة اغرق فيها لتتسابق عشرات الاسئلة حول قصة انتحاري لربما سينسبوها الى الفقر والعوز لكن اكثر معارفي بانني ورثت عن ابي رحمه الله العقارات والعمارات والمعامل اا فكرة السببية للموت غير مقنعة لاتردد لانها لم تعجبني حكاية الموت امام الناس ولربما تصيب بالفشل فقد يحكم القدر ان ينتشلني احد السباحيين اذل لابدلها بطريقة اخرى ان امسك الكهرباء ةرعشات وينتهي كل شيء الا ان صورة صرخات اولادي قد لا اتحملها وايظا سيكون مصيرها الفشل بالتاكيد لافتش عن موتتة اكيدة حتى اتخلص من هذه المراة التي تعبت منها ولوعتني واذاقتني الويلات والمرارات وعندي صورا كلما اعدتها اججت الثورة في داخلي لاقول
_ انها لديهاالوقت ان تختلي بحبيبها الاول الذي كانت تريده..
لم يكن عريبا فهو ابنة خالتها الذي عكست معه الايام ليتزوج من امراة اخرى واريد ان ارد على سؤال تبادر للاذهان
” لماذا اذا وافقت على زواجها..
اقسم بالله اني لم ادر بهذه القصة ابدا بل عرفتها من خلال تعاملها مع هذا الرجل الذي كان يريدها ويخلق الاعذار لاجل زيارتها عندما تذهب الى بيت اهلها ليجد كل الاجواء متاحة له وعندما اسالها بعد عودتها تجيبني صارخة
_ ما اصابك هل اصبت بالجنون..ابن خالتي ويزورنا..
اضربها اؤذيها احاول ان لا اترك اثرا عليوجهها حتى لا ابين لامي حقيقة شعوري واحساسي بهذا الذي بملؤني الما ويزيد من حيرتي الا ان فراسة وفطنة امي بحيث كانت تقرا في عيوني كل الاشياء التي احاول اخفائها لذا ايقنت ان الذي اخف البوح به بات مفهوما عندما قالت لي امي
_ لا تدعها تذهب الى اهلها الا بمرافقتك..
اصبحت صغيرا في نظري انا الانسان الذي يحسب له كل معارفي الف حساب اكن ضعيفا في نظر امي التي لم احبها حبا كما يحب الرجال امهاتهم لانها تعشق اختلاق المشاكل لما تحولت لامراة تعشق المالالذي سيطرت هي عليه كونه وريثة معنا في ميراث ابي الذي عكسها فقد بعثر امواله بالاهتمام باخوانه واخواته ناقلا اكثر ما يملك لهم وبمختلف الطرق والوسائل لذا عندما انتقل لجوار ربه لم يهتم به من كان مشغولا في اهتمامه بهم لم يبق لدينا الا ما يكفينا لذا بين وقت واخر اشتمه وحصة امي من هذه الشتائم تنتظرها عند باب قبرها فعندما اراها اجدها تتحول الى شكل خنزيرة في نظري اذ لم يهدا لها عقلها حتى احدثت شرخا كبيرا في علاقتي مع اخي الذي يصغرني بكثير عندما وجدته اول الورثة مطالبا بحصته قائلا
_ انا اريد ان ابيع..
لم يكن كلامه ابدا بل تحريظا من زوجته التي احكمت ارادتها عليه لم اتهاون معه بل لقنته درسا لم ينساه مطلقا حتى لحد هذه اللحظة لم يكلمني بالضبط اننا غرباء نعيش مجرد للنوم وكل نفس في واد واخر مانا احس بهفي هذا البيت الذي نعتبره فندقا.وكانت كل هذه النتائج التي وصلنا لها سببها المال.لذا قلت مع نفسي
_ لعنة الله على المال…..
ساترك الاموال واذهب بعيدا حيث ساجد الحقيقة تواجهني معبرا عن جبني اريد ان اجتاز هذه الحالة التي تلازمني وتقيدني بالسلاسل واولها اولادي الذين يتحركون امامي كلما نويت بالقيام في عملي الذي اعتبره حدث لجبني الكبير ..اليوم ساعة التنفيذ ساغلق باب غرفتي وانزوي داخلها كالمعتاد ولكن هذه المرة سامسك الكهرباء اني انتظر مستمعا الى اسداء زخات هطول المطر المتواصل ونقراته على شباك نافذتي وكنت في شوق ان تاتي الكهرباء الوطنية بعد عطل تيار المولدة ..لحظات وساعات والظلمة تملا الاجواء حتى وجدت عاد جواب ظن لسان ولدي
_ اليوم لا وطنية ..ولا مولدة..
قفزت كالمجنون صارخا
_ لماذا..
اجاب صغيري بفرح
_ ان بسبب المطر الكثير احترقت كيبلات الكهرباء الوطنية
اضافت ابنتي بصوتها
_ والمولدة عطلت منذالظهيرة.
ومات حلمي الذي تهيات لتحقيقةلكن مصيره الفشل وصورة الخائنة تنحرك في ذاكرتي فقلت مع نفسي
_ المرة القادم سيكن دورك لتلاقين ربك..
كانني شعرت ببطولتي التي تمتزجت مع شعوري الغريب..